عاد القبطان « مورهوز » وعدد من بحارته الى
سطح السفينة بعد ان فتشوا العنابر والمخابيء السرية
شبرا شبرا، ولكنهم لم يصادفوا شيئا على الاطلاق ۰۰۰
قلبوا البراميل الفارغة و از احوا الألواح والملابس
القديمة وصناديق حفظ الطعام والحبال وكل الأدوات
المبعثرة في الداخل لكنهم لم يجدوا شيئا .
وراح القبطان « مورهوز » يتنصت عبثا لمعرفة
الجهة التي يأتي منها الصوت ، فقد ساد السكون تماما
وكأن الفاعل عرف انهم يتهيأون لمعرفة مكانه والامساك به .
وبعد أن يئس القبطان من اكتشاف السر صعد الى
قمرته ليستريح قليلا ، وما أن تمدد على فراشه وغاب
بين اليقظة والنوم حتى ارتج المكان بصرخة ضارية
شقت سكون الليل .
قفز القبطان « مورهوز » من سريره مذعورا وهو
يحاول أن يطرد هذا الكابوس الذي انقض عليه فجأة ،
وحين القى نظرة من الشباك ورأي عددا من بحارته
ينظرون الى الماء من سياج السفينة عرف أن الصرخة .
التي سمعها لم تكن كابوسا ولا حلما مزعجا انما هي حقيقة واقعة ستعكر هدوءه وراحته . وتذكر ما حدث للبحار جاكسون حين سقط في البحر وهو يؤدي واجبه في الحراسة على نفس السفينة قبل ايام •
لقد عادت الأحداث الغريبة ثانية لتنشر الذعر
بينهم من جديد ... دقات متتابعة في عنابر السفينة ..
ثم صرخة وحشية من مكان لم يتبينه احد .
لم يبق أمامهم حتى مطلع الفجر سوى وقت قصير
جدا فماذا لدى القطان « مورهوز » ليعيد الأمن
والطمأنينة الى بحارته المذعورين ؟
وقف في مكانه على الجانب الأمامي من سطح
السفينة و نادي بحارته ليقتربوا منه ويتأكدوا من
صاحبهم الذي فقدوه ، فلابد أن هذه الصرخة القوية
كانت بسبب سقوط احدهم في البحر كما جرى للبحار
جاكسون من قبل ، وما أن حضر الجميع امامه و نادي
عليهم بأسمائهم واحدا واحدا حتى فوجىء بأن عددهم
مكتمل ولم يفقدوا أحدا منهم ، فألتفت الى البحارة
المكلفين بحراسة القراصنة وسألهم ان كانت تلك
الصرخة صدرت عن احدهم فأكد الجميع ان القراصنة
الموثقين كانوا صامتين طوال الوقت ، وهكذا اضيف
لغز جديد الى الطرقات المتتابعة التي سمعها الجميع
منذ ساعات قلائل .
وحين طلع الفجر كان القبطان « مورهوز» و بحارته
يعانون من ارهاق تلك الليلة الطويلة بسبب الأحداث
الغريبة التي مرت عليهم ولم يجدوا لها تفسيرا مقنعا
وبسبب قلة النوم .
مضى شطر من النهار وهم يتقدمون بأتجاه الميناء
وقد لاحت سفينتهم « دي جراسيا » تسبقهم بميل او
ميلين ، وما أن مال لون الماء قليلا الى الخضرة وحلقت
حولهم طيور البحر والنوارس حتى نسوا تماما ما حل
بهم قبل ساعات ، وغمرتهم نشوة الوصول الى الميناء
سالمين .