MyStery No.09

366 32 10
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

لم أتحقق من الأخطاء!

_______________________________________

مرَ أسبوعٍ على الحادِث، وَويليام عنيدٌ لِلغايةِ وقد اَجهد طاقمُ الأطباءِ كثيرًا. فَلقد جُنَ جُنونهُ عِندما وجدَ نَفسهُ هكذا. ودَلفَ الأطباءُ والمُمرضاتِ حَتى يّحقنونهِ بحقنةٍ مُهدءه؛ لأنهُ هاجَ بِطريقةٍ هِستريه، وبَعدَ ثلاثةِ أيامٍ من مُصراعةُ ويليام لِتقبلُ ذاتهُ، اِقتنعَ بما حصلَ لَكنهُ بدأَ يّفقدُ عقلهُ بِسببِ جمالهِ الذي تشوهَ بهذهِ الضمداتِ، هو مُتقززٌ من نفسهِ لإدراكهِ بأنهُ لمْ يّستحمَ أبدًا. أما جِين فَلقد ذاقَ ذَرعًا من جنونِ ويليام بالفعل.

لَكنهُ يّتجاهلُ ذلكَ بِسببِ شيئًا غريبًا يّحدثُ معهُ في المَدرسةِ؛ فَفي كل يومٍ يّذهبُ إليها يّجدُ زهرةٌ حمراء تميلُ لِسوادِ، هو يّتذكرُ جِين هذهِ الزهرةُ جِيدًا، فَلقد تَعلمها في المرحلةِ المتوسطه، هي زهرةٌ نادِره وتُدعى البَكارا، زهرةٌ تَندرِجَ من الزهورِ الحمراءُ المُخمليه، تصبحُ سوداءُ الَلونَ لِشدةُ إحمِرارُها، وهي تَجذبُ الإنتباهُ بِحسبِ ذاكرةُ جِين، فهِمَ بأن هنالكَ من يّرغبُ بِجذبِ اِنتباههُ، لَكن بِزهره؟ وعلى طاولتهُ أمامَ فصلهُ؟

من اَصبحُ يّفعلُ ذلكَ في هذا العصرُ؟ هو يّراها طريقةً مُبتذله، لَكنهُ لم يّفكرُ كثيرًا إذ ظنَ بأنها مرةٌ أو مرتين وسيّتوقفُ الفاعلُ عن اِحضارها لِجمودهِ أمامَ الزهور، لَكن ذلكَ اِعتقادُ جِين فَحسب. إذ إنهُ دَلفَ لِفصلهِ مُتجهًا لِطاولتهِ كالمُعتادُ، لَكنهُ توقفَ أمامها عندمَا وجدَ الزهرةُ السادِسه فوقَ طاولتهِ وهذهِ المَره مُرفقةٌ بِبطاقةٍ مَكتوبٌ بِخطٍ مُميز 'جَميله، أليست كَذلكَ؟' مَن هَذا؟ تَجاهلَ هذا ورَمى الزهرةُ في سلةِ المهملات، فَلقد اَصبحَ الأمرُ مُزعِجًا.

وفي كِلتا الحالتينَ جِين لا يّهتمُ بالزهورِ كما فعلَ في المَاضي. مَرت الحِصصُ بِبطءٍ على جِين الذي شَعرَ بالمللِ من هذهِ الأجواء، هو يّرغبُ بِصرفِ تفكيرهُ عن حالةَ ويليام الذي سَيأتي يومٌ وسيّقتلهُ بِيديهِ العاريتين. في الحصةِ التاليه كانتْ فراغٌ لهُم؛ بِسببِ تغيبُ الأستاذُ ولم يّجدوا لهُ بَديلاً، فتنهدَ جِين بِضجرٍ، إنهُ يّرغبُ بالعودةِ لِلمنزلِ والنومَ على سَريرهِ على الأقلِ، لَكن فكرتهُ تِلك تلاشت عِندما تَذكرَ فتى النائِمُ، اِلتفتَ إليهِ ووجدهُ نائِمٌ بالفعلِ.

حَدقَ جِين بِشعرهِ الزيتيُّ الناعمُ، وهو يّرغبُ بِلمسه حَتى يّتعرفُ إن كانَ طبيعيًا أم إنهُ يُّملسَهُ كبعضِ الفتيان، لَكنهُ اَعدلَ عن قرارهِ عِندما تَذكرَ حظهُ البائس في وجودهِ. نادى جِين عليهِ لَكن لمْ يّجدُ أي اِستجابةٍ منهُ؛ يّبدو إنهُ غارقٌ بالنومِ، وهَذا جعلَ جِين يّشعرُ بالضجرِ فهو لا يّرغبُ بالجلوسِ هكذا دونَ فعلِ شيء، وبالأخصِ أنَ الجميعُ يّتحدثَ ويّلعبُ فيما بينهُم، أعادَ جِين حدقتيهِ لِلنائمِ ورَبتَ على رأسهُ لعلهُ يّستيقظ.

MySteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن