.
.
.
.
دوى صوت الرعد في ارجاء المستشفى واروقتها ليجفل الخدج وكبار السن وكل من حاول ان ينام..فتحت ماريا عينيها بضعف لتنظر من حولها، كانت نافذة الغرفة تطل على حديقة المشفى ولاحظت ان المطر بدأ يهطل بغزارة.
لو كانت ماريا فتاة غير نفسها لتذمرت من الجو الكئيب ولكن لأنها هي ابتسمت وتتبعت بعينيها لمعة البرق بين الغيوم.
المطر ورائحة التراب حين يتلامس مع اول القطرات كان جواً جميلاً وعطراً اخاذاً بالنسبة لها، في كل مرة امطرت كانت تعتبره حظ جيد ليوم جميل.
لاحظت الفتاة ان قناع الاوكسجين قد اختفى وان والداها قد عادا الى المنزل وتركا لها هاتفها المحمول مع ملاحظة من جولي تخبرها ان المشفى لم يسمحوا لهم بالبقاء وانهم وسيعودون في الصباح.
نهضت ماريا على مهل بعد ان شعرت ببعض القوة تعود الى جسدها وانها احسن من قبل ثم قرأت كلمات والدتها واعادت الملاحظة الى المنضدة بجانب رأسها وتناولت هاتفها لتفتح الشاشة.
كانت الساعة قد قاربت الرابعة وخمسة عشر دقيقة صباحاً. لقد نامت لأكثر من ثمان ساعات واحست ان العودة الى النوم امرٌ مستحيل.
انتبهت ان ضماد يدها قد تم تغييره وان والدتها قد قامت بتمشيط شعرها وصنع ضفيرة تدلت على كتفها.
رق قلبها حين تذكرت خوف والدتها وملامحها المرعوبة قبل ان يخرجوا من المنزل وشعرت بتأنيب الضمير. لم يكن القلق امر ترغب بالتسبب به لوالديها ولكن لم يكن باليد حيلة فهي لا تعرف ماذا حدث لها وكيف تدهورت صحتها الى هذه الدرجة.
اغمضت عينيها واتكأت على الحائط وتنهدت وما ان فعلت ذلك حتى تصورت عينان زرقاوتان تحدقان بها..
مايكل..
ابتسمت ماريا بمرارة وهي تتذكر تعابير وجهه حين قال الوداع وكيف ادار ظهره لها بصعوبة وكم كان الجو خانقاً في تلك اللحظة وكيف لم تستطع ان تجيب عليه..
ماذا كانت ستخبره؟
في تلك اللحظة؟ كل شيء لو تمكنت من الحديث وذلك ما كان سيؤرقها لأيام وليالٍ قادمة، كل الاحتمالات وجميع "ماذا لو"..
ماذا لو وافقت على الموعد؟
ماهي الذكريات التي كانت لتملكها الان؟
كيف سيكون الوقت الذي قضياه معاً وهل يا ترى كان سيسبب تغييراً على مجرى الاحداث؟..
وهنا تذكرت، انه طلب منها الخروج معه وهو يعلم تماماً بموعد رحيله...
ماذا قصد؟..
أنت تقرأ
In the soldier's dark paradise فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّة
Romance.........قالت له وهي تتبع خط فكه الاسفل *انت جميل حقاً...كم اتمنى... ان تراني بعينيك الزجاجيتين هاتين*، تناول يدها الى شفتيه وقبل كفها بلطف وقال بهمس *اذن، اسمحي لي...*. قامت يديه بمداعبة اسفل عنقها صعوداً الى ذقنها وبدأ يلتمس ببطئ خط فكها كما لو كا...