MyStery

MyStery No.06

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

لم أتحقق من الأخطاء!

_______________________________________

يومٌ كئيبٌ حَل على هَذه المَدينه، إنها تُنذرُ بقدومَ فَصلِ الشِتاء على الأبواب، الغيومَ مُتزاحمةٌ مع بَعضها البَعض، الهواءُ بَدأ يَحملُ في طياتهِ عن عاصفةٍ ستهبُ وسَتمحو كَل ذلكَ الدمار، في ذلكَ المنزِل الذي يدلُ على رُقيهِ واَناقتهِ البسيطه، يَجلسُ الشقيقانُ في غرفةِ المَعيشه، اِحداهما يَتصفحُ في هاتفهِ بَحثًا من المَقاطعِ التي يَستفيدُ مِنها، والأخرُ يَدفنُ وجههُ في الكُتبِ وكأنهُ أولَ شيءٌ سَيفعلهُ، الهُدوء مُسيطرًا عَليهم، ولا يُسمع شيئًا إلا صوتَ الرياحُ القويَه.

بانَ العجبِ على ملامحِ رَايان وهوَ يُراقبُ أخيهِ بِسريةٍ، فَلقد بدأَ أخيهِ الصغيرُ يَتصرفُ بِغرابه؟ بَعد ذلكَ اليَوم عِندما عادا من المَهرجان، كانا يَتصرفانِ بغرابه وبالأخص أخيهِ؛ إنهُ يَتصرفُ بَغرابةٍ أكثر، يَتجنبُ رَايان في أي مَكانٍ كان، والأن هَو يَقتلُ نَفسهِ بالدراسةِ وهَذه عادةٌ غَريبه عليه، إنهُ هادئٌ بشكلٍ مُريب، نَزعَ رَايان سَماعتهُ التي للآن لمْ يفتحُ أي مَقطعٍ فيديو وأغلقَ هاتفهُ مُحدقًا باِخيهِ الصغيرُ الذي يَقرأُ ويَكتبُ ثمَ يَتوقف فجأةً.

إنهُ يَشردُ كَثيرًا، لاحظَ رَايان جَسدِ جٓين الَذي يَرتجفُ بِخفه، عقدَ رَايان حاجبيهِ بِتعجبٍ واِستقامَ مُتوجهًا نَحوَ جِين، رَكعَ رَايان بِجانبِ جِين الذي يَحدقُ بِيدهِ المُرتعشه بِقلق، فجِين لا يَستطيعُ اِيقافَ اِرتعاشهِ أبدًا من ذلك اليوم، وهَو الآن يَحاولُ ذلك بِفشلٍ دونَ الشعورِ برَايان الذي بِقربهِ، اَمسكَ رَايان بِكتفِ جِين الذي فزعَ بِشده، وَهذا لم يُساعد رَايان القلق أبدًا، أردفَ رَايان بِتسائلٌ اَخفى خلفهِ القلق "مَاذا يَحدثُ مَعكَ؟"

حَدقَ جِين بِرَايان الذي اِبتسمَ بِطمأنينيه لهُ، لَكن جِين اَشاحَ بِوجههِ عَنهُ وَطأطأَ بِرأسهِ لِلأسفل، هَز رَايان بِكتفِ جٓين مُردفًا بِقلق شَعَ في مُقلتيهِ الزفيرتين "جِين، لقد حَدثَ مَا كنتُ اخشاهُ في المهرجان صحيح؟ أنتَ تَتصرفُ بِغرابه منذُ عودتكَ مِنه" نَبضَ قلبُ جٓين بِعنفٍ؛ فلقد جَعلَ شُكوكَ أخيهِ في مَحلهِ وهوَ لا يَرغبُ بِذلك، اِبتسمَ جِين مُردفًا بِهدوءٍ أخفى خوفهِ الشَديدُ "لا لمْ يَحدثُ شيء، لَقد اِستمتعنا كثيرًا، لَكن تَعلم هُنالكَ الكثيرُ من التَجمعاتِ ولازلتُ اَرتجفُ كَثيرًا"

رَايان يُدرِك بأن جِين يَكذب، لَكن الذي لا يَفهمهُ هوَ لِماذا يَكذبُ من الأساس؟ من الواضِح بأن هنالكَ مُشكلةٌ حَدثت في غيابهِ، وهذا الصغيرُ يُعاندُ في اِخبارهِ وَهذا يَجعلُ من رَايان يَشعرُ بِالغرابةِ لعدمِ اِعتيادهِ لِاخفاءِ جِين عنهُ وَتحويلهُ لإسرارٍ، هوَ يَعلمُ مَراحِل خوفَ جِين من التَجمُعات واللَمساتِ من الغُرباء، يَعلم كيفَ يَتصرفُ عِندَ الهَلع، هزَ رَايان رأسهُ بِقلةِ حيله، هو لا يَرغبُ بالضغطِ على جِين، لا يَرغبُ باِعادةِ الماضي لِجِين.