بِسم اللّهِ الرَحمن الرَحيم
لَم أتَحقق مِن الأخطَاء!
_______________________________________
عِندما وَصلَ لَهُ خبرَ جُلوسَهُم في فَصلهِم بَدلاً من الذَهابِ لِلمختَبرِ كالمُعتاد. علَمَ بأنَ هذا اليَومَ لَن يَمضِي على خَيرٍ، فَبقيّ يَرمقُ الأستاذَ الكِيمياء الذي دَلفَ لِلفصلِ وعلى وجههِ اِبتسامةٍ مُتَملِقه، قَبل أن يُلقِي الفاجِعةُ عليهِم. إختِبارٌ مُفاجِئ، وسَقط قَلبُ المِسكينَ. فَهوَ -بَعدَ العُطلَةِ- قَد نَسيّ كلَ شَيء، وعَقلهُ فارِغًا. لِمَ على الأساتِذةِ أن يَكونونَ قاسِيين معَ الطَلبةِ؟ عَبست مَلامحهُ بِطريقةٍ لَطيفَه وهوَ يَستَلمُ ورَقةُ الإختِبارِ، ويُسلمُ ورَقةُ الأخيرَةِ لِلنائمَ خَلفهِ.
ولَم يَكُن يَملكُ المَزاجَ لِإيقاظهِ بِطريقةٍ لَطيفه، فَصفعَ رَأسُ النائمِ بِلا إكتِراثٍ وعادَ يَرمقُ ورَقةُ إختِبارهِ التي تُتطالِبُ بِحلِها حالاً. أمسكَ بِقلمهِ وكتبَ الإجابَاتِ دونَ مَعرفةِ ما أنّ كانَت صَحيحَه أم لا، وجعلَ بِضعُ الأسئلةِ فارِغةً. لا يَمتلكُ حَتى إجابَةً قَريبَه، أو شُعورٌ بأنَ لَديهِ إجابَةٌ مُشابِه لمَا فِي عَقلهِ. عِندما إنقَضى الوَقتُ ولَم يَشعرُ بهِ، سَلمَ ورَقةُ الإختبارِ بِعبوسٍ، وأغروقَت عَيناهُ اِستياءً لِإهمالهِ. فَهوَ حَصلَ على هَدفٍ -مؤخَرًا- بِجعلَ نَفسهِ يَجتَهُدُ، دونَ الإعتمادِ على أخيهِ.
سَيَصنعُ مُستَقبلَهُ وحَتمًا أخيهِ سَيفخرُ بهِ. أخفَى دُموعهِ عن الجَميعَ، ولَم يَرغبُ بِالبُكاءِ أمامَ الجَميع من أجلِ إختبارٍ. بَل سَيُوفِرُها من أجلَ أخيهِ عِندما يَصلهُ الخَبر، سَيُعاقَب حَتمًا وسَيجعلُ أخيهِ يَتسائلُ عن سَببِ إهمالهِ. وسَيزيدُ ثِقلاً على أخيهِ المَثقولُ فِعلاً. زَفرَ بِيأسٍ، فَهوَ يَمقتُ نَفسهِ عِندما يَفشلُ في تَحقيقَ أحدِ أهدافهِ البَسيطَه. رَنَ جَرسُ مُعلنَةً إنتِهاءُ الحِصةِ المَشؤومَه، وخَرجَ أستَاذُ الكِيمياء باِبتسامةٍ تَشقُ وجهِه.
وَعمَت الفَوضَى فِي كلِ مَكانٍ؛ لِأنَ أستاذُ الَلغَةِ الرُوسِيَه مُتغيبٌ. وفِي تلكَ الَلحظةِ تَمنى لَو أن أستاذُ الكِيمياء هوَ من تَغيب، فَأستاذُ الُلغةِ الرُوسيَه طَيبٌ ولا يُفاجِئهُم بِإختِباراتٍ. سَحبَ فَرضهُ الذي فَرضَهُ الأستاذُ الفِيزياء لِحلهِ، وشَرعَ بِحلهِ بَدلاً من تَأجيلهِ لِحينَ عودَتهِ لِلمنزِل. تَجاهلَ إهتِزازُ هاتِفهِ المُتكرِرُ، فَالفرضُ أولَى من مَجموعةِ الدَردشةِ. وحِينَ أنتَهى من الفَرضِ، سَحبَ هاتِفهِ ودَخلَ لِمجموعةِ الدَردَشةِ. إنَها المَرةُ الثانِيه التِي يَدخلونهُ لِهذهِ المَجموعةِ.
فَاُوين لا يَتوقفُ عَن السُخرِيَةُ منهِ، وإقتناصِ الفُرصِ وإزعاجِهُ، وهوَ سَئمَ من تَصرُفاتهُ الطُفولِيَةِ فِعلاً. رَفعَ أحدَ حاجِبيهِ بِتعجبٍ عندما وجدَ رَسائلٌ كَثيرَه من طَرفِ دِيلان، يُثَرثرُ عن نُزولِ أحدثَ المَطاعمَ بِقائمةٍ نادِرَه ومَحدودَه. وهوَ يَرغبُ منهُم أن يَحضرونَ مَعهُ، إذ أخيهِ إيدِن مُنشغلٌ جِدًا، وإيرِك لَديهِ مُباراةٌ عليهِ -حَتمًا- الفَوز فِيها. ولا يَستطيعُ طَلبُ ذلكَ من توما، فَردةُ فِعلهِ لَن تَكونَ فِي الحُسبانِ، ودِيلان لَيسَ صَديقهِ فِعلاً مثلَ الجَميع.
أنت تقرأ
MyStery
Mystery / Thrillerكُـل مَـا يَتمنـاهُ، هـوَ صَديقًـا عادِيًـا. يُغـيرَ مِـن حَيـاتِـهِ الرَمـاديةِ الصاخِـبَه الَـتي إمتَلَئـتْ بِالـرصاصِ ورائِحـةُ المَعـادِنَ والكراهيَـةُ. إلـى ألَـوانٍ زاهيـةً تُسكَـبُ عَلـى رُوحِـهِ بِرَويـةٍ، لِـتَجعـلهُ مُشعًـا لِلغايـةِ وذو ا...