.
.
.
.
ركبت ماريا سيارة والدتها وادارت المحرك ثم تركت المطعم ورائها...غبية؟ ربما، لكنها ليست نادمة، توم كان شخصاً من عائلة محترمة وثرية والعديد من الفتيات يتمنونه، حتى هي في وقت قد مضى، لكن ليس بعد الان...بأمكان إيليز ان تتملكه كيف ما تشاء ولن تشعر ولو بخيط من الغيرة او الحقد.
اطفأت المحرك امام البحيرة في الجهة البعيدة حيث اقام اهل البلدة الاحتفال منذ شهرين تقريباً وترجلت لتذهب وتجلس على المقعد الخشبي الذي جلست عليه في تلك الليلة برفقة بلو واخذت تنظر الى مياه البحيرة المتلألئة...
تأملت حركة الامواج الهادئة حتى غاصت في افكارها ووجدت نفسها تتخيل مستقبلها وماذا يمكن ان يحدث لها، فهي الان قد قاربت الثالثة والعشرين وتمتلك شهادة دون اي خبرة، حياتها العاطفية يرثى لها بالاضافة الى حياتها الاجتماعية، وكل من تعرفهم قد حققوا احلامهم واصبحوا في اماكن مرموقة وخشيت من ان تلاقي اي احد منهم، ماذا ستجيب حين ستسئل عن حياتها؟ او الى اين وصلت؟...فهي لا زالت في المكان ذاته وتسكن مع والديها...
هذه الافكار بالذات، كسرت قلبها واذته كثيراً تلك الافكار كانت الشيء الوحيد الذي يضعفها ويرسل الحزن في فؤادها فتسللت الدموع في عينيها ولكنها لم تدعها تنهمر، ثم احست بحركة على المقعد الخشبي ولاحظت ان شخصاً ما يقف ورائها ففزعت واستدارت بعنف ولكن ما رأته خطف قلبها وانفاسها...
لقد كان هو...
بلو ازرق العينين...
واقفاً خلفها وواضعاً يده على ظهر المقعد، لقد كان يرتدي قميصاً ابيض اللون وقد عكف اكمامه حتى وصلت الى ذراعيه وجينز ذا لون ازرق لطيف، وقصة شعره العسكرية التي بدأت تختفي تحت خصل حديثة الولاده...
* هل هذا المقعد محجوز؟*
قال بصوت هادئ وابتسامة ساحرة، لقد علم بأنها هي التي جلست في هذا المكان...
* ك...كلا...*
قالت له وهي تبعد عيناها عنه وتنظر الى البحيرة مجدداً، لقد حاولت ان تتظاهر اللامبالاة لكنها كادت تقسم ان صوت دقات قلبها اصبحت عالية وسريعة كالطبول...
جلس بلو الى جانبها وهو عيناه تحدقان الى الامام وانتظر قليلاً حتى قال...
* مساء الخير يا انسه...*
يا انسه؟...لم تتمالك ماريا نفسها وضحكت بلطف واجابت:
* كف عن هذا، انت تعلم تماماً من اكون...*
فأرتفعت شفتاه الى اليمين بأبتسامة مائله واجابها:
أنت تقرأ
In the soldier's dark paradise فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّة
Romance.........قالت له وهي تتبع خط فكه الاسفل *انت جميل حقاً...كم اتمنى... ان تراني بعينيك الزجاجيتين هاتين*، تناول يدها الى شفتيه وقبل كفها بلطف وقال بهمس *اذن، اسمحي لي...*. قامت يديه بمداعبة اسفل عنقها صعوداً الى ذقنها وبدأ يلتمس ببطئ خط فكها كما لو كا...