الفصل الواحد والعشرون: مُكالَمَةٍ هاتِفِيَّةٍ

116K 5.7K 1.1K
                                    

"أنس؟!" همست أفنان بصوتًا منخفض وهي تنظر نحو الفراغ حيث كان يقف الشاب قبل ثوانٍ، استقامت أفنان من موضعها وهرولت نحو الخارج لكنها لم تلحق به، لعنت أسفل أنفاسها قبل أن تعود للداخل مجددًا لتُقابلها نظرات نوح التي كانت مزيج بين الدهشة والشك.

"أنتي روحتي فين؟" سألها نوح لتنظر نحوه أفنان بشرود لبضع ثوانٍ قبل أن تُردف:

"هممم؟ مفيش أنا جيت أهو..."

"ها هتسامحيني أمتى؟"

"نوح معلش ثواني." أردفت أفنان بضيق ثم أمسكت بهاتفها على الفور وشرعت تبحث عن محادثتها هي ورحيم وبمجرد أن وجدتها أرسلت له الآتي:

"أيًا كان اللي أنس هيقولهولك متصدقهوش ومتفهمنيش غلط ومتحكمش عالموقف غير لما تسمع مني الأول." أرسلت رسالتها لتجد أن هاتف رحيم غير مُتصل بالأنترنت نظرًا لظهور علامة واحدة، زفرت بضيق وهي تفرك جبينها بيديها، بالطبع سيتصل أنس به وهو سيغضب ولن يقرأ رسالتها.

"ممكن تركزي معايا شوية؟"

"نوح معلش ثواني هروح أضبط هدومي وهاجي بسرعة." تحججت أفنان وغادرت مقعدها تاركة نوح في دهشة وعدم إستيعاب.

"ادخلي تاني ادخلي." أردفت أفنان فور رؤيتها لميرال التي تخرج من باب دورة المياه لتعود الآخرى أدراجها نحو الداخل.

"في حاجة ولا أيه؟ ده أنا قولت أسيبكوا شوية لوحدكوا عشان تعرفوا تتصالحوا."

"سيبك من نوح خالص دلوقتي وركزي معايا في كارثة تانية!"

"يا ساتر يارب! حصل أيه في الخمس دقايق دول؟" سألت ميرال بفزع لتتنهد أفنان بضيق ثم تأخذ نفس عميق وتبدأ في سرد ما حدث:

"أنس شافنا... كان معدي من جانب الكافية وشافنا وكأن الكوكب كله ضاق بيه وملقاش مكان يتمشى فيه غير جنب الكافية اللي ازازة شفاف فيشوفني أنا ونوح قاعدين سوا!"

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن