الجزء الرابع والثلاثون

205 26 22
                                    

.
.
.
.
بعد تبادل اطراف الحديث مع روبي قررت ماريا التوجه الى غرفتها للحصول على بعض الراحة وربما قيلولة قصيرة ولكن ما ان دخلت غرفتها حتى لاحظت وجود ايميل على شاشة حاسوبها المحمول.

بالطبع
كان مارشال يخبرها بخطط للعشاء من مدير الفرع الجديد وخمس مرشحين لوظائف مختلفه.
ياللهول لقد كان هذا الرجل آلي ولم تمانع من ذلك فالكثير من العمل سيبعد جندياً معيناً عن راسها وتفكيرها.

استلقت ماريا على الفراش واغمضت عينيها لوهلة، كانت متعبة ولم تتوقع انها سترى مايكل في اي وقت قريب ولكن المستحيل حصل وصوت ما في عقلها اخبرها انه لربما سيكون كلاهما احسن حالا هكذا..

هو بعيد وهي على مسافة ابعد وبينهما طريق وعر من سوء التفاهم، فهكذا لن يؤثر على اي قرار ستتخذه ولن يشوش على تفكيرها.

عندما دقت الساعة الكبيرة الكلاسيكية في وسط الممر الرابعة تنهدت ماريا ونهضت من فراشها ثم غسلت وجهها واخرجت فستانها من حقيبتها وعلقته في خزانة الغرفة ثم اخرجت حقيبة المكياج وبدأت تضع اللمسات الخفيفة على وجهها ومشطت شعرها وجمعته في ذيل حصان منخفض عند بداية عنقها وارتدت قلادة ذهبية صغيرة لتتزين بها ثم ارتدت ثيابها.

كان الفستان اسود رسمي بحزام رفيع احمر في المنتصف واكمام ذات النصف ويصل الى ركبتيها بشكل محتشم، اما الحذاء فكان اسود ايضاً ذا كعب صغير حوالي ٣ سم.

حين نظرت الى المرأة للمرة الاخيرة وجدت انها راضية تمام الرضى عن شكلها لكنها تأكدت ان السيد مارشال لن تعجبه تلك الصورة الرسمية الصارخة ولهذا السبب بالذات ابتهجت.

اخذت حاسبها المحمول بعد ان تأكدت من وجود نسخة من ملف الاشخاص الذين ستلتقي بهم وخرجت الى الصالة لتجلس وتنتظر مارشال بعد ان قاربت الساعة السادسة.

- هل نحن ذاهبون لعزاء؟
قال مارشال من على الدرج وهو ينظر اليها.

- لا اتوقع ان المناسبة تسمح لأرتداء فستان كوكتيل يا سيد مارشال.
اجابت ماريا وهي تنهض وتتجه نحو الباب لتسبقه الى السيارة دون ان تقول شيء اخر.

لقد نجحت بالفعل في تعكير مزاجه فمارشال لم يكن يحب ان يرمي بها في بيئة جامدة وحديه بل ارادها ان تستمتع برفقته وترخي اعصابها قليلاً الامر الذي بدا له مستحيل خلال السنه الماضيه واصبح لا محال عند وصولهم الى هنا..

تنهد الشاب وخرج خلفها ليركب السيارة التي كانت بأنتظارهم ورأى بأنها اتخذت مقعدها المعتاد بالقرب من النافذة في الركن البعيد عنه.

جلس الشاب وتحركت السياره بانسيابية في شوارع البلدة حتى وصلوا الى مطعم لويجي الذي كانت تتذكره ماريا جيداً..

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن