البارت الاول

263 15 0
                                    

و اخيرا رفع المنظار عن عينيه و قال بنبره واثقه شديده:-انهم بحاجه ماسه الى المساعدة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و اخيرا رفع المنظار عن عينيه و قال بنبره واثقه شديده:
-انهم بحاجه ماسه الى المساعدة.
-ماذا تعني يا سيدي ؟
اجابه مساعده بيدرو وهو ينتضر مزيدآ من التفاصيل
-انهم في مأزق خذ و انضر.....
وراح مساعده بيدرو يلقي نظره متفحصه على السفينه المجهوله التي ظهرت فجأه في عرض البحر فيما ضل باقي البحاره ينتضرون تفسيرآ لما قاله القبطان.
لقد شاهد المساعد بيدرو كما شاهد القبطان قبله سفينة تضطرب في الافق و تسير سيرآ مرتبكآ أحس القبطان حينها ان هناك ما يمنع قيادتها قياده سليمه في وسط البحر.
لكن ماذا جرى لي هذه السفينه لتضطرب هكذا؟ هل
أصيب بحارتها بمرض خطير منعهم من العمل و التحكم في قيادتها ام نامو في عنابرهم و تركوها تتأرجح وسط البحر بلا مبالات و فجأه قطع القبطان مورهوز حبل الصمت و صاح يخاطب احد البحارة :
-ارسل اليهم اشارة التحية ، لنعرف لنعرف اي غفوه سوداء تكتنفهم في مثل هاذا الوقت ؟
-حالآ سيدي القبطان.
أجاب البحار الصغير نداء قائده و انطلق الى حيث يوجد عدد من المدافع على سطح السفينة خصص بعضها للدفاع ضد هجمات مباغته يشنها القراصنة في عرض البحر و بعضها الاخر ليكون لغه للتفاهم ترسلها السفن ولا يفهمها غير البحاره انفسهم.
و انطلقت اشارت التحيه عالية ، مدوية تشق سكون البحر أرسلتها دي جراسيا الى السفينة المجهولة و صمت القبطان و من معه بأنتضار الجواب
-غريب ليس هناك اي رد
قال القبطان عبارتة هاذه و قد تهيأ لمغادرت المكان متجهآ الى صطح السفينة حيث مكان المدفع الذي اطلق اشارة التحية

- ارسل الاشارة نفسها ثانية
صرخ القبطان موجهآ كلامه الى البحار الصغير المكلف بالأطلاق و قد بدا غاضبآ ، فقد سائه ان يعامل هكذا أمام بحارته من قبطان السفينة الغريبة التي تسير سيرآ مضطربآ في عرض البحر ، ناسيآ انها ربما لا تستطيع الرد ، و ربما هي و بحارتها(بحاجة ماسه الى المساعدة ) كما قال هوه نفسه حين شاهدها قبل قليل بالمنظار.

و انطلقت اشارات التحية ثانية، و ثانية لم ترد السفينة الغريبة على التحيه.  وقتها تملك القبطان مورهوز غضب شديد و لم يعد يحتمل ، فمد يده بعنف الى حزامه حيث وضع غليونه و كيس التبغ و راح يتمتم مع نفسه بصوت مسموع :

- حسنآ... سأعلمهم كيف يتعاملون مع القبطان مورهوز.
و يبدو ان القبطان في تلك اللحظة قد قرر شيئآ ما ، فقد اشعل غليونه بهدوء و صعد الى قمرته.
و بعد دقائق اصدر اوامره بصوت قوي حاد ولكن لا اثر للغضب و الانفعال فيه :
- انشرو الأشرعة بسرعة و اتجهو نحوها سادت السفينة للحظات حاله من الهياج ، فقد عرف البحارة من نبرة صوت قبطانهم انه يكتم غضبآ شديدآ في اعماقه و ان اي فتور او تهاون في تنفيذ اوامره قد تكون عاقبته وخيمه عليهم.  و لهاذا راح الجميع يعملون بنشاط و همة ،
و ما هي الا دقائق حتى كانت السفينة (دي جراسيا)  تتجه مسرعة نحو السفينة الغامضة تلك ، فيما كان القبطان مورهوز و مساعدوه يقفون في المقدمة متأهبين لكل حدث مفاجئ يبرز في هاذا الموقف الجديد.

مضى على هاذه الحالة اكثر من ساعة و السفينة (دي جراسيا)  تشق طريقها بأتجاه السفينة المجهولة حتى صارت ترى بوضوح ، و راح البحاره يحدقون بدهشة الى سفينة خالية من أي اثر للحياة ، فها هو سطحها و دفتها و قمرتها ذات الشبابيك الزجاجيه خاليه من البحارة ، و ها هي تطفو على وجه الماء تتقاذفها الأمواج من كل جانب من دون اي يكون هناك من يقف خلف دفتها و يوجهها الوجهة التي ينبغي ان تتوجه اليها ،
في تلك اللحظه احس القبطان مورهوز انه كان مبالغ في غضبه و نفعاله ، و ان السفينة التي لم ترد على تحيته لم تكن تقصد اهانته و الاستخفاف به،
إنما هناك امر محير أشبه باللغز يكتنف حالة السفينة تلك.
و هو الان امام امتحان كبير يتوجب عليه حل اللغز اولآ و معرفة سر هاذا الصمت الغريب الذي ينشر اجنحتة فوق السفينة المجهولة ،
و احس مساعده بتغير حالتة بعد ان اقتربو من السفينة و تأكد من ذالك بعد ان قال بصوت منخفض:

- حكاية هاذه السفينة غريبة!!! لا بد ان هناك سرآ.

و كان هناك سرآ كبيرآ بالفعل ، فماذا يعني وجود سفينة كبيرة في عرض البحر و بلا بحارة ؟!

هل ضجرو من الحياة فأقدمو على الانتحار الجماعي دفعة واحدة ؟ ام نشبت بينهم معركة حامية اودت بحياتهم جميعآ ، ام هل فاجأهم مرض فتاك فأنقض عليهم واحدآ واحدآ حتى اخمد انفاسهم جميعآ.

هكذا كانت الافكار و التخيلات تطرق رأس القبطان مورهوز و رؤوس بحارتة ، فكل منهم قضى سنوات عديدة في البحر رأو من الغرائب و العجائب ما لم يصدقه عقل ولاكن لم يرى احد منهم شيء اكثر غرابه من سفينه كبيرة تتهادى في عرض البحر بلا ركاب ولا بحارة.

صمت القبطان مورهوز و راح يحاور نفسه بهدوء :

- ماذا سنصنع لو كان هناك فخ منصوب لليقاع بنا ؟

قال ذالك في نفسه و اضاف (ربما.... فالبحر يحوي من العجائب و الغرائب و من الخيرات و الشرور اعداد لا تحصى ولا تعد ، و قد نقترب منهم الان فنفاجأ بهجوم كاسح لا نستطيع له دفعآ)

و حين وصل القبطان مور هوز في حواره مع نفسه الى هاذا التصور امر بأيقاف السفينة و طلب من مساعديه ارسال زورق صغير مع ثلاثة من البحاره الشجعان الى السفينة المجهولة لأكتشاف السر.

و هكذا انشغل عدد من البحارة بفك حبال الزورق الصغير و انزاله الى البحر ، ثم هبط اليه على سلم من الاحبال ثلاثة من البحارة الذين يعتمد عليهم في مثل هاذه الامور ، فيما ضل القبطان مورهوز و مساعدوه يراقبوهم و هم ينطلقون الى السفينة المجهولة.

مضى ما يقارب ربع ساعة حتى وصل الزورق الصغير الى السفينة المجهولة ، و عندما بدأ احد البحاره الثلاث بتلمس سطح السفينة عرف القبطان مورهوز انهم يبحثون عن مكان للصعود و في تلك اللحظة وضع المنظار على عينه ليشاهد ما يجري عن كثب من غير ان ينطق بكلمة واحده ولم يجرأ احد من مساعديه ان يسأله شيء .

السفينة الغامضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن