بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
لم أتحقق من الأخطاء!
_______________________________________
مَرتْ الأيامُ وبدأَ فصلُ الخَريف يَفتحُ أبوابهِ والجَو أَصبح بارداً، أوراقِ الشَجرُ يُعلنْ عَن اِستسلامِها مِن ذلكَ الجَو القادِم؛ فَتصفر فَقط لذِكرِها وعِندما يَحينُ مَوعِدها تَسقطُ عَلى الأرضِ أو تَحملُها الرِياحِ إلى اللاماكِن فهيَ اَعلم عَن مَصيرُها، في ذلكَ الَلحين أستيقظَ ذلكَ الشَعرُ الفَوضويَ مِن سُباتِه ويَبدو أنَهُ لمْ يَحضى بنومٍ جَيد، مَلابِسهِ تَدلُ عَلى ذلكَ وَعينيهِ المُنتفِختين، اِستقامَ يُفركُ رَأسهُ بِسببَ سُقوطهِ من عَلى السَرير.
خرجَ مِن الحَمامِ بعدَ أن اِستحمَ بِماءٍ دَافئ، اِرتَدى قَميصهُ الأبيضَ ذو الأكْمامِ القَصيرَه، لَكنهُ شَعرَ بِرجفةٍ في جَسدهِ، فَقررَ اِرتداءَ الهُودي أَخضرُ دَاكِن مَع جِينزًا أسَودُ بَاهِتَ اللَونُ، اِرتدى سَاعتهُ الجِلدِيه وَسرحَ شَعرهُ الفاحِم كالليل للأَسفلَ مَع تَموجاتٍ خَفيفَه تَدلُ عَلى صَاحِبها المُهتَمُ بِمظهرهِ جِيدًا، اَمسكَ بِحقيبتَهِ المَدرسيةِ سُوداءِ، ونَزلَ للطَابقِ السُفليَ مُتوجِهًا إلىَ المَطبخِ؛ سَوفَ يُسكتُ عَصافيرَ مَعدتهِ، فَتحَ البَرادُ وأَخذَ مَشرِوبًا بَاردًا ثُم أَغلقَها وكَادَ أن يُغادرُ لُولا إِقتحامِ رَائحةُ القهوةِ الزَكيه لأَنفهِ الصَغيرِ.
عَلتْ اِبتسامتَهُ عَلى مِحياهُ عِندما عَرفَ صَاحِبُها، دَلفَ غُرفةِ المَعيشةُ ورَأى صَاحِبِ القَهوةِ يَتصفحُ في هَاتِفهِ بألامبالاةٍ ويَرتشِفُ قَهوتَهِ الصَباحيةِ كَعادتهِ، اِنتابَ جِين بِالحماسةِ ثُم اِبتسمَ بِإتساعٍ مُردفًا بصخبٍ "صَباحُ الخيرِ أَخي! مِن الغَريبَ أن تَكونَ مُستيقظًا وأنتَ في إجَازتَكَ، ألَديكَ عَملٌ في هَذا الوَقتْ؟" ضَحكَ رَايان الذَي وَجدَ حَماسهِ لَطيفًا مُردفًا بِهدوء "بِالطبعِ هُنالكَ أحدُ الزُملاءِ اَخذَ إِجازةً اليَومِ لِذلكَ سَأحلُ مَحلهِ!"
حَدق رَايان بِساعتهِ مُردفًا بَعجلٍ "لقد تأخرتُ، هيا اِذهبَ لِلمدرَسةِ وعِندمَا تَعودْ أَرسلَ رِسالةً ولَو كَانتْ نُقطةً أو مُلصقْ! فَهمتْ؟" ضَحكَ جِين مُومأً، هوَ يُدركُ خطأهُ بالمجيءِ إليهِ لَكنهُ ليسَ نادِمًا على ذلِكَ وَسيُعيدهُ إن تكررَ الأمرُ. اِستقامَ جِين مُردفًا بِمرحٍ "حَاضرٌ سَيدي!" رَبتَ رَايان عَلى رَأسِ جِين ثُم خَرجَ جِين مِن المَنزلِ. لَمحَ ويليامُ داخِلَ سَيارةٌ رِياضيةٌ زَرقاءِ فارِهه مع نِيكولاس، عقدَ جِين حاجبيهِ بحيرةٍ، أهذا هوَ نيكولاس أم إنهُ يَتخيلُ؟
○○○
❨ جِين ❩
اِستَنشقتُ عَبيرَ طَبيعةٍ وزَفرتُ الهَواءَ بِهدوءٍ، فَتحتُ بَابِ سَيارةِ ودَلفتُ للِداخلِ، جَلستُ عَلى المِقعدُ الخَلفيَ، ورَفعتُ حَدقتيَ لويليام الذي يُحدقُ بِجانبِ السائِق، إنهُ نيكولاس الذي يَقودُ بِصمتهِ المُعتادُ، تَحركتُ وجَلستُ في المنتَصفِ المقعَدِ حَتى يُتيحُ ليَ رُؤيةُ مَجالِ السائِقْ. عَقدتُ حَاجبايَ بِتعجبٍ، لِماذا نيكولاس يَرتديَ هَكذا؟ أَعنيّ مَظهرهُ ليسَ سَيئًا ولَكنْ لا يُوحيَ مَظهرهُ كَحارسٍ بَل كَعميلٌ؟ أم لا أعلمُ شيئًا لَكنْ يَبدو أَنيقًا للغايةِ كَحارسٍ عَادي.
أنت تقرأ
MyStery
Misterio / Suspensoكُـل مَـا يَتمنـاهُ، هـوَ صَديقًـا عادِيًـا. يُغـيرَ مِـن حَيـاتِـهِ الرَمـاديةِ الصاخِـبَه الَـتي إمتَلَئـتْ بِالـرصاصِ ورائِحـةُ المَعـادِنَ والكراهيَـةُ. إلـى ألَـوانٍ زاهيـةً تُسكَـبُ عَلـى رُوحِـهِ بِرَويـةٍ، لِـتَجعـلهُ مُشعًـا لِلغايـةِ وذو ا...