فصل إضافي: مَرْحَبًا بِالشَّهْرِ الْكَرِيمِ

127K 5.4K 2.8K
                                    

داخل ذلك المنزل الكبير الدافئ الذي يجمع اثنين قد امتزجا ليصبح كلاهما كيانٍ واحد، ذلك البيت الذي ضم قصة حب لن تراها سوى في الأفلام العربية القديمة حيث يقع ابن الباشا في حب تلك الفتاة الشعبية الفقيرة فينتصر الحب في النهاية بالرغم من جميع الإختلافات بينهم، في ذلك البيت كانت تجلس هي وإلى جانبها حبيبها الأول والأخير وزوجها رحيم.

كان ذلك الوقت هو الأجمل من العام حيث يعم الفرح والسكينة على بيوت الأمة الإسلامية والعربية جميعًا، لقد كان شهر رمضان الكريم على الأبواب وقد وقف الجميع يستقبلونه مُرحبين به وبأجوائه التي تُضفي سعادة على قلوب قد كسرها كثرة الأحزان والكُربات، يأتي مُهللًا حاملًا معه الأنوار، السعادة، الرحمات فهو شهر التوبة، شهر النجاة، شهر القيام، شهر القرآن وأخيرًا شهر الصوم.

كانت تستند هي على وسادة من خاصة الأريكة وهي تمسك في أحدى يديها قلمًا والآخر قد وضعته خلف أذنها وأمامها ورقة كُتب عليها من الأعلى

'هناكل أيه لمدة تلاتين يوم في رمضان؟!'

كانت قد بدأت في كتابة بعض الوصفات والأكلات حتى لا تشغل عقلها بالتفكير يوميًا فيما عليها أن تُحضر للإفطار، قاطع إنشغالها بالكتابة والتفكير صوت رحيم المُحبب إلى أذنها وهو يقول:

"أفي أنتِ عارفة إن ده أول رمضان لينا في بيتنا؟ رمضان اللي فات زي دلوقتي كنت بدعي ربنا إنه يجعلك من نصيبي."

"رحيم بقولك أيه هو أنتَ بتاكل المحشي كله صح ولا في حاجة مبتحبهاش؟"

"أفنان أنتِ سمعاني طيب ولا أنا بكلم نفسي؟"

"معلش يا رحيم أصلي كنت بسمع الڤويس نوت اللي ماما بعتتلي فيها وصفة البط علشان أول مرة أعمله."

"أفي أحنا عندنا ناس بتتطبخ ليه تعملي الحاجة بنفسك؟"

"علشان ده أول يوم رمضان وأنا حابة أعمل الأكل بنفسي وأنا أصلًا قولتلك مية مرة حكاية الناس اللي بتساعدنا في البيت دي مش عجباني..."

"طيب calm down أنا مش فاهم أنتِ متعصبة ليه؟ حبيبي هو حصل حاجة زعلتك؟"

بصراحة مش متخيلة رمضان من غير ماما وبابا وميرال... ده أول رمضان يعدي عليا من غيرهم..."

تمتمت أفنان فور إدراكها للأمر وعلى الفور تركت كل ما في يدها وقد تشوشت رؤيتها من الطبقة البلورية التي غلفت بنيتاها، أمسك بذراعها بلطف لكي يجعلها تستدير نحوه وبمجرد أن رأى دموعها ضمها إلى صدره بحنان بينما يقول:

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن