عندما اقتربو البحارة الثلاثه من السفينة و صارو على بعد بضعت امتار منها استطاعو أن يشاهدو اسمها المكتوب على جانبها انها سفينة (ماري سليست)
ولاكنهم لم يشاهدوها و لم يسمعو بهاذا الاسم من قبل . و ماذا يعني ذالك ؟ فهناك الاف السفن تتأهب في الموانئ و عشرات الألاف تبحر في البحار للتجارة و الصيد و نقل المسافرين. و ان كان الاسم غريب عن موانئنا فهاذا افضل.... ستصير لنا صيدآ ثمينآ دون ان نكون قد ستولينا عليها بالقوة كما يستولي القراصنة على سفن التجار في اقاصي البحار.و في هاذا الموضوع راح البحارة الثلاث يتحاورون قبل ان يتسلقو الحبل الى سطح السفينة ، لم يكن لديهم سوى مسدس واحد و سكينتين طويلتين حادتين ، و كان يتمنون ان لا يضطرون الى استعمال سلاحهم هاذا ، فاذا كان هناك فخ لليقاع بهم فهل ستحسم السكينتين و المسدس المعركة ؟
ولاكنهم على اي حال لم يستطيعو الذهاب الى هاذه المهمة من غير سلاحاول شيء فعله البحاره الثلاث عندما وجدو انفسهم صارو على سطح السفينة هوه القاء نضره فاحصة على السطح و لما تأكدو من خلوها من اي اثر لأنسان توجهو الى السلم للهبوط الى داخل السفينة ،
كان جورج اشدهم بأسآ و حيويه و كان يتقدم رفيقيه حاملآ مسدسه كأنه يتوقع مفاجئه تباغته في كل لحظة ، و كان باترك و دونلد البحاران الاخران يسيران خلفه و عيونهما متألقه بضوء هوه مزيج بين الخوف و التأهب لما قد يطرأ بشكل مفاجئ ،فقد احس البحارة الثلاث ان في الامر ريبة ، و ان هناك عيون تترصدهم و تراقبهم و ينتضرون اللحضه للأنقضاض عليهم ، و لهاذا كان ثلاثتهم صامتين اول الامر ، و لما هبطو السلم و سارو في بعض ممرات السفينة ، حاول باترك ان يكسر طوق الصمت هاذا قائلآ :
- غريب ، تبدو كأنها مهجوره تمامآ
اجاب دونالد كأنما اراد ان يزيح ثقلآ كبيرآ على صدره بعد هاذه الدقائق الطويله من الصمت :
نعم ، .... و لهاذا يجب ان نبقى معآ ، فربما نصبو لنا فخآ.
في هاذه الاثناء دارو في كل ممرات السفينة و عنابرها فلم يجدو شيئآ ذا بال ، حتى خيل لجورج انهم ماتو فعلآ بوباء قاتل، و راح يتصور كيف حل الطاعون بالسفينة و كيف راح بحارتها يتناقصون واحد تلوى الاخر فكلما مات احدهم رموه في البحر حتى لم يبقى سوى بحار واحد جلس على حافة السفينة ، و لما احس بدنو اجله ألقى بنفسه هوه الاخر في البحر.
و حين وصل جورج بتصوره الى هاذا الحد لم يجد بدآ من ان يقول :
- كونو على حذر فربما السفينة موبوءة بالطاعون فلا تلمسو اي شيء
كان باترك و دونالد خائفين ايضآ ولاكنهم كانو يتوقعون شيء غير هاذا و حينما سمعا ما قاله جورج اخذو يسيرون بحثر كأنما هاذا المرض سينتقل أليهم من خشب السفينة ،
و ابعدو ايديهم عن خشب السفينة بعد ما كانو يستندون عليه و هما يعبران من عمبر الى اخر ، لحظتها اقترح باترك ان يتركو السفينة و يعودون الى سفينتهم بعد ان تفحصوها جيدآ ، لاكن جورج الذي وضع نفسه قائد للمجموعة تذكر انهم لم يذهبو للمطبخ ، فماذا ترى سيقولون للقبطان مورهوز حين يسألهم عن ذالك ؟ لهذا طلب منهم ان يذهبو الى هناك فلم يجدو بدآ من ان يتبعوه و هوه يسير الى مؤخر السفينة عبر احد ممراتها الضيقة .- لم أرى في حياتي شيئآ مدهشآ كالذي أراه على السفينه ماري سلسيت .
قال باترك ذالك كأنه يحدث جورج.
- ولا انا ، انها سفينة اشباح.
أجابه دونالد محاولآ ان يضفي على لهجتة طابع المزاح و السخرية.
في هاذه اللحضه دفع جورج باب خشبي فضهر له المطبخ واضحآ ، موائد مصفوفة و علب موزعه على الرفوف و لحوم مجففه و ادوات اخرى منتشرة هنا و هناك.
فجأة وقف الجميع مذهولين امام احدى الموائد ، لم يستطيع احدهم ان يتحرك من مكانه او يقول شيئآ ، و ماذا يستطيع لحظتها ان يقول ؟
فلقد كان على احدى الموائد ثلاث أكواب من الشاي ما زال البخار يتصاعد منه .-يا الهي..... لا بد من ان اشخاصآ كانو هنا قبل قليل
قال جورج ذالك و هوه يرتجف مذعورآ
-لكن كيف خرجو و ليس هناك سوى سلم واحد ؟
اجاب باترك و قد تسمرت عيناه على الاكواب الثلاثة ، في هاذه اللحظة كان دونالد ينضر الى ساقي جورج اللتان بدأتا يهتزان من شدة الخوف ، فأبتسم في اعماقه رغم شدة الخطر الذي يتهددهم و رغم اللغز المخيف الذي يقفون امامه الان ولاكنه لم يستطع الا ان يقول بشيء من المزاح المخلوط بالخوف:
-نحن ثلاثة و اكواب الشاي ثلاثة انها دعوه يقيمها لنا اشباح السفينة.
لم يخفف دونالد مزاحه رغم الذعر الذي اصاب رفيقيه خاصة جورج الذي كان يدعي بأستمرار انه احد الرجال المعدودين في البحر ، لقد كنت تجده حقآ في الملمات و الشدائد لاكنها شدائد من نوع اخر فهو يتبرع بأصلاح اي عطب في السفينة و تراه يصعد لشد الحبال فوق الصواري إذا ما تقطعت بفعل العواصف و الرياح الشديدة ،
ولكن جورج لم يشهد مثل هذا الموقف من قبل و لهاذا ترى ساقيه ترتجفان ذعراً في مطبخ السفينة ماري سليست.
و قبل ان يستعيدو وعيهم كان دونالد قد تقدم الى قدر موضوع على خشبة عريضة في احدى زوايا المطبخ ، و ما ان رفع عنه الغطاء حتى تصاعد البخار عالياً فصاح بدهشة :_ انظرو انها دجاجة مسلوقة
_ هذه ليست مزحة.. دعونا نهرب بسرعةقال جورج ذلك و انطلق خارجآ من المطبخ يتبعه باترك و دونالد مسرعين.