15

211 22 5
                                    

في الطريق للمقر، بدأت إيرين تلاحظ شيئًا فشيئًا مدي مألوفية الشوارع بالنسبة لها، وسرعان ما استعادت محادثتها الصغيرة مع واكاسا، ومع تضخم تساؤلاتها التي وضعتها في حيرة إستفهمت عن سبب تناسيها تلك المحادثة لوهلة.

فور ما بدات لفحات الرياح اللازعة علي بشرتها بالإستكانة تدريجيًا، فطنت لكونهم قد وصلوا لوجهتهم، سرعان ما ساعدها واكاسا علي الهبوط من علي الدراجة، لهنيهة فحسب حسبت إيرين أن واكاسا نوعًا ما خلوق، لكنه سرعان ما سحب طرف كمه من كف إيرين علي إستعجال، مخلفًا طيفًا من الألم كمن في كفها..

لكنه في الوقت ذاته دفعها للتفكير، مثل هذا التصرف لطالما اقترفته تجاه سانزو طورًا فوق طور، ولم تكن تأبه بمشاعره بتاتًا، ربما لأنها ظنت أن مثل هذا التصرف الصغير لن يمس وجدان سانزو الملوث أبدًا، لن يصل له من الأصل.

لكنها هاهي تجرب هذا الفعل الذي ظنته - نتفة- لن تخلف أي أثر، علي العكس مما اعتقدته قد خلف أثرًا.. علي الرغم من أنها لم تتوقع أي شيء من واكاسا لكنها شعرت وكأنها تركت في الخلف.

شعور غير محبب، لكن فور ما جذبتها سينجو طيبت عن شعورها غير المحبب ومحته تمامًا، لكن سانزو مجددًا إجتاح تفكيرها، وشرعت في التساؤل مرة أخري إن كان هذا الشعور غير المحبب قد اضمحل بمجرد وجود سينجو أو شخص بجانبها، هل كان سانزو يمتلك شخصًا كهذا ؟ كانت تعرف الجواب لكنها ما كانت لتجيب أبدًا..

تأنيب ضميرها سيلاحقها إلي حين وفاتها لو أجابت عنه..

~~

فور ما خطت إيرين إلي داخل المدرج الشاسع، والذي علي العكس من المرة الأخيرة وربما الوحيدة، كان مكتظًا زاخرًا بمن إعتلت أجسادهم زي براهمان، لم يكن شاغرًا غائرًا بلا حياة تدب فيه..

وهذا أعطاها نوعًا من الشفقة، فضلت المكوث بجانب المدخل بينما سارت سينجو لقلب المدرج بهيبة ووقار قد اعتلاها، هالة قائد فخمة غلفتها بالكامل، لم تحتاج إيرين سوي عدة هنيهات قليلة فقط بتلاحظ مدى تباين شخصية سينجو، ربما بنفس مقدار تباين شخصية سانزو، مجددًا حركت رأسها أملًا في إبعاد سانزو عن عقلها، لو كان بيدها لإنتزعته من دماغها بالكامل..

ولكنه دومًا ما كان يعاود الظهور داخل عقلها من جديد، بلا إذن يتطفل على تفكيرها، لحسن الحظ الضجة التي أنشأها من كانوا في المدرج جذبت إنتباهها وانستها سانزو لوهلة.

ماذا جري؟ لا تدري لم تكن منتبهه، لكن مع هذا الوضع القائم بدأت كلمات واكاسا بالإختلاج داخل عقلها..

° أجل، هذا كان مقرهم قبل أن يتم حلهم. °

حينها أدركت أن هذا المدرج المكتظ بالحياة سيعود شاغرًا غائرًا قريبًا، مما سبب غيمة أكبر من التساؤلات فوق تساؤلاتها تاركًا غيمة اتسمت بالسواد تحوم حول رأسها..

السماء كانت قد بدأت بالإستحالة إلي السواد مع آخر خيوط أشعة الشمس تضيء علي قدر مقدرتها جزءًا بسيطًا من السماء، سرعان ما راود إيرين الملل من الوضع القائم، وبما أن الاجتماع الذي بدأ للتو لن ينتهي قريبًا قررت التسكع في الأرجاء إلي حين إنتهاءه، سينجو لن تنزعج طالما هي لا تعرف..

ألقت نظرة خاطفة علي واكاسا الذي لم يأبه لها، ثم شرعت في الخروج من المدرج، علي الرغم من تشابه الشوارع مع التي في ذاكرتها إلا أنها استطاعت تمامًا ملاحظة التباين الكبير نسيبًا الذي حدث..

من بعيد تألق شخص مألوف نوعًا ما، الشعر الأشقر المنسدل مع الغرة المسحوبة، الأعين الجوفاء حالكة السواد، علي الرغم من أن الشعر الأشقر الطويل أعطاه مظهرًا غريبًا نسبيًا وساند الوضع غياب الهالات الفحيمة، لكنها فورًا استطاعت التعرف عليه، مايكي!

•°•°•°

لاحظت للتو أن الفصل لم يحتوي علي محادثة واحدة؛-؛ لكنني رأيت أن الوقت قد حان لكشط سطح شخصية إيرين قليلًا.٧-٧

انتهي ✓

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

انتهي ✓

أُحْجية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن