لم تكن ميتشوزكي إيرين تدرك ما هي علي وشك الولوج إليه بفضولها الصغير الممزوج بالإصرار، لم تكن تعلم أنه عند دخولها إلى تلك الغرفة ولجت إلي قلب المعمعة .. بين الماضي والحاضر والمستقبل يسقط الكثير من الضحايا..
لسبب ما إيرين تجهله، لم تفاجئها تلك المعلومة مثلما تسببت برسم تعابير التفاجيء علي معظم من كانوا في الغرفة، ويانا واحدة من القلة الذين لم يطرأ أي تغير علي تعابيرها المجمدة .
علي الرغم من عدم وجود أي أدلة، وعلي الرغم كذلك من محاولة إيرين لتغير الفكرة لكن لم تجدي أي من تلك المحاولات نفعًا، بدي وكأن تلك الفكرة نقشت علي جدران قلبها كحقيقة مجردة غير قابلة للتجديد أو التغير.
نظرات مايكي الفارغة لم تتزحزح من علي وجهها، بدي وكأنه ينتظر رؤية ردة فعلها، مما دفع إيرين لمحاولة التحكم بتعابيرها قدر المستطاع، لكن من بين المحادثات الجارية، انبثق صوت مايكي المخملي باترًا جل انواع المحادثات . " ميتشوزكي، لما لا أري علامة بونتين عليكِ ؟"
ملاحظته تلك دفعت الآخرين للتركيز علي تلك النقطة أيضًا، لم تظن إيرين يومًا أن مايكي سيتطرأ لتلك النقطة مطلقًا، لكنها حاولت مثلما هي العادة العثور علي تبرير . " حسنًا، لم أظن أن هناك حاجة، أعني لست مديرة تنفيذية.. "
" هذا ليس مبررًا."
بدي مايكي في تلك اللحظة وكأنه ينوي مهاجمتها بغض النظر عن السبب، لكن استطاعت إيزابيلا إنقاذها من الموقف، حيث أردفت. " أعتذر علي التطفل، لكن إيرين بالفعل تمتلك شعار بونتين لكنها فقط تناسته معي ."
كذبة أوضح من ضوء الشمس وقت الظهيرة، لكنها كانت ذا نفع، بسرعة ناولتها دبوس شعر حاملًا الشعار ودبوس شعر ياباني آخر، بينما لم يخلو ثغرها من ابتسام نصر عريضة..
كانت تلك حيلة من إيزابيلا لإجبار إيرين علي إرتداءه، لطالما رفضت إيرين فكرة إرتداء أي شيء حامل لشعار بونتين علي الرغم من ضغط إيزابيلا وسانزو الذي لا ينفك وينتهي لكنها كانت قابضة علي رغبتها كمن هو قابض علي جمرة من نار...
لكنها حاليًا هي في وضع لا يسمح لها فيه بالرفض أو حتي الاعتراض، نظرت لسانزو بينما تتناول الدبوسان، لعل وعسى ينقذها؛ لكن خاب ظنها عندما حملت ملامحة نوعًا من النصر والجذل.
علي مضض أضطرت لإرتداءه تحت أنظار الجميع تحديدًا مايكي، كونه مجرد دبوس لم يساعد، بالنسبة لها بدي أقرب لأغلال تقيد رقبتها...
لمسه سانزو المتطفلة طوقت عنقها ساكنةً علي كتفها، ودت لو دفعتها بعيدًا لكن مجددًا لم تكن في وضع يحتمل مثل هذا التصرف، أعين يانا منتصبة عليها بطريقة غير مريحة، ولا تمتلك أي جرأة علي الحديث معها ..
عندما دقت الساعة السادسة بالتمام، في لحظات فقط كانت الطاولة قد تحولت إلي منضدة زاخرة بجل أنواع الأطعمة متباينة الاصناف وحتي الأصول..
حتي أنها رأت أحد أكواب الشاي الأسود قد انتصبت أمامها هي تحديدًا، وكذلك تبدلت أعواد الطعام بالادوات التقليدية التي إعتادت عليها، حتي أن الأصناف التي أمامها كانت كذلك متباينة عن تلك التي أمام سانزو، هي تعلم أنها يتم تحضيرها حسب تفضيل الشخص لكن هنا تكمن المشكلة، هي لم تخبرهم، كيف علموا ؟
فور أمر مايكي شرع الجميع في البدأ، علي الرغم من شعورها بالخجل من كونها الشخص الوحيد الذي يستخدم الشوكة بدلًا عن العيدان الخشبية إلا أنها لم تمانع، أعادت تلك الوجبة البسيطة شعورًا بالحنين إلي الوطن في داخلها، شعور قد ردمته منذ وقت طويل...
لكنها في الوقت ذاته نظرات يانا لم تتركها تستمتع بالشعور بالكامل، فور ما سئمت من الوضع، أوقدت تواصل الأعين مع يانا، لكن لم يبدو وكان أحدهما مستعد للتراجع....
لولا ريندو الذي جذب أنتباه يانا لظلت تلك المسابقة مسترسلةً للأبد أو حتي نهاية العشاء علي الأقل، لم تستطيع إيرين سماع المحادثة التي جرت بينهما بسبب المحادثة الودية التي دارت بين سانزو وران، لكن مما فهمته أن يانا غضبت علي ريندو لانه شتت انتباهها.. وريندو فعليًا لم يدرك أي ذنب قد إقترفه.
ومازلت نظرات مايكي الفارغة الجوفاء مثبته علي وجهها ..
°•°•°
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
