الجزء الثامن عشر

1K 66 8
                                    

.
.
.
بقيت ماريا واقفه في الشارع تتأمله وهو يسير مبتعداً عنها ولا تزال اصابعها تلتمس شفتيها الدافئتين.

بلو ازرق العينين قام بتقبيلها في الشارع وامام منزلها واعطاها كل شعور لم تمر به من قبل ولم تدرك بأنه لديها..

-ماريا؟

سمعت ماريا صوت والدتها وهي تناديها من الباب، لا تعلم متى فتحته وخرجت ولكنها تجمدت في مكانها حين راودتها فكرة ان جولي رأتها مع بلو...

- ماذا تفعلين في الخارج، متى عدتِ؟ تعالي ادخلي فالجو بارد.

نظرت ماريا الى والدتها وهي تبتسم، اذا لم تراهم..

- ما هذه الابتسامه؟ هل كان سار كل شيء على ما يرام؟

سألتها وهي تفتح الباب اكثر لتدع ابنتها تدخل وتغلقه ورائهما.

-في الواقع.. لقد كان رهيباً.

قالت ماريا وهي تبتسم اكثر وتجلس على كرسي مائدة الطعام لتلم شتات نفسها.

-ماذا؟!
قالت جولي وهي تكاد ان تصاب بنوبة قلبية:

-اجل... في الواقع لقد كانت لديه رفيقة غيري تلك الامسية...

- يا الهي عزيزتي انا اسفه حقاً، لقد ارغمتكِ على الذهاب..

رقت عينا جولي على ابنتها لثواني حتى لاحظت ابتسامتها البلهاء..
-اذن لماذا هذا الابتهاج كله؟

تنبهت ماريا وتجهمت:
-لا شيء، سأذهب لأرتاح تصبحين على خير.

ركضت بسرعة نحو الدرج وحملت نفسها الى غرفتها واغلقت الباب وسمعت والدتها وهي تقول لها بأنها ترغب بالتفاصيل في صباح اليوم التالي، لحسن الحظ كانت تنوي الاستيقاظ بعد الظهر! ففي هذه الليلة ستسمح لعقلها ان يأخذها الى بلو وان يعيد القبله مرارا وتكرارا حتى تطلع الشمس.

.
.
.
في اليوم التالي حين استيقظت ماريا، كانت تطير فوق السحاب وترقص بمرح في ارجاء البيت وكادت ان تتعثر وتسقط عدة مرات حتى تعجب والداها من امرها وبالاخص جولي التي لاحظت ان شيئاً ما يجري.

وبقي الامر هكذا لمدة ثلاثة اسابيع ويومان حتى عادت في اليوم الثالث للمنزل وهي تحمل على اكتافها عبئ العالم بأكمله.

- انتِ بخير عزيزتي؟

سألها زاك وهو يجلس امام التلفاز لشاهد احد مباريات كرة القدم.

- بأفضل...حال...

اجابته وهي تخلع معطفها وتضعه في زاوية المعاطف الشتائية...

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن