البارت العاشر

21 5 0
                                    

في المساء كانت السفينة تتهادى ببطء على صفحة الماء متجهة نحو الميناء وعليها عدد من البحارة المنهكين من النهار الطويل والعمل الشاق طوال اليومين الماضيين .
وبعد فترة العشاء لم يستطع أحد منهم مقاومة التعب
والنعاس فقاموا بهدوء ، كلً الى مكانه لينام . أما من وقعت عليهم نوبة الحراسة فقد اخذوا اماكنهم بتثاقل واضح وكأنهم يساقون الى السجن لا الى تنفيذ واجب من واجباتهم الدورية .
وبعد أن مضى شطر من الليل خيم سكون شامل على
السفينة ، وظلت تتهادى مع التيار فيتحكم بقتيادها مع اتجاه الريح . لقد نام الجميع الأن ... البحارة والحراس ومراقب الدفة ، حتى القبطان «مورهوز» لم يظهر على السطح الا في الساعات الأولى من الليل ، ثم مضى الى قمرته وسقط على سريره مثل جثة هامدة من شدة التعب والأعياء .
في تلك الساعة كان ثمة شي يتحرك بهدوء داخل السفينة لم يكن احد يدري ما الذي يدور هناك ؟ وماذا سيطلع مع طلوع الفجر ؟ ولو أن احد البحارة كان متيقظا تلك اللحظة لهاله ما يرى أمامه من مشاهد، ولسقط مرعوبا من هول المفاجأة .
أن شيئا خطيرا يحاك تحت جنح الظلام في السفينة التي فقدت كل اتصال لها ببحارتها، فقد منعهم النوم من رؤية خيوط المؤامرة التي بدأت تلتف بأحكام حول رقابهم بعد منتصف الليل .

 أن شيئا خطيرا يحاك تحت جنح الظلام في السفينة التي فقدت كل اتصال لها ببحارتها، فقد منعهم النوم من رؤية خيوط المؤامرة التي بدأت تلتف بأحكام حول رقابهم بعد منتصف الليل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(هناك من يتحرك بهدوء داخل السفينة دون ان يلحضه احد)

قبل أن يطلع صباح جديد على البحارة العائـدين الى
الميناء بعد رحلة صيد موفقة حدثت المفاجأة .
أحس القبطان ( مورهوز ) أن يدا قوية تعبث به وحين هب من سريره محاولا الوقوف كان كل شيء قـد انتهى .
لقد كأنت اليد قد احكمت وثاقه جيدا فلم يستطع الوقوف ، بل لم يستطع الا أن يرفع رأسه عن الوسادة ويرى .... فماذا رأى؟!
لقد رأى امامه على ضوء الفجر اثنين من البحارة
الأربعة الهاربين ، وقد امسك كل منهما بمدية طويلة وراحا ينظران اليه بأنتظار ما سيصدر عنه من حركة او مقاومة وهو في ذلك الوضع اليائس على السرير .
حين وجد القبطان نفسه موثقا ومحاصرا عرف كل شي ، عرف ان اللعبة قد انطلت عليه ، وأن البحارة الأربعة لم يهربو بقارب النجاة من السفينة بل اختبأوا في احد عنابرها السرية وخططوا بمساعدة اخرين للسيطرة على السفينة ، وها هم الأن قد نفذوا خطتهم بنجاح ولن تنفع ضدهم أية مقاومة يبديها وهو في وضعه البائس هذا .
وبالفعل آن كل شيء قد انتهى ، فقد تمت السيطرة على مخازن السلاح ونقل اكثر البحارة المؤيدين للقبطان الى العنبر رقم - ٣ - وأغلق عليهم ، وها هو القبطان مورهوز ومساعداه يوثقون جميعا ويجردون من اسلحتهم الخاصة .
فـماذا بقي امامهم غير ان يستكينوا وينتظروا مصيره الغامض تحت رحمة اعادائهم اصحاب السفينة الجدد ؟
راح القبطان «مورهوز» ينظر بحزن من شباك قمرته
الى سطح السفينة وقد ادهشه ان يرى عددا من بحارته يسيرون بحرية على ظهر السفينة . ثم فجأة ظهر من الجانب الأخر البحار القذر ( كوبر ) وقد وضع مسدسين في حزامه ومعه شخص ملثم يسير بهدوء وأنه يعرج . وحين ركز نظره دق قلبه دقات سريعة وخطر في ذهنه خاطر غريب .
في تلك الأثناء كان الأثنان قد بدأا يصعدان الـسلم باتجاه قمرته .
ثم وقف الأثنان امامه وهو على سريره موثق بالحبال
كانت دهشته تزداد كل لحظة . لقد أخطأ حين اطمأن لهذا البحار القذر وأطلق سراحه من الحجز ، وهاهو الأن يكتشف خطأه بعد فوات الأوان .
وقبل ان ينقل نظره ألى الشخص الملثم الذى يقف جوار البحار «كوبر» سمع ضحكة مجلجلة كريهة دوت في أرجاء القمرة . لقد سمع صوت هذه الضحكة من قبل . وفي اللحظة التي كان يحاول فيها ان يتذكر اين سمع تلك الضحكة ؟ ومتى ؟
رفع الأعرج لثامه عن وجهه فدوت صيحة مكتومة من اعماق القبطان ( مورهوز )
- ......انت؟
- نعم أنا ( قنفذ البحر ) هل تعتقد انني سأتركك ترحل  على سفينتي بسلام ايها الأبله ؟

السفينة الغامضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن