بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
لم أتحقق من الأخطاء!
_______________________________________
تمردت أشعةِ الشمسِ لتدخلُ بين ثنايا السِتار الذي يَحجبُ عن عينيَ الفحمي، لكنها لم تستطعُ ذلِك بسببَ سُمك السِتار الذي صُنِعَ خصيصًا لأشعتِها، والذي صاحبُها يكرهُ تمرُدها في نومهِ المَلكي، تحركتْ مُقلتيهِ تحت جفنيهِ التي تحملُ أهدابٍ طويلةٍ، زفرَ بسؤمٍ واستسلمَ للأمرِ الواقِع، وفتحَ جفنيهِ مُطِلاً بحدقتيه التورماليتين السوداء، يحدقُ بأرجاءِ السقفُ المظِلم بصمتٍ، لحظاتٍ ثمَ أعتدلَ بجلستهِ، مُحدقًا بأرجاءِ غرفتهِ التي ينامُ بِها.
إنهُ يحاولُ إستعادةَ نفسهُ وتذكرُ ما يَحدث، فهوَ يميلُ لفقدانِ الذاكرةِ عند الإستيقاظ، ثم تثائبَ بقوةٍ حتى إلتمعتْ عيناهُ بدموعِ النوم، إستقامَ بإرهاقٍ واضح، ومددَ جسدهُ مستمِعًا لصوتِ تفرقاتِ ظهرِه وذراعيه. توجهَ لحمامهِ الفاخِر، وفتحَ صنبورِ المياه، ووضع كِلتا يديهِ تحتها لتتجمعِ قطراتِ الماء وتصبح بركةً في راحةِ يديه ويبدأُ برشهِ على وجهه. رفعَ رأسهُ ناحيه مرآتهِ الكبيرة والمدورةِ، حدقَ بوجههِ بتأملٍ، وإن حدقتَ بنظراتهِ جيدًا لأقسمتَ بأنهُ واقعٌ في حبِ نفسهِ.
بِالطبع لقد كانت نظراتِ إعجابٍ! فهوَ نرجسيٌ بالفطرةِ لكنهُ لا يعترفُ أبدًا بغرورهِ؛ وإن أخبرتهُ عن السببِ فسيجيبكَ بِكلِ سهولةٍ 'أنا أحبُ نفسي! مِن الأحمَق الذي لا يَفعل؟' عندما أنتهى من التحققِ بوجههِ الصافي، اِبتسمَ بإتساعٍ وأخذَ يسرحُ خصلاتِ شعرهِ ويجففُها من قطراتِ الماء المتمردةِ على شعرهِ والتي بَللت خُصل مِن شعرهِ الذهبي الباهت، يكادُ يصبحُ أبيضًا لِشدةِ بِهوتِه، يَصل لطولِ غِرتهُ الأماميةِ إلى تحتِ حدقتيهِ وشعرهِ الخلفي إلى مؤخرةِ عُنِقه الطويل.
خرجَ من الحمامِ وتَقدمَ بخطواتهِ إلى غرفةِ الملابِس الكبيره، وبَدأ بالإنتقاءِ مَلابسهُ بحرصٍ ودقةٍ شَديدين، فالموضةُ تَكادُ تقتلهُ لِحدِ الجُنون كما يَعرفهُ الجميع، اِرتدى قميصًا رَماديٌ داكنٌ فَضفاضٌ القُماشِ بأكمامٍ طويلةً ورَفعها إلى منتصفِ ساعديه. تَركَ الأزرارَ مفتوحةً مِن الأعلى، واِرتدى بنطالٍ من نوعِ الجينز أسودَ اللون ورَفعهُ للأعلى مُدخلاً قميصهُ الداكن، يظهرُ طول ساقيهِ الطويلتينِ بِالفعل، اِرتدى حذاؤهُ الأسود ذو الكعبِ القَصير.
واِتجه إلى مرآتهِ العِملاقه التي أكتَسحت نِصفُ حائطهِ الفارِغ، اِرتدى ساعتهِ الفِضيه، وأخذَ يرشُ بِعطرهِ -الذي اَصبحَ مَشهورًا في نهايتهِ- سريعًا، اِبتسمَ مُردفًا بِغرورٍ "آهٍ، كيف ينعتوني بِالمغرورِ وأمامي هَذه كتلةُ الوسامةِ كُل يومٍ؟ أنني أقعُ بِحبِ نَفسي يومًا بعدَ يَوم، لماذا لا يزالُ البشرُ الحَمقى يَنعتوني بِالنرجسي؟ أمحرمٌ عليَ الوقوعِ بِحب نَفسي؟ لستُ نرجسيًا كما يَدعون بَل هذا ما يُسمى بِحبِ الذاتِ!" لوحَ بغرورٍ وأخذَ مفتاحُ سيارتهُ وهاتفهِ الذي بآخرِ إصدارٌ في هذا السوق وخرجَ من جناحهِ.
أنت تقرأ
MyStery
Misterio / Suspensoكُـل مَـا يَتمنـاهُ، هـوَ صَديقًـا عادِيًـا. يُغـيرَ مِـن حَيـاتِـهِ الرَمـاديةِ الصاخِـبَه الَـتي إمتَلَئـتْ بِالـرصاصِ ورائِحـةُ المَعـادِنَ والكراهيَـةُ. إلـى ألَـوانٍ زاهيـةً تُسكَـبُ عَلـى رُوحِـهِ بِرَويـةٍ، لِـتَجعـلهُ مُشعًـا لِلغايـةِ وذو ا...