الجزء التاسع عشر

1K 68 11
                                    

.
.
.
.
في قانون الانتظار.. ‏لم يكن هناك مدة محددة لكن ليس هذه المرة هذه المرة كانت تختلف لأن الحفلة كانت بعد ثلاثة ايام...

‏اليوم الأول اعتقدت ماريا بأنه سيأتي ‏وظلت تنتظر حتى أنها خرجت وتجولت في البلدة لعلها تلمحه، ربما قد أتى ولم يخبرها أحد. ومن الصباح وحتى المساء لم تعد للمنزل إلا حين دقت الساعة الثانية عشر.

* لا بأس غداً يوم جديد...*

قالت في نفسها وهي تتسلل الى فراشها وتغط في النوم.

في اليوم الثاني ‏خرجت مجددا وتجولت في الشوارع ذهبت لكات و ذهبت إيرل لكن الاثنان لم يكن لديهما أي نميمة هذه المرة كما لو أنه اخباره قد انقطعت عن هذه البلدة.

هل كانت يائسه؟ ربما لكن ماريا لم تكن لتعترف لنفسها بذلك.
في اليوم الثالث تبدل يأسها الى حزن وغضب وبدأت تلوم ذاتها على ما كان يحصل لها.

هل جنت؟ من كانت هي لتنتظر مايكل غلادستون؟
فتاة قبلها فحسب لا اكثر! انها ابنة صديقيه والاهم من ذلك هي لا تعرف عنه اي شيء! ربما لديه حبيبه بالفعل!

لقد سأمت الانتظار واصابها الحزن والاحباط خاصةً بعد ارسالها لسيرتها الذاتيه ولم تحصل على اي رد يذكر...

* من يفعل هذا بنفسه؟*
تذكرت كلام إيليز وهي تجلس على السرير...
- انا.. انا فعلت ذلك بنفسي..

قالت بصوت واضح ثم تنهدت، لكنها احبت اختصاصها كثيراً بل وجدت فيه المأوى والأمان. لقد اصابها الالهام حالما دخلت قاعة المحاضرات وسمعت اولها، عشقت الكتب والاساتذة والفروض حتى حان موعد تخرجها وكانت عكس الجميع، شعرت بأنها تطرد من منزلها لا تتخرج من الجامعة...

- يجب ان تتجهزي الان يا ماريا.

سمعت صوت والدتها وهي تقف قرب باب غرفتها المفتوح.
- حسناً..
قالت بهدوء دون ان تجادل جولي.

والدتها بدورها بدأت تقلق عليها الان حيث رأت علامات الاكتئاب الواضح على ابنتها التي لم تتبادل اطراف الحديث معها منذ يومان.
- امهليني ساعه..
قالت ماريا وهي تنهض من السرير وتغلق الباب.
-خذي وقتكِ عزيزتي.
قالت جولي بلطف وتركتها. كانت الساعة الان الخامسة والنصف والحفلة تبدأ عند السابعة.

دخلت ماريا الى الحمام وتحممت بدون مبالاة ثم خرجت واخذت تجفف شعرها وثم اضافت بعض التموجات في نهاياته بشكل خفيف، بعدها قررت ان تنتهي من مكياجها الذي اعتنت به بشكل فائق، بالرغم من تعاستها الا انها علمت تماما ان الجميع سيحضرون الحفلة بمن فيهم توم وإيليز ولوسي وعصابتها المتمرده من المراهقات.

القليل من الشادو الترابي مع لمعة فضية خفيفة وعينين مكحلتين بجناحين وماسكارا واحمر شفاه ذا لون احمر مطفي.

والان الفستان والحذاء..
فتحت ماريا خزانتها واخرجت منها ثوبا اشترته حين كانت في الكلية ولم ترتديه ولو مره لانها وبكل بساطه لم تذهب الى اي حفلة طوال اربع سنوات...

كان الفستان باللون الفضي المتلئلئ بصدر مكشوف كقصة قلب، طويل يعانق جسدها حتى اخمص قدمها وه فتحة تكشف عن ساقها اليمنى..
اما حذائها فأختارت كعباً اسود بأحزمة فضيه تصل الى منتصف ساقها تماماً حتى مكان فتحة الفستان.

نظرت ماريا لنفسها في المرآة وابتسمت، ماذا كانت ستفعل لو كان بلو هنا؟ ثم طردت هذه الفكرة من رأسها حتى لو كان هنا لم يكن ليراها...
انهت ماريا زينتها بوضع خاتم فضي يشبه الحلقه حول اصبعها، وارتدت قرطين على نفس الشكل ثم نظرت الى القلائد ووجدت بأنها قد اكتفت من الاكسسوارات.

انهت ماريا زينتها بوضع خاتم فضي يشبه الحلقه حول اصبعها، وارتدت قرطين على نفس الشكل ثم نظرت الى القلائد ووجدت بأنها قد اكتفت من الاكسسوارات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


تمسكت بحقيبتها السوداء ووضعت احمر الشفاه فيها وهاتفها ونزلت الى غرفة الجلوس.

وجدت والدها يجلس ويشاهد التلفاز حيث عرضت مقاطع لدول تسبقهم في الزمن وهي تحتفل بدخول العام الجديد.

حين تنبه لوجودها ابتسم ونهض ليستقبلها وهو يتأملها ويقول:
- تبدين رائعة الجمال يا كعكتي.

شكرته بلطف ثم ظهرت والدتها وهي متوترة وفي اكمل جهوزيتها:
- يجب ان نرحل الان انها السادسة والنصف! الم تنته ماريا بعد؟!
قالت وهي تهرع لألتقاط معطفها ومفاتيح السيارة وما ان تنبهت لها حتى وضعت يدها على قلبها وقالت:
- تبدين رائعة عزيزتي.
- وانتِ كذلك..
قالت ماريا بشبح ابتسامة ثم تبعت والدتها واخذت معطفها الاسود الدافئ وتوجهت لتجلس في المقعد الخلفي من السيارة.

ركب كلاً من والديها وشغلت جولي المحرك والتدفئة ثم انطلقوا نحو قاعة منزل العمدة للأحتفال.

كانت اغاني الميلاد تنبعث من الراديو والاجواء المفرحة والاضواء والزينة تملئ الشوارع.

الاطفال يلعبون في الثلج والاهالي يضحكون وبعض الاحباء يتنزهون متشابكي الايدي.

في اجواء العيد لم تشعر ماريا بالفرح والسرور، بل بالخيبة والحزن، ولكن لا يمكن ان تسمح لنفسها ان تظهر ذلك، لم ترغب بسرقة البهجة من والديها اللذين اخذ احدهما يغني بصوت اخر بينما تمايلت والدتها يميناً وشمالاً وهي تضحك وتقود...
.
.
.
.
يتبع~

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن