"لفد نسيت الخبز"
ارسلت ماريا رسالة نصية الى والدتها بعد أن عادت الى المنزل برفقة بلو.
لم يكن من المفترض ان يحدث هذا لكنها لم ترغب باركه وحيدا في الشوارع كما انها لم تصحب معها السيارة لتقله الى منزله.
تنهدت جولي وهي تجمع ثيابها الرياضيه.
" ملاحظه: مايك هنا"
ابتسمت الوالدة بعد تجهمها فهي تفرح لوجوده كثيراً ثم تناولت حقيبتها الخاصة وانطلقت نحو سيارتها لتتجه الى مخبز كات المحلي حيث المفاجأة الكبرى.
في تلك الأثناء وفي داخل المنزل، ناولت ماريا كأسا من القهوة الساخنه الى مايكل ووضعته بين اصابعه حتى اطبق قبضته عليه، ولم تغفل عن أطرافه الدافئة التي لمست اناملها دون قصد.
كان بلو صامتا يرتشف القهوة وكالعادة ينظر الى العدم ،ولكن ماريا لم تكن كذلك. فعلى الرغم من كرهها لتحديق الناس ببعضهم البعض، الا انها وجدت نفسها مأسورة بالنظر الى بلو الغرق في تفاصيله.
*شكرا مجددا لما فعلته لي اليوم انسه ماريا*
قال لها ليخرجها من صمتها بعد ان التمس طاولة القهوة ليضع كوبه عليها.
*ل..لا عليك ،حقا لم يكن بالشيء الكثير وماريا يكفي فأنا ادعوك كما يفعل الجميع*
ابتسم بلو واتكئ فوق ساقيه كما لو وجد شيئا مثيرا للاهتمام.
*حسنا..ماريا، لا اعلم ما كنت لاحظت لكن هذه البلدة صغيرة جدا وكل ما يحدث يدور في جميع البيوت والمحافل، فالناس تحب ان تثرثر لملئ وقت فراغها، واما بالنسبة لما تدعوني فأنت مخطئة. انت تدعيني بشكل مختلف عن البقية.*
لقد كان محقا ، ولكنها رغبت لو لم يلحظ ذلك.
*مايكل، وسيد غلادستون، اليس كذلك؟*
فتحت ماريا عينيها بتعجب، لقد كان محقا ايضا، فهي لم تدعوه سوى مرتين وبالاسماء التي ذكرها!
* انا..لا اعرفك جيدا سيد غلادستون، لكنك تعرف عائلتي جيدا ومنذ مده، لا يعقل ان تنادي والدتي بأسمها وانا بأنسة، كما انك اكبر سنا مني*
أجابته وهي تنظر في الارجاء تفكر في حجة للابتعاد عن هذه الغرفة ولو لثواني.
* وهل تجدين ذلك امرا سيئا ام لا يهمك؟*
كادت ان تجيب لولا انه اكمل * بما انك قد ذكرت ذلك فالاجابة واضحه، نادني كما ترغبين وسأفعل الامر ذاته، والان ...*
رفع ساعته الذكية الى اذنه لتنطق ان الوقت قد قارب الضهيره.
*اذا اذنت لي*
هم واقفا بأبتسامة صغيرة مزيفة ليعلن عن وقت رحيله.
* لكن الى اين انت ذاهب؟ كيف ستصل الى منزلك؟*
قالت له وهي تقف ايضا.
* لا تقلقي فأنا اعرف الطرقات جيدا، شكرا على القهوة والمساعدة*
تراجعت ماريا وهي تتخيل نفسها كفتاة مهووسة لو تمسكت به اكثر لذا قالت * لكن جولي في الطريق..* لعله يغير رأيه دون ان يعتقد بأنها هي التي ترغب ببقائه. وبالفعل بدا مترددا قليلا، فلقد علم بأن جولي ترغب برؤيته ولابد له من الاستسلام.
*اجلس ارجوك* قالت ماريا *انا لم اقصد ازعاجك مطلقا*
*لكنكِ لم تفعلي.* أجاب بلو وهو يتنهد ويعود ليجلس على الأريكة.
* ارجوك سيد غلادست..بلو، فأنا اعلم جيدا حين اتسبب بعدم الارتياح لشخص ما*.
*لا شيء من هذا القبيل* اجاب بلو وهو يبتسم لمحاولتها الصغيره.
* انت لست مثل الأخريات* اكمل وهو يبدو شارد للذهن فتعجبت ماريا كما اشتعل الفرح داخل قلبها.
اذن لقد لاحظ ذلك؟! قالت في نفسها وفي فترة قصيرة ايضاً.
*م..ماذا تقصد؟* اجابت وهي تحاول كبح ابتسامتها فقال *حسناُ، كبداية انت لا ترغبين بالبقاء الى جانبي لاكثر من دقيقتين*
*هذا غير صحيح!* اندفعت قائلة غير مصدقه، هل كانت تصرفاتها معه بهذه الحماقه؟
*كما..*
قال وهو يرفع اصبعه ليكمل. *كما انكِ تتجنبينني حين اكون لوحدي، لكنك تنقذيني حين اقع في مأزق، انا لا اعلم كيف تفكرين انستي*
سكتت ماريا واشاحت بنظرها بعيداً. ماذا سيفعل لو علم بأنها تماما كالاخريات، معجبة به منذ اول مرة رأته فيها اي قبل يوم واحد فقط!!!
*هذا جنون...*
همست في نفسها وشردت في فكرها حتى سمعته يقول *هلا اخبرتني كيف تفكرين؟*
* حسنا بلو انت تعجبني* فكرت ان تقول وتترك التهور يصيبها لمرة واحدة في حياتها.
*اني اراك كشخص جيد وجندي شجاع بالاضافة الى الصديق اللطيف* اجابته وهي تواجه وتنظر اليه.
* لقد كنت ارغب بافكارك انتي لا اهل المدينه*
قال لها وهو يحدق الى وجهها فكانت نظرته البعيدة الخاوية قد قابلت محياها.
*الست من هذه المدينه؟* أجابته *بالطبع سنتشارك الافكار*
*لكنني قلت بأنكِ تختلفين* أجاب معارضا.
*اذن فلربما سيخيب املك* قالت له بعد ان شعرت بشجاعة تستولي على قلبها وتندفع الى عروقها.
* اسمح لي يا مايكل بأن اخيب املك واقول لك بأني وبالفعل كالإخريات*
رفع بلو حاجبه والمتعة تبدو على ملامحه *وكيف ذلك؟* سألها فأسندت ضهرها لتزيد من ثقتها بنفسها وقالت:
*انا ايضا اجدك رجلا جذاب لدرجة ما واتجنب البقاء الى جانبك حتى لا أسمح لنفسي بأن تنجرف وراء رغباتها تجاهك، انا لا ارغب بأستغلال ضعفك وطيبتك او لطفك لكن هذه هي الحقيقة. لقد رأيتك منذ اقل من يوم وانا لدي افكار كسائر فتيات هذه المدينه *
شعر بلو بأن شخصا ما ولاول مره يتحدث معه بصراحة مطلقة دون ان يتقيد وابتسم لذلك.
* لم تخيبي املي مطلقا* قال لها
أنت تقرأ
In the soldier's dark paradise فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّة
عاطفية.........قالت له وهي تتبع خط فكه الاسفل *انت جميل حقاً...كم اتمنى... ان تراني بعينيك الزجاجيتين هاتين*، تناول يدها الى شفتيه وقبل كفها بلطف وقال بهمس *اذن، اسمحي لي...*. قامت يديه بمداعبة اسفل عنقها صعوداً الى ذقنها وبدأ يلتمس ببطئ خط فكها كما لو كا...