مساءكم فل ..
نقطة للإيضاح للقراء الأعزاء المتابعين على الموقع، يوم الثلاثاء الماضي قمت بتأجيل الكتابة والنشر بسبب مرض ابني، لأني كنت في حالة نفسية سيئة للغاية بسبب عجزي عن مساعدته، بس الحمدلله هو دلوقتي أصبح في طريقه للتعافي .. ويا رب يكمل الشفاء على خير ..
الفصل الحادي والثلاثون
بعض الأمور لا يهم فيها مقدار المكسب أو الخسارة، إلا إذا تطرقت للمشاعر الإنسانية المرهفة، حينئذ يكون المكسب مُبهجًا، والخسارة مفجعة، وهذا ما شعرت به مع "فيجو"، عندما استنكر مشاعري تجاهه، أحسست بروحي كسيرة، بنفسي محطمة. رفضت أن أسير إلى جواره، وأسرعت في خطاي بقدمي العاريتين على الأرضية المملوءة بكل ما هو جارح لباطن القدم، لم أكترث، ولم يشكل ذلك فارقًا معي، فالألم المعنوي أقسى في جرحه من الجسدي.
تطلعت بنظرات جمعت بين السخرية والعجب لسيارة الليموزين الرابطة في انتظارنا، لم نأتِ في واحدة في أول السهرة، ومع ختامها تنتظرنا باعتبار كوننا –مجازًا- على موعدٍ مع المزيد من اللقاءات الحميمية المميزة، يا للتعاسة! اتجهت إليها أجرجر قدمي، ثم جلست بعد لحظاتٍ باسترخاء على المقعد الخلفي، واضعة حذائي بإهمالٍ على أرضية العربة، تركت ملمس المعدن البارد يتسلل إلى جلدي الملتهب.
الغريب أن لحظات الحزن والإحباط تبددت وراحت تحل محلها لحظات الانتشاء والهذيان، يبدو أن ما سرى في دمائي من مواد مخدرة يفعل بي الأعاجيب، ولم أمانع، فما الذي ظل لدي لأخشى فقدانه؟ في البداية وجدتني أضحك بصوتٍ مكتوم، ثم حررت ضحكاتي لتنطلق عاليًا في نشوة متزايدة، أدرت رأسي ناحية "فيجو" الذي استقر إلى جواري، فقلت وأنا أضع يدي أمام فمي:
-عذرًا، لم أستطع منع نفسي.
سحبت نفسًا عميقًا لأتمكن من كتم ضحكاتي الغريبة؛ لكني فشلت، وتركتها تعبر عن مدى ابتهاجي المتناقض، أدمعت عيناي من كثرة الضحك الهيستري، ونظرت إليه لأخاطبه:
-أبدو كالمهرج وأنا أعبر عن حبي لك، وأنت قاتل أبي، وخالي، وغالبية أحبتي.
مسحت ما انساب من دموع من على وجنتي غير مكترثة بتلطيخ وجهي، وتابعت في صوت جاد قبل أن يختلط بالقهقهات:
-كيف أقع في حب شخصٍ مثلك؟
رمشت بعيني، وتأملته للحظة تصنعت فيها وجومي، ثم أضفت وأنا أشير إليه:
-أنا حقًا مريضة، لستُ بعقلي، فلا يوجد إنسان سوي يحب معذبه!
كان "فيجو" يتابعني بلا تعليق، يحدق في بصمتٍ، فأشحتُ بوجهي للجانب، ورفعت يدي أعلى رأسي لأحرر هذه الكومة الحبيسة، فانساب شعري في فوضوية على كتفي وخلف ظهري. تنهدت في مللٍ، وصارحته هازئة:
أنت تقرأ
غير قابل للحب ©️ كاملة - مافيا
Romanceلم تتوقف حروب الشوارع يومًا بين أقوى المنظمات لفرض السيطرة على أكثر المناطق ثراءً وقوة في "شيكاغو"، وخلال ذلك الصراع الإجرامي كان كل شيء مباح؛ القتل، غسيل الأموال، الدعارة، التجارة غير الشرعية، وغير ذلك من الأمور المشبوهة. عائلتان فقط تمكنتا من البق...