.
.
.
.
كانت الساعة قد قاربت الحادية عشر ولا يزال الضيوف لم يشعروا بالتعب، حتى بعد ان تناولوا العشاء والكثير والكثير من الشراب والرقص والحديث والمجاملات.كانت ماريا تفكر في نفسها وتقول ربما تم ابرام اكثر من مئة الف صفقة خلال هذه الامسية، حيث لم يغيب عن مسامعها حديث الاعمال، ولا نميمة النساء والجيران ولا مجموعة المراهقين الذين حضروا بوقت متأخر ولا حتى توم راين الذي التصقت به إيليز كالعلقة بينما ضل ينظر اليها بين الحين والاخرى.
* اسفة توم لكني لست بطوق نجاة*
اعتذرت له بصمت ثم اكملت مرافقتها لوالدتها في جولتها بين اصدقائها، لقد عرفتها على اكثر من عشر شبان وخمس امهات لشبان اخرين لم يحضروا الحفل.
تنهدت الفتاة وشعرت بأنها احد السلع التي تعرض في المزاد وكرهت وجودها في هذه القاعة. ارادت ان تخرج وترحل لكنها لا تستطيع ان تترك والديها كما لا توجد سيارة لأقلالها الان...
- سأذهب لأستنشق بعض الهواء.
قال ماريا لوالدتها التي نظرت اليها ورأت بأن لونها اصبح شاحباً قليلاً، لطالما كانت ابنتها تتوعك حين تكون في جمع من الناس او اي مكان مزدحم.- حسناً عزيزتي، هل تريدين ان آتِ معكِ؟.
سألتها بقلق فنفت ماريا وطمأنتها ثم انسحبت لتمسك بمقبض احد الشرف الذهبية وفتحت الباب لتشعر بهواء البحيرة البارد يسقي وجهها وذراعيها.كان صوت الموسيقى يزيد من توعكها لذلك اغلقت الباب لتخمد الضوضاء قليلاً حتى اصبحت خافته ومفهومة لدرجة ما..
استندت برأسها على سياج الشرفة الحديدي، كم كرهت هذا الشعور الخانق في قلبها الذي يولده تجمهر الناس من حولها.
نقطة اخرى اكتسبتها بعد ذلك الحادث اللعين، وعيب اخر لوالدتها حتى تصلحه ...سمعت صوت باب الشرفة وهو يفتح فرفعت رأسها واستدارت لترى بأن والدها كان ينظر اليها بقلق:
- انتِ بخير يا كعكتي؟
سألها فأبتسمت واجابت:
- بخير، لا تقلق يا أبي سأعود بعد قليل..
- هل تحتاجين شيء؟ هل احضر لكِ كأس من الماء؟
قال لها وهو يتأمل شحوبها، فأومأت بالنفي الا انه قاطعها وقال:
- انتظريني سأعود ببعض العصير ربما اصبتِ بهبوط ضغط الدم.تنهدت ماريا وهي تشاهد والدها يغلق الباب ويرحل وظنت بالتأكيد بأنه سينساها وذلك لانه حالما عاد الى الداخل حتى استقبله احد رجال الاعمال والمستثمرين في شركته.
* القليل من الراحه...*
همست لنفسها ثم اعادت رأسها لحافة السياج واغمضت عينيها لتنتظر ذلك الكأس من العصير، لا تعلم كم من الوقت بقيت هناك لكنها شعرت بالبرد وبنشاطها يعود كدفعة قليلة تكفيها لإكمال الامسية.
أنت تقرأ
In the soldier's dark paradise فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّة
Romance.........قالت له وهي تتبع خط فكه الاسفل *انت جميل حقاً...كم اتمنى... ان تراني بعينيك الزجاجيتين هاتين*، تناول يدها الى شفتيه وقبل كفها بلطف وقال بهمس *اذن، اسمحي لي...*. قامت يديه بمداعبة اسفل عنقها صعوداً الى ذقنها وبدأ يلتمس ببطئ خط فكها كما لو كا...