MyStery No.41

151 13 73
                                    

بِسم الله الرحمَن الرَحيم

لَم أتحققُ من الأخطاء!

_______________________________________

الأيام تمضِي بِشكلٍ مُستَفِز. ولَرُبما هو يّراها هكذا، لأن جُّل تفكيرهُ بِها. لا يَعلم السبَب ولكنهُ بَدأَ يستشعرُ بُطؤها وهذا ما جعلهُ يضجَر كثيرًا. ويّتسائَل إلى مَتى ستمضِي هكذا دون فِعل شَيء؟ ضغطَ على زر في جهازهِ اللوحي، ثمَ رمقَ الحاسوب -أمامهُ- الذي أرسلَ إشعارًا لِرسالةٍ مَجهولَه -من طرفِه- فإلتفتَ إلى رَئِيسه يُعلمهُ عن إتمَام المُهمَة، فهمهمَ الأخير مُركزًا ناظريهِ على ساحةَ المدرسَة. فأغلقَ كهرمانِيُّ العَينيَّن جهازهِ اللوحي وظلَّ لِثويناتٍ قليلَة في صمتٍ، يُفكرُ إن كان عليهِ سؤالُه -على غير العادة- أو الإهتمامَ بِشؤونهِ أفضَل.

لحظَ اِنعكاسُ وجههِ على جهازهِ اللوحِي، واِشمَئزَ من منظرِ وجههِ المُتهالِك، فلَقد أنهكهُ التَفكير دون رَأفةٍ لِنوم جفنِيه مُطلّقًا في الأيام الفائِتة. هزَ رَأسهِ مُبعدًا أفكارهُ وتحدثَ لِلذي واقفٌ في مكانهِ يُراقبُ الجميعَ من الأعلَى "ذلكَ الشيء الخاص بِالمهمات، ليست جميعُها ملكًا لك، هُنالكَ شخصٌ آخر لا أعرفهُ جعلكَ كالوسِيط بينَنا صحيح؟" تَوقفَ كايدو عن التفكِير يّطرفُ مُتعجبًا من دخولهِ -المُباشِر- في السؤال، وإلتفتَ إليهِ قائِلاً بِهدوء "ما الدافِع الذي جعلكَ تُركزُ على المَهام وتكتشفُ بأنه شخص آخر لا أنا؟"

فعلاً، ما الذي جعلهُ يّتسائل عن شَيءٍ -كان يّجبُ- عليه تجاهلُه؟ قطبَ الأقصرُ حاجبيهِ قليلاً وأجابَ بِاللامُبالاةٍ "لا أمتلكُ الدافع؛ فمنَ الغريب أن تجعلنِي أساعِد أحدهُم. لكن رغبتُ منك أن تجعلهُ يتوقَف، لأن مُتطلباتهِ خطِيرة وسَأُرمَى خلفَ القبضَان إن شعرَ أحدهِم بِما فعلَت." صمتَ صاحبُ النظاراتِ، وهمهمَ مُتفَهِمًا مُسترسِلاً بِقلةَ حِيلَة "مُحِق. لَكنَني لا أستطيعُ مُخالفة الأوامِر، هوَ ليسَ بِشخصٍ يسهلُ التَلاعُبَ بِه، مُطلقًا." فِي العادة إن تحدثَ هكذا فهذا يعنِي اِنتهاء النِقاش، إلا أن مُخمَلِي الشعر اِستقامَ من مَكانهِ غير مُصدقًا لِهذا الحديث.

"أتخبرُني الآن بأنكَ رَمِيتنِي لشخصٍ خطير؟"

اِبتسمَ الأخير وتحركَ من مكانهِ إلى حاسوبهِ مُجيبًا "لستُ بتلكَ الحماقةِ لِأرسلِ هويتكَ لهُ، فهوَ سيعرفُك شِئتَ أم أبَيتْ. وذلكَ الشخص، لَن يهتمَ بكَ طالمَا أنتَ تُفيده الآن دون مَضرةٍ." لَم يّشعُر المعنِي بِالرَاحة؛ إن خالفَ فستتمُ مَحوه. لكن، أكايدو رَاضٍ بِرميه هكذا؟ تَنهدَ مُستاءً، مُصيبةٌ فوق الأُخرَى تحلُ عليه، دون حلولٍ أبدًا. رُبما المَشاكل تعشقهُ لِحد النُخاع، مَتى شعرَ بِالراحة في حياته؟ قبل اِختفاء ملاذهِ ولِلأبد. سحبَ جهازهِ اللوحِي وكادَ يّرحل لِينهي ما بَقيّ من أعمالهِ.

MySteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن