الفصل الخامس والعشرون

13.6K 750 59
                                    


مساء النور على حضراتكم ..

بعتذر عن التأجيل الاضطراري الأسبوع الماضي نظرًا لأن اللاب توب كان فيه مشكلة كبيرة، وأرسلته للإصلاح .. وقمت باستلامه بالأمس ..


إهداء إلى روح الجميلة مارتينا منير ..


الفصل الخامس والعشرون

الانخراط في هذا العالم السوداوي أصبح إلزاميًا، لا مناص منه، فإن زلت قدمك، وغصت في وحله، فلا سبيل للعودة أبدًا. كنتُ مضطرة لتنفيذ تعليمات "فيجو" بحذافيرها، وإلا لتلقيت عقوبة رادعة كغيري لمخالفة أوامره، تهيأتُ للذهاب إلى التجمع النسوي المُقام في منزل واحدة من زوجات أعوانه المخلصين، السيدة "كاميلا"، ليس من أجل التقارب الودي، وإنما لتقصي الأخبار، والإتيان له ببعض المعلومات المنقوصة عما يدور من خلفه، فإذ ربما ينوي أحدهم التآمر ضده، أو التحالف مع أعدائه من أجل إيقاعه، خاصة بعد كشف الخيانة الأخيرة، والتي تورطت فيها الخادمة، وكنت أنا الضحية بغير قصد.

تأنقتُ في ثوبي الأسود المحتشم، ووضعت قبعة صغيرة على رأسي المرتب خصلاته في كعكة صغيرة، سرت بخطى سريعة وثابتة لأخرج من بهو القصر، نظرة خاطفة منحتها للحارس الشخصي الضخم المكلف بحمايتي وهو يخبرني برسمية:

-تفضلي سيدتي، العربة في انتظارك.

لم أعلق عليه، ما زالت منزعجة من وقاحته السابقة معي، رمقته بتعالٍ، قبل أن اتجه للسيارة، وجلست بالمقعد الخلفي واضعة نظارة الشمس على وجهي، بدت هذه الزيارة ثقيلة، سقيمة، مسببة للضيق، ومع ذلك أرغمت نفسي على مجاراة ما فُرض علي. بعد وقتٍ ليس بقليل، اصطحبني أفراد الحراسة إلى المكان المنشود، ألقيت نظرة شمولية على القصر من الخارج، كان رابضًا في بهاء لافت للأنظار، رغم كونه أصغر في المساحة من ذاك الذي أقطن به، تأملته بنظراتٍ سريعة عندما عبرت السيارات البوابات الحديدية، كانت الأجواء بالداخل يغلب عليها الطابع الإيطالي، تذكرك بالوطن، وبمدى الشوق للعودة إليه، والتمتع بأحضانه. لن أنكر أني شعرت بألفةٍ غريبة تجتاحني حين تم استقبالي بحفاوة وتقدير من صاحبة البيت الوديعة، قبل أن تلتف حولي السيدات والبنات للتعارف بشكلٍ أعمق في لطافة واضحة، مما ضاعف من ضيقي الداخلي، لإحساسي بأني قد جئتُ هنا لخداع هؤلاء النساء المغلوبات على أمرهن، فهن مثلي اضطررن للارتضاء بما فرض عليهن.

ربما لو كانت "صوفيا" متواجدة معي لاستمتعت عني كثيرًا بهذه الزيارات، طاف في خلدي واحدة من عباراتها اللطيفة حين يتم دعوتها لمثل هذه الحفلات:

-كم أحب إعداد الباستا بوصفة جدتي السرية لإسعاد صديقاتي!

اشتهيتُ تذوق ما كانت تعده، وزاد الشوق بوجداني، حقًا افتقدت وجودها، وأصابني الحزن لغيابها الطويل عني، فحضورها كان يهون علي الكثير.

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن