الفصل الثالث عشر
الانتقــــام، يسمح لنا باستنزاف كافة مشاعرنا الغاضبة، وبالثأر ممن غدروا بنا، وإن كان في ذلك استهلاك أرواحنا، لكننا لا نعود كما كنا، نبقى من حيث انتهينا. انسحقت البراءة وتلوثت بمجرد أن تخليتُ عن مبادئي لأغدو مثلهم، دمـــوية، متوحشة، وبربرية، تركت الصواب جانبًا، ومشيتُ وراء لحظات جنوني، لأظفر بنصرٍ قد لا يدوم طويلاً، كنت ممتنة لارتدائي الزي الرياضي، فقد ساعدني هذا على التحرك بحريةٍ وأريحية، وبالتالي خلال مشاجرتي مع "لوكاس"، كنتُ لا أجد ما يُعيقني، تمكنتُ من قطع قميصه الرمادي الذي يرتديه، وبجرح صدره عرضيًا بنصل المقص الحــاد، فتفجرت خيوط الدماء ولطخت ملابسه، كدتُ أكرر المحاولة؛ لكن هذه المرة فشلت فشلًا ذريعًا، فقد أمسك برسغي، وأوقفني قبل أن أصل إليه.
استقام واقفًا، وضغط بعصبيةٍ على يدي، حتى شعرت بأنه يُدميها، ثم دمدم في حقدٍ مقيت وهو يشير بيده الطليقة إلى قميصه الممزق:
-انظري ماذا فعلتي؟
حاولت استعادة يدي من أسفل قبضته؛ لكنه لم يفلتها، انتزع المقص من بين أصابعي بيده الأخرى، وهدر في غيظٍ:
-إنه قميص المفضل يا غبية.
فكرتُ في استخدام قدمي لركله بين ســاقيه، فإذ ربما أصيب هدفي، وأجعله يتلوى من الألم، هتفت في غلٍ وأنا أنفذ ما خططت له:
-لتلحق به إذًا.
رميتُ قدمي في مقصدها؛ لكن قبل أن تصل إليه صدها في براعةٍ، كأنه معتاد على مثل هذه المحاولات الهجومية من خصومه، لقد أسرفت في المجازفة، حيث أحكم قبضته عليها، وجذبني منها للأمام، ثم دفعني بغتةً للخلف منها وبخشونة لأُطرح أرضًا، انكفأتُ على العشب الأخضر وأنا أتأوه من الوجع. تحرك ليقف أمامي، فرفعت رأسي لأنظر إليه ولهاثي يخرج من جوفي، وجدته يرمقني بنظرة متأففة تحوي احتقارًا صريحًا، لينطق بعدها في وعيدٍ، وهو يلف المقص في راحة يده:
-لقد انتهى لعبك السخيف.
توقعت نهاية عنيفة، لا تبشر بخير، خاصة أن نظراته كانت سوداوية قاتمة، تعبر عن كراهية مبيتة ناحيتي، وقبل أن تدور في رأسي المزيد من الأفكار المريبة، لمحتُ "آن" قادمة من على بعدٍ، كانت لا تزال ترتدي سروالها الأبيض القصير، وكنزة سوداء ذات حمالات رفيعة، جاءت إلي تركض على أقصى سرعتها، كأنما تريدُ إيقافه قبل أن يمسك بي، بُهتُ من المفاجأة، وأردت تحذيرها؛ لكنها بلغته، ودون سابق إنذارٍ قفزت فوقه، كقرد تعلق بفرع شجرة، وراحت تضرب أعلى رأسه بقبضتها المتكورة وهي تصرخ به:
-ابتعد عن شقيقتي.
في التو استجمعت نفسي لأنهض، وصحت في فزعٍ أكبر:
أنت تقرأ
غير قابل للحب ©️ كاملة - مافيا
Romanceلم تتوقف حروب الشوارع يومًا بين أقوى المنظمات لفرض السيطرة على أكثر المناطق ثراءً وقوة في "شيكاغو"، وخلال ذلك الصراع الإجرامي كان كل شيء مباح؛ القتل، غسيل الأموال، الدعارة، التجارة غير الشرعية، وغير ذلك من الأمور المشبوهة. عائلتان فقط تمكنتا من البق...