"عايزين يفصلوا الأجهزة عن أروى..." أفصح أنس اخيرًا عن ما حدث لينظر نحوه رحيم بحاجبين مرفوعيين وقد فرق شفتيه بصدمة، عقله لا يكاد يستوعب ما يقوله أنس.
"يعني أيه هيفصلوا عنها الأجهزة؟! على أي أساس هيعملوا حاجة زي كده؟ وأنت؟ أنت هتسيبهم يعملوا كده؟!!" سأل رحيم عدة اسألة متكررة بإستنكار، ولأول مرة تقريبًا منذ أن أصبح رحيم وأنس رفقة منذ عدة سنوات يكون رحيم هو الشخص المُنفعل المُتحدث بنبرة غاضبة أقرب إلى الصياح بتلك الطريقة في حين يجلس أنس هادئًا صامتًا مُنكبًا على وجهه.
"أعمل أيه يا رحيم قولي؟ انت عارفة كويس... محدش بيقدر يوقف قصاده." سأله أنس بنبرة مبحوحة وبقلة حيلة بينما انهمرت المزيد من الدموع لتُبلل وجنته وتنحرف بعضها لتُبلل شفتيه، بينما نظر نحوه رحيم طويلًا وهو يَهز قدميه بقوة وإستياء شديد، هو لم يرى صديقه بتلك الحالة من قبل، لم يرى أنس ينهار بتلك الطريقة ولم يرى هذا الكم من التيه في نظرات عينيه.
"مش بإرادته! الحياة والموت دول بإيد ربنا بس!! وأنت مينفعش تسمحله بحاجة زي دي! بطل تبقى سلبي ولو لمرة في حياتك!!" صاح رحيم لينتفض أنس من صوت صراخه ثم يرفع عينيه الدامعة بضعف وكاد أن يفتح فمه ليتحدث لكن الكلمات حُبست كأشواكٍ من الحديد داخل حلقه وانتهى به الامر بثغرًا مفتوح وشفاه مرتجفه.
"متبقاش زيي يا أنس، متبقاش إنسان سلبي مش قادر يواجه وياخك قرار، مينفعش تسمح لحد أنه يتحكم فيك ومش بس فيك وفي أروى كمان خاصة في الوضع اللي أحنا فيه ده! أنا طول عمري مش بقدر أخد رد فعل اتجاه مامي وبابي لكن أنت أحسن مني وطول عمرك أشجع مني مينفعش تيجي المرة دي وتخيب! انت لو سكت المرة دي هتفضل ساكت طول العمر وهتفضل عينيك مَكسورة ومش قادر تبص لنفسك في المراية وهتكره نفسك يا أنس، ومظنش أروى هتبقى فخورة بيك لو شافتك بالوضع ده!"
أنت تقرأ
في حي الزمالك
Romance"أنغام أحمد؟" "أنغام ايه؟! أفنان يا باشمهندس أفنان!" اردفت بحنق وهي تستقيم بعصبية من مقعدها. "خلاص ومالك فخورة أوي كده.. أتفضلي اقعدي." جلست وصمت هو لثوانٍ ثم اردف : "ثانية واحدة.. باشمهندس مين أنا دكتور!!!" ______________________________________ ...
