بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
لم أتحقق من الأخطاء!
_______________________________________
أقفَل التِلفازُ عندما وجدَ خبرِ عودَةُ وَريثُ اِيردمِيك إلى القَصرِ، واِدَعو بأنهُ مَخطوفٌ من قبلَ مُجرمين، ولِأجلِ الفِديَةِ. همسَ ساخِرًا -وهوَ يَدخلُ غُرفتهُ- "بِجديَه، هَذا أسخَفُ خَبرٍ سَمعتهُ حَتى الآن. كاذِبون." اِستَلقى على سَريرهِ الوثِير ورَمقَ السقفُ مُزخرَف بِمللٍ. لَقد سَئمَ من وَضعهِ فعلاً، إلى مَتى سَتعودُ حَياتهُ؟ بَل أيةَ حَياةٍ -جَديدةً- لِيَخوضَها الآن؟ لَقد أصبحَ تائِهً. يَرغبُ بِالخروجِ من هذا القَصر، لَكنهُ لا يَمتلكُ شَيئًا لِيفعَل في الخارِج.
قَصرهُ القديم مُغلقٌ، ولَقد أخبرَ عمهُ -سابِقًا- بِأن يُسلمَ مِفتاحِ القصر؛ لِأخذِ أغراضهِ أو العودَةَ إليه. يَشعرُ بِالمَللِ، ويَرغب باِفتعالِ ضَجةٍ في هَذا القَصر. لَكنهُ لا يَستطيع، يَجبُ عليهِ وفاءُ وعدهُ لِعمهِ، بِأن يَتجاهَلهُم. سَيفعل، وبِطريقتهِ الخاصَه. اِعتدلَ في جَلستهِ رَامِقًا حَقيبتهُ بِملل، ثمَ سَحبَ نَفسهِ وتَوجهَ لَها؛ لَديهِ فُروضًا لَم يُنهِها بَعد. وفي خَضمِ ذلكَ تَذكرَ عَودةَ الوريث، وهَذا يَعني عَودتهُ لِمَجلسِ الطَلبةِ. لَن يَتركهُ مُطلقًا، سَيُعذبهُ بِجميعَ فُروضهِ كَمُساعدُ الرَئيس.
اِبتسمَ بِمكرٍ، وهوَ يَتخيلُ كَيفيةَ تَعذيبهِ وجَعلهِ يَكرهُ الانضمامُ لَهُم. لَم يَشعُر بِدخولِ أحدهِم لِغرفتهِ، فأفكارهُ الشِريرَه لَم تَسمحَ لَهُ بالانتباهِ حَولهُ. تَقدمَ ذلكَ الشخصُ وقَد وجدَ اِبتسامتهِ، فاِبتسمَ مُردفًا بِمرَح "إنكَ تَبتَسِم! أتَسائلُ عَن ما هَيةَ تلكَ الفكرةِ التي تَجعلُكَ سَعيدًا. مَهلاً، هَذهِ لَيست اِبتسامةٌ سَعيدَه، وإنَما شِريرَه وتُخططُ لِشيءٍ ما. أخبِرنِي عَن مَاهِيَتُها؛ سَأفعلهُ بَدلاً منكَ." قَلبَ عَينيهِ عِندما -ولِلمرةِ المَليون- يَقتحمُ غُرفتهِ دونَ إذنٍ.
والأسوء، إنهُ ثَرثارٌ بِشكلٍ مُستَفِز ويُفضلُ مُضايَقتهُ بِتَدَخُلهِ في خُصوصياتهُ. لَم يلتَفِتَ نَحوهُ وبَل أكمَل بِبحثِ عن فروضهِ نابِسًا بِسخريَه "أولاً، قبلَ دخولكَ أطرقُ البَاب كالمُتَحضرين. ثانيًا، لا شَأنَ لكَ بِي، ثالِثًا، لا شَأنَ لكَ بِي، وعاشِرًا، لا شَأنَ لَكَ بِي. فَهمت؟" شَهقَ عَمهُ -مُزعِج- بِصدمةٍ، ثمَ قَهقه مُردِفًا بِاللامُبلاه "مَاذا قُلت؟ لا أستمعُ لِمُحاضراتِ الآداب مُطلقًا. أُذنِي تَصنعُ تَشويشًا فورَ سماعِ تلكَ الكَلمات، وعَقلي يَتعطَل من فورهِ دونَ إنذار."
اِتسَعت عينيهِ بِصدمةٍ، وتَمتمَ بِغيرَ شُعورٍ "أأنتَ طِفلٌ؟" لا يُصدقُ بأنَ هذا الرَجلُ يَمتلكُ عَقلاً، أيَمتلِك؟ لا يَعرف. تَجاهلهُ مُكملاً بَحثهِ عن باقي فروضهِ، لَكنهُ تَوقفَ بِلحظةِ إدراكٍ، لِمَ عمهُ المُزعِج هُنا؟ هوَ لا يَأتي سِوى لِسببٍ مُحدَد. إلتفتَ نَحوَ عَمهُ الذي يَفحصُ غرفتهِ بِتركيز، فعقدَ حاحبيهِ مُردفًا باِستياء "مَا الذي تَبحثُ عنهُ الآن؟" تَوقفَ عمهُ عن الفَحصِ مُردفًا بِجديَه "أتَأكدُ من آمانِ الغرفةِ، لا رَغبتَ لِي بِرؤيتُكَ مَيتًا مُجددًا."
أنت تقرأ
MyStery
Mystery / Thrillerكُـل مَـا يَتمنـاهُ، هـوَ صَديقًـا عادِيًـا. يُغـيرَ مِـن حَيـاتِـهِ الرَمـاديةِ الصاخِـبَه الَـتي إمتَلَئـتْ بِالـرصاصِ ورائِحـةُ المَعـادِنَ والكراهيَـةُ. إلـى ألَـوانٍ زاهيـةً تُسكَـبُ عَلـى رُوحِـهِ بِرَويـةٍ، لِـتَجعـلهُ مُشعًـا لِلغايـةِ وذو ا...