الفصل السابع والعشرون

13K 725 81
                                    


بأمر الله ينطلق معرض الرباط الدولي للكتاب من يوم الخميس القادم بدولة المغرب الشقيق، إن شاءالله هتلاقوا كل رواياتي متوفرة في جناحنا إبداع بالمعرض ..


الفصل السابع والعشرون

الألوان الداكنة كانت السمة المميزة لكل شيء أو شيء له صلة بهذه العائلة، وكأن ألوان البهجة محظور عليها التواجد في مكانٍ يعيشون فيه. غصت في الأريكة الجلدية، ولم أجلس باستقامة، كان الإرهاق مستبدًا بي بعد ليلة من النوم القلق والمتقطع. وزعت نظراتي الحائرة بتساوٍ بين الاثنين بعد أن جلس "فيجو" إلى جواري، واستقر عمي "مكسيم" في الأريكة الجانبية الملاصقة لي. طلبه المريب بحاجته للحديث إلى كلينا أصابني بالمزيد من التوتر، فأنا لم استوعب بعد ما حدث لشقيقتي من أجل الاستعداد لمغامرة جديدة بالطبع ستكون محفوفة بالمخاطر طالما أنها ذات ارتباط بهم.

في البداية تكلم "مكسيم" بقدرٍ من الحيطة، فاستطرد:

-أنتما تعلمان بحربنا المستمرة مع جماعة الروس.

هززت رأسي في تفهم، فأنا أكثر من تعرض للإيذاء على يد أفرادها القساة، طوفت ببصري على وجه "فيجو" وقد أضاف على حديث أبيه في جدية:

-بلغني من أعيننا المتربصة في الشوارع والأزقة أنهم عالقون مع الكوريين.

أحسست من البداية الغامضة للحديث أن الموضوع شائك، به الكثير من التعقيدات، ومع ذلك لم أسعَ للاستفهام عن شيء، سأبقى على الحياد، طالما أن الحديث لا يخصني. تحولت نظراتي تجاه "مكسيم" وهو يعقب عليه:

-نعم، الكوريون غير متساهلين على الإطلاق، كما أن جماعة المكسيك تحالفوا معهم ضدهم كذلك.

كنت أتخذ دور المستمع الصامت في حوارهما، ليس لدي ما أعلق به عليهما، فأنا بالكاد أعلم بالقشور، ولم أحاول مُطلقًا –منذ نعومة أظافري- التحري بدقة عما يدور من صراعات محتدمة بداخل كل جماعة، كم وددت لو بقيت بعيدًا عن كل ذلك، محتفظة بنقائي وبراءتي. عاد "فيجو" ليقول مشيرًا بيده:

-وهم في مأزق بحربهم معنا أيضًا.

خاطبه "مكسيم" مؤكدًا:

-بالضبط، الوضع معقد من كافة النواحي.

من زاويتي، رأيتُ ابتسامة خفيفة تتجسد على فم "فيجو" وهو يكلم أبيه بعد أن فرد ذراعه على حافة الأريكة، ليبدو كما لو كان يحاوطني من كتفي:

-لنرى كيف سيصمدون.

شعرت بالخجل قليلًا من تصرفه رغم كونه لم يضمني فعليًا؛ لكن أن يقوم بذلك علنًا أمام والده الصارم كان مربكًا إلى حدٍ ما، فالأخير أبعد ما يكون عن الرومانسية، شاغله الشاغل أن يحصل على الأحفاد ليس إلا! أفقت من سرحاني اللحظي في تصرفات "فيجو" غير المفهومة بالنسبة لي عندما قال "مكسيم" وقد انعكس على تعابيره لمحة من التردد:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن