البارت الثالث

142 10 0
                                    

مضى وقت طويل على وجود البحارة الثلاثة في تلك السفينة المجهولة، و ما زال القبطان مورهوز و بحارته ينتضرون بفارغ الصبر عودة رفاقهم الثلاثة اليهم و معهم اسرار تلك السفينه الهائمه في عرض البحر. 
لكن الساعات تمضي دون اي بارقه من الامل ، و تحول القلق عليهم الى خوف رهيب على حياتهم فماذا ترى جرى عليهم حين هبطو داخل السفينة تلك ؟
هل صح ما تخيله القبطان من وجود فخ للأيقاع بهم ؟ ام انهم صرعو ايضاً بذالك المرض الملعون، الذي ربما تفشى بين بحارتها فقضى عليهم جميعاً؟

لم يترك القبطان مورهوز الامور تسري ببطء دون ان يفعل شيئاً ، و لما تأكد له ان الامر اصبح لا يحتمل التأخير جمع البحاره على ضهر السفينه و خاطبهم قائلاً :

_ مضى اكثر من ساعتين و لم يعودو ، لا بد ان حادثاً  ما قد حدث لهم ، و ليس بأستطاعتنا ان ننتضر ساعات اخرى ، كونو على اهبت الاستعداد فقد قررت ان نقتحم السفينة قبل ان ينجو بأستدراجنا الى فخ لا نستطيع الافلات منه.

حين نتهى القبطان مورهوز من كلامه ساد السكون الجميع ، ثم ما لبثت الهمهمه أن ارتفعت قليلاً قليلاً بكلام غير واضح سرعان ما قطعه القبطان ثانية بقوله :

_ ليذهب كل واحد الى مكانه و ستصلكم التفصيلات حالاً. 

و راح البحاره يتمتمون بكلام غير واضح و هم يعودون الى اماكنهم في السفينة ، في حين ضل القبطان مورهوز و مساعدوه يرسمون خطة الهجوم ، فيما ذهب المشرف على السلاح مع اثنين من البحاره الأقوياء لتوزيع الاسلحة و الهراوات على رفاقهم حسب خبرتهم في نوع السلاح الذي يجيدون استعماله.
و لما اكتمل كل شيء كان قد مضى على وجود البحارة الثلاثة في السفينة الأخرى حوالي اربع ساعات.
في تلك اللحظه تحركت السفينة دي جراسيا بأتجاه السفينة المجهولة و قد استعد بحارتها لخوض معركة فاصلة ، لا رحمة فيها ، و قد تهيئو ايضاً لكل الطوارئ و المفاجئات التي قد تصادفهم ، فقد انشغل ثنان من البحاره لملئ براميل المياه تحسباً لأي حريق ، فربما تسلل اثنان و ثلاثة مو تلك السفينة لأشعال النيران بسفينة دي جراسيا .

و حين اقتربت السفينتان من بعضهما إمتدت بلمح البصر الواح خشبية عريضة من السفينة دي جراسيا الى السفينة الاخرى و بنفس الوقت قفز القبطان مورهوز و عدد من بحارته المدججين بالسلاح الى سطح السفينة تلك عبر الالواح الخشبيه الممتده بينها.

كان الهجوم سريعاً و مباغتاً ، و الاندفاع لا يترك لحظة للعدو يستطيع فيها ان يستعيد وعيه للدفاع عن نفسه و صد هاذه القوه المندفعة ، ولكن للأسف لم يكن هناك اي اثر للعدو ،
فما ان صار البحاره المدججين بالسلاح على سطح السفينة و في انحائها الاخرى حتى اصيبو بالخيبة، فالبنادق مشرعة و الهراوات و السكاكين الطويلة مرفوعه الى الاعلى ، ولاكن ليس هناك من احد لمواجهتهم.

السفينة الغامضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن