أُحْجية

14

لم تدري إيرين لوهلة ما جري، كل شيء حدث في غضون لحظات لم تكن قادرة علي إستيعابها، لكن فور ما بدأت البرودة بالتلاشي من عظامها، السواد بدأ بالتلاشي شيئًا فشيئًا.

الصورة مطموسة الملامح وضعتها في حيرة من أمرها، تحديدًا مع الأضواء الشديدة التي بدت وكأنها علي وشك حرق عدستيها، حركت كفها محاولةً حجب الضوء الذي ألحق بها الأذي، لكنها لم تفلح كثيرًا..

بعد عدة لحظات أردكت أنه لم يكن ضوء مصباح، بل خيوط الشمس اللازعة، شيئًا فشيئًا بدأت الصورة بالوضوح، واستطاعت تميز صورة أنثي بقربها لكنها لم تفطن لماهيتها..

خصلات شعرها حملت اللون الوردي الفاتح، ومقلتيها تصبغت بالخضرة المدهامة، لاحظت تحرك ثغرها، هل كانت تحدثها ؟ ربما .. لكن حتي لو فلا صوت يصل إلي مسامعها.

وكأنها أصيبت بالصمم التام، لحظات وصوت الصافرة ثقب طبلة أذنها، الصورة بدأت بالإختلاج ولم تعد ثابتة...

لمسة دافئة كانت كفيلة بإيضاح الصورة وكذلك الصوت الذي ثقب أذنها بالكامل..

" إيرين، أنتِ بخير ؟"

سألت صاحبة الصوت بينما غلفها القلق، والتي اتضح أنها كانت سينجو بطلتها المبهرة، لم تكن ملامح القلق التي اعترت وجهها تلائمها..

لكن شيء ما هو بكل تأكيد خاطيء، لكنها لسبب ما لم تستطيع أن تدرك ما هو، ماذا جري ؟ لا تدري..

عاودت سينجو هز إيرين وتساءلت بقلق.
" إيرين! هل أنتِ بخير ؟"

لم تدري إيرين كيف يفترض أن تجيب، لكنها قررت قول الصدق .
" أشعر بالدوار. "

" إبقي هُنا، سأحضر لكِ أي شيء قد يساعد. "

فور ما غادرت سينجو ألقت إيرين بنفسها علي مقعد الحديقة الخشبي، ثم شرعت في محاولة ربط الخيوط ببعضها البعض، يانا كانت تحاول قتلها فجاءة لسبب مجهول، بينما ساعدتها يوسانو..

فور ما حاولت الحصول علي المساعدة من سانزو - علي الرغم من أنها لا تدري لما كان أول شخص قد طرأ علي بالها - إلا أن كلا من مايكي والشخص الآخر قد قتلاها معهما، سخرت إيرين تحت أنفاسها .
" رائع! يا لها من طريقة مذهلة للموت! "

كانت تحتضر علي أي حال، لذا لم تكن تشكل طريقة الموت فارقًا، لكن السؤال الذي لم تعثر علي إجابة له، إن كانت قد قتلت، فماذا تفعل هُنا ؟

تفحصت الأرجاء بمقلتيها، لكنه لم يكن مشفي، بل حديقة، تحديدًا الحديقة التي اعتادت هي وسينجو التسكع فيها معظم الوقت، ظنت إيرين أنها فقط تهلوس قبيل أن تموت.. لكن هل يمكن للهلوسة أن تكون واقعية لهذا الحد ؟ ربما..