"إلا قوليلي يا أفنان أخبارها أيه صاحبتك اللي كنتي قاعدة معاها في الكافية دي؟" سألت ريماس فجاءة بنبرة خبيثة وقد ارتسمت إبتسامة سمجة على وجهها، نظرت نحوها أفنان بصدمة وقد فتحت ثغرها لثوانٍ قبل أن تُحمحم ثم تُجيبها بثبات قدر الإمكان:
"الحمدلله كويسة، بتسلم عليكي." سخرت منها أفنان في نهاية الجملة.
"ابقى خد بالك يا خالو أفنان بتصاحب مين، أصل صاحبتها دي بتشرب سجاير." قالت ريماس بخبث وهي تبتسم ابتسامة جانبية لتتسع أعين أفنان وهي تسبها أسفل أنفاسها قبل أن تُعلق على ما قالته ريماس وتحاول إصلاح الوضع بسرعة مُردفة:
"لا هي مش بتشرب سجاير..."
"أومال أيه..." قاطعتها ريماس بطفولية لتنظر نحوها أفنان بحده ثم تُردف:
"متقاطعنيش أنا لسه مخلصتش كلامي!" كانت نبرة أفنان عنيفة لدرجة أن الجميع ألتفتوا نحوها، أغلقت عيناها لثوانٍ وهي تحاول أن تهدأ مجددًا وتُكمل حديثها بتفسير منطقي:
"هي مش بتشرب في العموم بس أصل يا حرام بعيد عنك يعني إن شاء الله كان متقدملها واحد وكانت الدنيا ماشية كويس وهي حبته وفجاءة قبل الفرح بإسبوعين فسخ الخطوبة من غير سبب وخد حاجته وسافر."
"أعوذ بالله أيه الفال الوحش ده؟!!!" قالت عمتها بفزع لتبتسم أفنان بإنتصار فلقد تحقق غرضها من الجملة، أن تثرثر عمتها في الحديث فينشغل الجميع عن أمر صديقة أفنان الوهمية والمقهى لكن من داخلها كانت تعلم أن والدها لن يفوت تفصيلة كتلك وأنه سيسألها بكل تأكيد وقد تضطر إلى الكذب بسبب تلك الحرباء التي تُسمى ريماس والتي كانت تشعر أفنان منذ دقائق أنها قد تكون إنسانة جيدة من الداخل لكن ما فعلته الآن جعل أفنان تتراجع عن تلك الفكرة تمامًا، كان والد أفنان هادئًا طوال الحوار الذي دار ولم يتفوه بحرفًا واحد مما جعل القلق يتسرب إلى قلب أفنان لكن والدها حسر الصمت أخيرًا وقال:
"رانيا يلا أنتي والبنات عشان نروح."
"ليه بس يا أخويا ما لسه بدري أقعدوا أتعشوا معانا." علقت عمتها بنبرة مُزيفة، يتحاشى والدها النظر نحو شقيقتها ثم يُردف برسمية:
أنت تقرأ
في حي الزمالك
Romance"أنغام أحمد؟" "أنغام ايه؟! أفنان يا باشمهندس أفنان!" اردفت بحنق وهي تستقيم بعصبية من مقعدها. "خلاص ومالك فخورة أوي كده.. أتفضلي اقعدي." جلست وصمت هو لثوانٍ ثم اردف : "ثانية واحدة.. باشمهندس مين أنا دكتور!!!" ______________________________________ ...