انقسم البحاره الى مجموعتين ، احداهما ظلت في السفينة المجهولة كي تقودها كما امر القبطان مورهوز الى الساحل و الثانية عادت الى السفينة دي جراسيا بعد ان غادرها الجميع اثر هجومهم السريع على السفينة الغريبة تلك. و كان لابد من قطع الرحلة و العودة الى الميناء. اذ لا يمكنهم في هاذه الحاله ان يستمرو في مهمتهم في صيد الحيتان و قد فقدو ثلاثة من رفاقهم بصورة غامضة. و أضيف الى مسؤليتهم مسؤلية جديدة ، هي قيادة سفينة كبيرة خالية من الركاب و إيصالها الى الساحل.
كانت السفينتان تسيران ببطء بأتجاه اليابسة ، و كل واحد من البحاره المنتشرين على سطحيها مشغول بالبحث عن تفسير مناسب لهاذه الألغاز ، الا ان اكثرهم حيره و ذهولاً كان القبطان مورهوز نفسه ، و لهاذا ضل في قمرته ينظر الى السفينة الغريبة و هي تبحر امامه كأنه ينظر الى احد الاشباح المخيفة التي تزخر بها الحكايات القديمة و الاساطير ، ها هي تسير امامه الان كأي سفينة اخرى ، لاكن تصورها في عرض البحر دون ركاب هو الذي يثير في نفسه الخوف و الحيره ،
ثم غياب بحارته الثلاثة الشجعان فجأه حالما استقرو داخلها تحول من شك الى رعب قاتل لم يجد له اي تفسير ، و اللغز الثالث الذي جعل الامر يفوق الخيال في غرابته هو وجود اكواب الشاي الثلاثة و الدجاجه المسلوقه تواً.لهاذا ضل في قمرته و لم يغادرها. ظل وحيداً مع نفسه بعد ترك مهمة القيادة الى احد مساعديه يصدر الأوامر و يتفقد البحاره في السفينة دون ان يتدخل في شيء. و حين احس مساعده بذالك تركه وحيداً و لم يقطع عليه وحدته و صمته.
نعود الى السفينة المجهولة..... النهار يقترب من نهايته و كل شيء فيها كما تركه القبطان مورهورز
فيها تسير امام السفينة دي جراسيا كما لو ان شيئاً لم يحدث قط إلا ان بحارتها الموزعين في مواقعهم ما زالو متهيبين ، خائفين ، ليس بأستطاعتهم ان يألفوها كما الفو قبلها عشرات السفن التي عملو عليها ، فثمة احساس غريب انها تخفي في داخلها عدواناً غامضاً ، و انها بأي لحظه ستفاجئهم و تقضي عليهم ، لهاذا ظلو الساعات الأولى من قيادتها حذرين من كل شيء
حتى من لمس من لمس الحبال و الاشرعة و الادوات الأخرى التي لا بد من العمل بها لتسير السفينة.و قد تطوع بعضهم لتفتيش عنابرها و ممراتها كل ساعة للتأكد من سلامتها و خلوها من المخاطر ، حتى اطمئنو قليلاً بعد مضي عدة ساعات على الابحار ،
و حين حاول بعضهم الهبوط للتفتيش من جديد صاح مساعد القبطان بهم مندداً مهذا السلوك الذي ينمي عن الخوف و الجبن فقال :_ هذا قلق لا معنى له فماذا تتصورون بداخلها لو كان هناك شيء لأستطعنا العثور عليه ثم انهم ليسو حبات قمح كي يختبئو في شقوقها و قيعانها ، و لو كانو قد تحولو الى جرذان لأستطعنا القبض عليهم أيضاً فها هي الجرذان تمرح في كل مكان ، اصعدو الى اماكنكم و كفو عن هذا العبث الذي لا يجدي نفعاً.