الفصل الحادي عشر

1.5K 111 19
                                    

لم تبدو *الحانه* كملهى ليلي؟
سألت ماريا نفسها وهي تنظر الى اللافتة المضيئة وتستمع الى ذبذبات الموسيقى العالية التي تسللت من بين الجدران واتضحت حالما وطأت الفتاة الى المكان.
إضائة بالكاد يمكن لأحد ان يرى المكان من شدة ضعفها ، موسيقى يمكن الشعور بضرباتها في القلب او ربما كان هذا قلبها وهو يحدثها خائفا بالهروب من هذا المكان ونسيان هذه الامسية...
* المعذرة سيدي* سألت شخصا يقف خلف البار، * اين يمكن ان اجد تجمع ثانوية البلدة؟*
طالعها الشاب من رأسها حتى اخمص قدميها ثم رفع حاجبه الايمن واشار الى اليسار حيث زاوية بعيده مليئه بالمقاعد والطاولات والمشروب، كما كان هناك عدد كثير من الناس... * ياللهول...* قالت بصوت مسموع وهي ترتعش * شكراً* ابلغت الشاب ثم اخذت نفسا عميقا وقررت التوجه الى هناك...* هيا يا ماريا... لا يمكن لأحد ان يتذكركِ!*
بالطبع لن يتذكركِ احد... قالت في نفسها ... من سيتذكر الفتاة التي هجرت الجميع واصبحت منعزله ثم تعرضت الى حادث مفزع برفقة صديقتها التي ارادت ان تعيدها الى صوابها في حفلة التخرج...
* اه تبا...*
اشبكت اصابعها المرتعشه واحست بالعرق البارد يتكون فوق جبهتها... * لا يمكنني فعل هذا...* وهي تبعد طاولتين عن المكان المقصود...* لا يمكنني...* رددت ثم استدارت دون تفكير وبدأت بالأنسحاب...
* ماريا؟... اهذه أنتِ؟...*
سمعت ماريا صوتا الى يسارها ذكر اسمها ثم همسات من اللذين من حولها وهم ينظرون اليها ويتبادلون الحديث. استدارت ببطئ لترى تلك الفتاة التي كانت صديقتها المقربة فيما مضى...كم انا محظوظة...فكرت وهي تصطنع ابتسامة مرتجفة:
- إيليز...
- يا الهي...لقد علمت بأنها انتِ!
اجابت الفتاة... لقد كانت شقراء ذات شعر بقصة بوب منسدلة وفستان ذا لون وردي فاقع قصير ...لقد اصبحت اقصر عن ما تتذكر ماريا...
- لا تزالين كما انتِ...كيف حالكِ؟
هذا غريب...الجميع يخبرها بأنها اصبحت اجمل كما اكتسبت بعض السنتيمترات كما يبدو ، لكنها تعودت على إيليز...(ما هذا الذي ترتدينه...بأمكانكِ فعل اكثر من هذا... ما انجزته ليس بالكثير... بأمكاني ان افعلها احسن منكِ كما تعلمين...اتركي ذلك الفتى فهو يعجبني منذ مدة...انظري الى نفسكِ في المرأة قبل ان تأتي الى المدرسة فأنا احب ان تكون صديقاتي ذوات مظهر جيد لكي ابدو انا بمظهر جيد...)
- بخير تماما شكرا لسؤالك...وانتِ؟
اجابت ماريا فقالت الاخرى:
- بأحسن حال كما ترين، لم اعلم بأنكِ قد تحضرين الحفل...
- لم لا؟ كما اني فكرت بأكتشاف هذه الحانة منذ فترة.
* ماريا...*
جاء صوت هامس متعجب من وراء إيليز ثم ظهر صاحبه وهو يحمل بيده كأس من الشراب...
- توم!
قالت متفاجئة وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وبأنفاسها تنقطع...
لقد كان تيموثي راين حب المراهقة بالنسبة لها... ذلك الحب الذي لم يكتب له الحياة لأن إيليز كانت تحبه ايضا بالرغم من عدم اهتمامه بها... لم تخبره هي عن ما تشعر ولم تعلم قط اذا كان يبادلها الشعور وفي مرحلة ما من عمرها قررت ترك الامر يذهب مع الريح...قررت عدم النظر اليه وهو يفتح خزانته ليخرج كتبه ولا تنظر في عينيه حين يتكلم معها ولا تجلس بجانبه في المختبر حتى لا تتلامس اياديهما او اكتافهما...قررت عدم اعطاء قلبها فرصة للأمل ولا عقلها ليتخيل اشياء...هي قررت فحسب...نسيان توم راين...الفتى الذي لم يكن ضمن نادي كرة القدم ولا ملك حفلة التخرج...الذي احبوه الاساتذة والفتيات والجميع رآه كطبيب المستقبل ... ببنيته الطويلة الممشوقة وجسده المعتدل وشعره البني الفاتح المتموج ونظاراته التي اخفت حدقاته الخضراء المتلئلئة وابتسامته الساخره وهالة الهدوء والامان التي تشع منه ... بكنزته الرمادية والجينز وحاجبه المرفوع واصابعه التي حوطت ذقنه حين يقرأ كتاب ما وينغمس فيه...توم راين... تم نسيانه...تم تذكره مرة اخرى وسقط مجددا في قلبها كالصاروخ...
- يا الهي تبدين رائعة...
قال توم وهو يتقدم نحو ماريا تاركا إيليز في الخلف والتي بدورها قطبت حاجبيها لتظهر عدم الرضا.
- أ...أشكرك...انت تبدو...رائعا كذلك...
- تيموثي هنا يكمل دراسته ليصبح جراح وانا اكملت دراستي في التمريض!
قاطعتهما إيليز لكي تصبح طرف بالحديث...
- هذا...رائع...
- اين كنتِ...؟
سألها توم والحزن يبدو في عينيه...
- اكمل دراستي...مثلكما تماماً...
- وهي؟
سألت إيليز مجدداً بفضول
- الأدب الانجليزي. اجابت ماريا بأبتسامه ثم اكملت:
- كما تعلمين جاين اوستن ، سيلفيا بلاث ،شيكسبير وغيرها...
بقيت إيليز مشدوهة قليلا ويبدو على وجهها التقزز ثم اجابت:
- ولكن لم قد يفعل احد ذلك؟
- انها...، حاولت ماريا ان تجيب:
- ذلك يسمى بالادب يا إيليز ، شيء يجعل من المرء أديب او كاتب او محرر كتب او ناشر ...امر ليس له علاقة بك، هلا سمحتي لنا لبرهة؟
سأل توم وهو يضع يده على ظهر ماريا المكشوف ويرشدها نحو البار حيث القليل من الناس والضوضاء وبعد ان جلس الاثنان ساد الهدوء والصمت، تسائلت ماريا لم احضرها الى هنا لوحدهما:
- انا سعيد لرؤيتكِ حقا، لقد اختفيت فجأة من حياة الجميع، الكثير اصيبوا بالقلق عليكِ ولكن الان...الان...
- انا بخير يا توم، بأحسن حال إيضاً.
- استطيع ان ارى ذلك...
اجاب بأبتسامة لطيفة وبدا كمن لم يشعر بالراحة منذ فترة طويلة
- هل استطيع لقائكِ مرة اخرى؟ في مكان اخر ارغب بالحديث معك ومعرفة ماذا كنتِ تفعلين خلال السنين ال...
* إذن تتركينه ينتظر في احد الزوايا بينما تتسكعين هنا برفقة رجل اخر؟*
جاء صوت تعرفه ماريا جيدا من وراء ظهرها جعل من كليهما يلتفتان ليريا لوسي تقف ويديها على وركيها والغضب باد على وجهها. * اوه يا الهي...* فكرت ماريا وتنهدت لتنهي هذا الكابوس.
* اذا لم تكوني تريدينه فهناك الكثير ممن يرغبن به يا انسة واولهن انا!*
نزلت ماريا من على كرسيها ونظرت الى الفتاة القصيرة نسبيا بالنسبة لها...
* اولا...الستِ قاصر؟ ماذا تفعلين هنا؟ ثانياً ما افعله مع بلو ليس من شأنكِ كفي عن ملاحقة رجال يكادون ان يبلغون ضعفي عمركِ واتركيني وشأني*
* عزيزتي الم تسمعي قط بالهوية المزيفة؟ وايضا لو كنت مكانكِ لانتبهت عليه اين ما يكون فهناك الكثيرات مثلي*
اجابت لوسي وهي تنظر الى الممر الممتلئ بالطاولات الزجاجية وفي احداها...مايكل غلادستون وشاب اسمر اصلع ذا بنية قوية محاطات بعدد من الفتيات...
* يالحظي الرائع...* قالت ماريا في نفسها وهي تتنبه الى الموسيقى تنخفض بشكل تدريجي لتعلن عن نهاية الاغنية * لحسن تعاستي انه لا يرى*...او هذا ما أملت...
* بلو!! بلوووو!!! لقد وجدت حبيبتك تتغازل مع احد الرجال!*
وقف توم متعجبا وكذلك ماريا التي حاولت اخراس المراهقة المزعجة التي بقيت تصرخ حتى نبهت الجندي لها. وقف ببلو مقطبا حاجبيه ثم تحدث مع صديقه الذي بدا كأنه يصف له ما يرى...
* اللعنة!* قالت ماريا بصوت مسموع ثم استدارت لتنظر الى توم واجابته
* بالطبع سيسعدني ان التقي بك والان لو سمحت لي يجب ان ارحل عن هنا*
حملت ماريا طرف فستانها الاسود المنسدل ثم مشت مرفوعة الرأس ببطئ لتخرج عن ذلك المكان مرورا بطاولة الاحتفال...
* ماريا!* سمعت توم ينادي عليها ولكنها تجاهلته وتابعت المسير حتى بدت نبرة صوته يائسة فتوقفت فجأة واستدارت لتنظر وما ان فعلت حتى احست بمشروب بارد ومكعبات من الثلج تستقر على صدرها. جفلت ماريا ونظرت غلى الفوضى التي حلت بفستانها الجميل...
- يا الهي انا اسفة...
قالت إيليز وهي تضحك...
- لم أركِ وانتِ قادمة...
بدت السخرية والابتسامة على وجهها...لقد علمت ماريا تماما ما الذي تفعله إيليز...كانت تتنمر عليها تماما كما فعلت مع فتيات الثانوية حين يتقربن من توم...
-ل...لا عليكِ...
قالت لها وهي تبحث عن منديل في حقيبتها الصغيره...
* ماريا يا الهي ... تفضلي دعيني اساعدكِ*
قال توم وهو يخرج منديله ليمسح رقبتها وخصلات شعرها المبلوله...
* لا داع لذلك...حقا...*
بدأ صوتها يتكسر من الرغبة بالبكاء...هذا هو احد الاسباب التي جعلها لا ترغب بالقدوم الى هنا...
* دعيني ارافقكِ... سيارتي في الكراج اذا انتظرتني سآتي بها...*
* كلا...لدي سيارة ، اذا سمحتَ لي*
قالت ماريا وهي تنوي الهروب من هذا المشهد المذل بسرعة...
* رجاءا، سأحضرها في ال...*
* دعها توم، كيف سنكمل الاحتفال اذا رحلت، بأمكانها تدبر امرها انها بعض القطرات لا غير*
قالت إيليز واكملت *يبدو بأنكِ لن تحصلين على رفقة اليوم*
ثم ضحكت تلك الضحكة التي لطالما وجدتها ماريا تليق بالضبع اكثر من فتاة...
* ماريا!*
سمعت صوت من ورائها و ارادت ان تصفق جبهتها وتهرع الى غرفتها لتنام ملايين السنين بعيدا عن الذي سيجري...
وصل بلو هو وصديقه ذو المظهر المرح ووقف الى جنب ليتطلع به الجميع بتعجب وانبهار، لقد كان يرتدي الجينز مع سترة جلدية سوداء وتيشيرت عسكري يميل الى السواد...كيف يمكن لكل شيء ان يصبح جذابا عليه دون اي جهد...
* هل كنتِ تهربين؟...*
لم يكن ينظر اليها بل الى مكان فارغ حين حدثها فتنهدت وتقدمت نحوه لتقف امامه  هو وصديقه بعد ان اشارت الى توم بالمعذرة...
* كلا ، لقد تعبت واريد الذهاب الى المنزل*
اجابته وهي تضع يديها على كلا كتفيها لتخفي الفوضى وتطرد البرد...
* انستي انتِ مبللة بالكامل...*
قال صديق بلو وهو ينظر اليها بتعاطف...
* ماذا؟...* سأل بلو فأجابت بتوتر
* انه لا شيء القليل من الشراب المسكوب لا اكثر*
مد بلو ذراعه محاولا إلتماسها دون جدوى فقطب حاجبيه وقال بالقليل من الغضب والاحباط:
* تعالي*
لم تعلم ماريا لماذا ولكنها استجابت واقتربت حتى لامست يده كتفها البارد ثم رقبتها فخصلات شعرها وصدر الفتان المبلل حتى معدتها.
* ستتجمدين من البرد بالخارج!*
همس بلو وهو في حيرة من امره *من فعل هذا بكِ؟*
* لقد كانت حادثه...* اجابت وهي تحاول ان تتخلص من يده دون جدوى ، ارادت الفتاة فقط الخروج عن هذا المكان والاختباء والبكاء حتى تغفو...
* حسناً...* قال بلو وهو ينزع سترته الجلدية ويلتمس جسد ماريا ليضعها على ذراعيها لترتديها ثم اغلق السحاب عليها وقال* فريد سأصطحب ماريا الى المنزل اكمل انت السهرة*
* كما تريد يا صديقي*
قال فريد ثم انصرف بينما بقي توم وإيليز ينظران الى هذا الرجل...
* سأذهب بمفردي...لا يمكن...*
تناول بلو يدها ثم قال * الى الباب ثم السيارة ، لن ادعكِ هكذا ستقتلني جولي اذ فعلت...*
تنهدت ماريا مجددا وهو امر اعتادت فعله هذه الليلة ثم توجهت الى الباب وبلو ملتصق بها تماما وبينما هنا يسيران لفتا انظار العديد من الحضور...
* من...من كان ذلك؟!* قالت ايليز وهي تنظر اليهما يرحلان.
* انه حبيبها...* قالت لوسي بغضب...* تبا لها تلك الحقيرة* ثم هرعت بعيدا عن هذه الطاولات...
.
.
.
دوى صوت ارتطام كعب حذاء ماريا ارض الكراج وهي متجهة الى سيارتها وبلو معها وما ان ركبا حتى رطمت باب السيارة بقسوة وتنهدت بأحباط وحزن وغضب ثم وضعت كلتا يديها على وجهها واتكأت على المقود...
* هل تعلم ما فعلت؟* سألت ماريا رفيقها...* هل تعلم ما فعلت هناك؟...سيتحدث كل من في البلدة عن ما جرى! ستتأكد شكوكهم والاشاعات ، سيعتقدون حقا بأننا مرتبطان! كل هذا بسببي انا بدأت الامر لو اني استدرت وتابعت المسير في المتجر لما حدث كل هذا!*
* لن يفعل احد شيئا كهذا لقد اخبرت كات وإيرل عن خطأهما لا تقلقي*
* لكنك فعلت العكس تماما! فعلت العكس! من سيصدقك الان؟!*
كانت ماريا تتكلم بغضب بينما بقي بلو متزنا وهادئا للغاية:
* هل رغبتي بي بتركك كأني لم اعلم بأنكِ هناك؟*
* اجل!*
اجابت بسرعة
* لا ارغب بأن يحدث الجميع عني ويشيرون الي حين اتنزه واتبضع انت لا تدرك هذا الشعور! كيف يمكنك ان ترى نظرات الناس وكيف يبدون غير موافقين عليك وكأنك خطأ وجب عليهم تصحيحه؟! انت اعمى! ولا تكترث! لا ترى ما يحدث حولك لفتاة مثلي!!!*
انهمرت دموع ماريا وهي تتذكر ايامها في تلك الثانويه اليائسه وما ستصبح عليه من اخبار واشاعات ومصائب وما ستجبره عليه والدتها من أختلاط...
ساد الصمت في السيارة لبعض الوقت حتى هدأت ماريا واستعادت انفاسها مجددا وادركت ما فعلت...
* انا...اسفة...* قالت له بينما اخذ ينظر الى الفراغ...
* لا عليكِ...اتوقع بأنها كانت ليلة عصيبة لكِ*
كيف له ان يكون بهذا اللطف؟ لقد توقعت ان تسمع باب السيارة يصفق في وجهها وبالوحدة تجتاحها لا به جالسا الى جانبها يواسيها على ما قالته عنه...
* هلا عدنا بكِ الى المنزل؟ اعلم بأنك تتضايقين من الجلوس في الأمام*
يالسخرية القدر...كم من المزيد يجب عليه ان يقول لتشعر بالخجل والعار...
وافقت ماريا و وادارت المفاتيح لتشغل محرك السيارة وتنطلق الى المنزل. كان الجو باردا قليلا لكنها لم تشعر بذلك بسبب سترة بلو كما لم يتحدث اي احد منهما طوال الرحله حتى وصلا الى كراج منزلها واطفأت المحرك وتنهدت ...* كيف ستعود الى المنزل؟* سألته بعد ان لاحظت ذلك منذ منتصف الطريق...
* مشيا بالطبع الجو جميل هذه الليلة*
* بآمكاني ان أوصلك...*
عرضت عليه فرفض ذلك واصر على السير ولكن قبل ان ينزل تناول يدها من على المقود وقال:
* لا يمكنك ان تعيشي حياة مبنية على اقوال الناس وآرائهم عنك، كل انتقاد كل رأي وكل ملاحظة واشاعه هي مجرد شيء صغير وعابر لن يتذكرهم اي شخص خلال ايام بينما ستجعلينها تؤثر عليكِ مدى الحياة...افعلي ما تريدين...ولا تهتمي لأي شخص اخر ، انتِ فقط من يهم*
بم تشعر ماريا بعيناها تخونانها وبدموعها تسقط بهدوء على خديها، كم كان ما قاله صحيحا...
* لقد سمعتكما كما تعلم...انت وامي...تتحدثان...*
قالت بصوت متقطع ...
* لقد كانت على حق...انا لم اكن هكذا...*
* انا لا اعلم ما حصل...*
قال لها * لكن ...اذا استمر احدهم بدفع شخص اخر الى حافة الهاوية فبالتأكيد انه سيسقط عند مرحلة ما...*
* انا اسفة جدا يا بلو... على ما قلته...*
* انستي الصغيرة... لا يوجد ما تأسفين عليه*
اجابها وهو يلتمس طريقا ليمسح دموعها وحين نظرت اليه كان وجهيهما قريبين من بعضهما تماما مثل المرة الماضية...
* انه لا يرى ماريا...لا تستغلي ذلك...* قالت في نفسها وهي تغمض عينيها حتى ينتهي وعوضا عن يديه حلت شفتيه بدفئهما على شفتيها بقبلة رقيقة للغاية انتهت قبل ان تدرك ماذا يجري...
* تصبحين على خير ماريا* قال بلكنته الجنوبية الجذابة ثم خرج من السيارة واغلق الباب ثم تناول عصاة وفتحها وسار مبتعدا عن منزلها والابتسامة تعلو وجهه...
.
.
.
.
يتبع...

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن