بسم اللّٰه الرحمن الرحيملم أتحقق من الأخطاء!
_______________________________________
يَجلسُ على مَقعدهِ وقد إنتهى لِتوهِ من كومةِ الأوراقِ التي تَساقطت عليهِ كنائبٌ لِرئيسِ ومساعدهُ الأول. إنهُ مُرهقٌ جِدًا من عَملهِ وتغيبُ ويليام عن الحضورِ أصبحَ أسوء بِكثير، لِذا سَينتقمُ من ويليام عِندما يَعود. أراحَ رأسهُ على الوسادةُ الصغيرةِ التي تَخصُ مقعدهُ الجِلدي، دلكَ جَبينهُ بإرهاقٍ ثمَ ضغطَ زِرُ الإستدعاءِ الخاص بِخادمِ -كايدو- مُطالِبًا بِقهوتهِ. اِستدارَ بالمقعدِ مُوجِهًا ظهرُ المقعدِ لِلباب ومُحدقًا بِالخارِج، تَحديدًا نحو ساحةِ الهروب.
اِبتسمَ ساخِرًا على مَنظرِ أولائِكَ الطلابُ وهُم يفرونَ خارجِ المَدرسةِ دونَ اِنتظارُ إنتهاء الدوامِ، يوجد لَديهُم كاميراتٌ خاصَة لِأولائِك المُخالفين وهيَ سريةٌ عن الطلاب، أي إنَ لا أحدَ باِستثناء المجلسِ والإدارةِ المَدرسةِ يعلمونَ بِها، لِذلكَ هُم مُستغلينَ عدمَ معرفةِ الطلابِ لِارصادِ الهاربينَ من المَدرسةِ. رَنَ صوتِ الجرسِ مُعلِنًا عن اِنتهاءُ الدوامِ تَزامُنًا مع صوتِ فَتحُ البابِ واِقتحامُ رائِحةِ القهوةِ معَ السكرِ التي يُفضلُها كَثيرًا في أيامِ صُداعهِ.
اِستدارَ بِالمقعدِ مُحدقًا بِسَايرس -مُعتقدًا بأنهُ الخادِمَ- لَكنهُ لَم يَكُن، وقد اِتخذَ سَايرس الأريكةِ كَسريرٌ لهُ واِستلقى عليهِ، وهذا أثارَ إستغرابهِ، ألَن يَعودُ لِلمنزلِ؟ أمسكَ بِكوبِ قهوتهُ واِرتشفَ منهُ القليلَ ثمَ فتحَ حاسوبهِ المَحمول، وسُرعانَ ما اُرسلَت لهُ التقريرُ المُفصلُ لِطلابِ الذينَ هَربوا قبلَ دقائقٍ. حَفظَ مَعلوماتِهِم واَرسلَ التقريرُ في بريدٍ إلكتروني خاصٍ بإدارةِ المَدرسةِ ثمَ أغلقَ حاسوبهِ وبقيَ يَشربُ قهوتهِ السوداء. فتنهدَ سَايرس بِمللٍ.
رَفعَ أحدَ حاجبيهِ مُردِفًا بِهدوء "إن كُنتَ تَشعرُ بِالمَللِ فعُد لِمنزلِكَ واِقرأ بَعض الكُتبِ التي تُفضلُها" اِعتدلَ سَايرس في جَلستهِ وظهرَ شعرهُ المَنفوشِ -بِسببِ اِستلقاءهِ بِفوضويةٍ- هذا جعلَ منهُ يَضحكُ مُردِفًا بِسخريه "هَل تعاركتَ معَ أحدهِم، سَايرس؟" عَقدَ حاجبيهِ بإنزعاجٍ -لِسخريتهُ منهُ- ثمَ حدقَ نحو المنضدةِ الزُجاجيَه والتي اَظهرت شَكلُ شعرهِ المَنفوش فاِتسعت عينيهِ وسارعَ بِترتيبَ شعرهِ تفاديًا الإحراجِ. أصبحت المَدرسةِ خاليَةٍ من أحدٍ.
وهذا ما يَحدثُ عِندما يَهدأُ المَكانِ بِشكلٍ مُخيف. إنتهى من شربِ قهوتهِ ورَمى كوبهِ الوَرقي في القمامةِ الصغيرَه تَزامُنًا معَ حَديثُ سَايرس البارِد "مَاذا سَتفعلونَ بهِ، بَعد أن اِنضمَ إلى المَجموعةِ؟" رَمشَ بِبطءٍ مُفكرًا بِما سألهُ سَايرس إلا إنهُ اِستسلَمَ مُردِفًا بِسخريه "لَستُ اَعلمُ ما يُفكرهُ كايدو بهِ. لَم أعُد أهتمُ بِما سَيفعلُ معهُ، أولَوياتي هوَ سحقهُ ثمَ لِيفعلَ ما يَشاءُ بهِ" أومأَ سَايرس موافِقًا حَديثهِ وخرجَ عائِدًا لِلمنزلِ كما أخبرهُ.
أنت تقرأ
MyStery
Misterio / Suspensoكُـل مَـا يَتمنـاهُ، هـوَ صَديقًـا عادِيًـا. يُغـيرَ مِـن حَيـاتِـهِ الرَمـاديةِ الصاخِـبَه الَـتي إمتَلَئـتْ بِالـرصاصِ ورائِحـةُ المَعـادِنَ والكراهيَـةُ. إلـى ألَـوانٍ زاهيـةً تُسكَـبُ عَلـى رُوحِـهِ بِرَويـةٍ، لِـتَجعـلهُ مُشعًـا لِلغايـةِ وذو ا...