الجزء الثاني عشر

1.6K 106 41
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظت ماريا وكل ما يدور في رأسها اغنية اديل *when we were young*
امر مبتذل ...تعلم ذلك لكن حين بدأت أديل تغني...

•••الجميع يحب ما تفعل ...من طريقة كلامك الى حركاتك...
الجميع هنا يراقبونك ...لأنك تشعرهم بالأمان...انت كحلم اصبح حقيقه...•••

* أديل كتبت هذه الاغنية عن بلو...لابد من انها فعلت...*
فكرت ماريا في نفسها...لأنه بالفعل كان يشبه الافلام...ويشبه كلمات الاغاني الرومانسيه...
بلو كان كاملاً، يشعر من حوله بالامان بأبتسامته الدافئة ولطفه...ولهذا السبب...لهذا السبب توصلت الى استنتاج في عقلها...ان تلك القبلة الخداعة كانت لتكن على خدها لولا انها تحركت...ام هل تخيلت بأنها تحركت؟
يا رباه كيف ستراه مرة اخرى؟!
ضربت الفتاة كف يدها على جبينها وهي تلعن نفسها...
- ماريا!
صاحت جولي من خارج غرفتها لتجفلها وتجعل هاتفها المحمول يقع على الارض وهو يعلن عن نهاية الاغنية...
- انا مستيقظة يا أمي! مستيقظة!
صاحت لترد على جولي التي كانت ترتدي القفازات ولغسل صحون الفطور...
- جيد هناك شخص يدعى توم يريد ان يقابلك...هلا نزلتِ؟
سمعت جولي صوت اقدام تهز ارضية الطابق الثاني ومن ثم فتحت ماريا الباب بعنف وعيناها متسعتان:
- توم؟! توم راين؟!
- توم راين؟
رددت جولي وهي تصطنع طريقة كلام ماريا:
- كيف لي بحق الجحيم ان اعرف انه ينتظركِ منذ ١٥ دقيقة، أمطري بالخير واطلي بجمالك وشعركِ الذهبي علينا يا رابنزل...
نظرت ماريا الى والدتها وهي تقطب حاجبيها بتحدٍ... يجب ان تنزل بأسرع وقت قبل ان يتحدث توم مع جولي بما حدث البارحة!
صفقت باب غرفتها بوجه جولي والاخرى مصدومه ثم ركضت لترتدي الجينز وتيشيرت اسود فضفاض مع قلادة غجر فضيه بأحجار زرقاء ثم هرعت لتنظيف اسنانها ووجهها ووضع القليل من المسكارا ومرطب الشفاه ونزلت كما لو كانت طائر نعام...
كان توم جالس باتجاه السلالم لذا لم ينتبه لها الا حين سمع صوت اقدام مجنونه:
- توم!
قالت وهي تنظر الى وجه زميلها الوسيم الدي اكتفى بلبس التيشرت الابيض والجينز الاسود مع حذاء رياضي وشعره اللماع منثور في جميع الاتجاهات...:
- ماريا...كيف حالكِ؟
قال وهو ينهض من مكانه ليقف امامها:
- اردت ان ارى اذ ما كنتِ بخير بعد حادثة البار...
- بخير!
قاطعته حتى لا تسمع جولي...:
- انا بخير حقا، لم يحدث اي شيء ذا اهمية...تفضل ارجوك...
اشارت له بالجلوس ولحسن الحظ كانت جولي مشغولة بالمطبخ لكي لا تنتبه لها ولحديثها...
جلس توم وهو يتنهد وينظر الى الارجاء...
- اذا...
قال بعد فترة من الصمت فأجابته ماريا...:
- اذاً...
- ارى بأن حبيبكِ قد اوصلكِ الى المنزل بسلام...
- حبيبي؟...
قالت مستفهمه ثم تذكرت بلو...بلو الشجاع والوسيم ...بلو ازرق العينين...
- انا اسف حقا... لو كنت اعلم لما دعوتكِ للقاء...لكني كنت متفاجئ، اتمنى ان لا اتسبب لكما بالمتاعب...
- ك... كلا انت لا تفه...
حاولت ان تتحدث معه لكن سرعان ما رن جرس الباب ليعلن عن زائر...
- اسمح لي...
استأذنت ماريا لتفتح الباب فظهر امامها زاك...
- ابي! لقد اتيت مبكراً!
- صباح الخير لكِ ايضا يا عزيزتي...
ابتسمت ماريا وهي تعانق والدها لينثر شعرها بعبث...
- الم تخبركِ جولي...لدينا زائر على الغداء.
قطبت ماريا حاجبيها فعلى حد علمها لم تخبرها والدتها بشيء...
- تفضل مايكل... رائحة الطعام شهية! جوولي!
قال زاك ثم نادى على زوجته ليلحقها الى المطبخ ويقبلها بشغف...
تقدم بلو نحو الباب والابتسامة اللطيفة تعلو شفتيه الجذابتان...
- صباح الخير انستي...
قال بصوته الجذاب ليرسلها الى الارتعاش والاحمرار خجلا:
- ص...صباح الخير مايكل...تفضل ارجوك...
شكرها مايكل ثم سحب من خلفه باقة صغيرة من زهور الزنبق الابيض وقدمها لها:
- اردت ان اجعل صباحكِ جميلاً
احمرت ماريا اكثر فأكثر وتناولت ببطئ الورود وهي تشكره ثم قربتها من انفها لتستنشق عبيرها:
- هل شعرتِ بالخجل؟
سأل بلو وهو يبتسم فأومأت له دون ان تنتبه...
- هل كانت هذه إيمائه انستي؟
- اجل انا اسفه...يجب ان اتخلص من هذه العادة...دعني اصطحبك الى غرفة الجلوس.
شعرت بالتردد حيال الامر فيجب عليها الان ان تأخذ بيده او ان يضع يده على كتفها، وعلى ما يبدو لم تستطع ان تحسم امرها حتى رأت يد بلو تمد لها لتأخذ بها...ولسبب ما...لسبب صغير لمح في قلبها...شعرت ماريا بالفرح...
تناولت الفتاة اصابع الجندي بحذر حتى امسكها بأحكام وسار الاثنان الى الغرفة:
- مايكل ...احب ان اعرفك على توم راين...زميلي منذ الثانوية...
قالت وهي ترشده بأتجاه توم الذي بدا مدهوشا للحظات حين دخلت ماريا ممسكة بيد الشخص ذاته الذي غادرت معه وتحدث الجميع عن علاقتهما التي رفضها في عقله لكن باقة الزهور تلك تؤكد كل ما قيل...
- توم هذا مايكل غلادستون...
- اه اجل الحبيب...
قال توم وهو يصافح مايكل فتسمرت ماريا في مكانها غير عازمة على تكوين اجابة مفهومة في عقلها...
- عفوا؟
قال مايكل وهو ينظر بأستغراب فأجاب توم...
- انت الشخص الذي اصطحبت ماريا البارحه...
رفع مايكل حاجبه الايسر بأهتمام واجاب بالايجاب لكلام توم، ولكن ذلك لن يدفع الاخر سوى على المغادرة...
- عن اذنكما، لدي عمل مهم في المدينه ويجب ان ارحل...
ودعه مايكل بهدوء واصطحبته ماريا نحو الباب وهي لا تعلم ماذا تقول...لم لم ينفي مايكل شكوك توم؟ لم يوافقه ويعطيه اخبارا كاذبه؟
- اسف مرة اخرى ماريا، يبدو بإنه رجل جيد...
قال توم وهو يقف عند الباب:
- ا...انه بالفعل كذلك...
وافقته الفتاة وهي تفكر في قول الحقيقة في اي لحظة...
- لكن...هل انتِ راضيه؟
سأل توم وهو ينظر اليها بتمعن...
- ماذا تعني؟
قالت وهي تطالعه بأستغراب...عن اي رضى يتحدث...
- لم يسعني الا ان الاحظ...بأنه ......اعمى يا ماريا...
- واذن؟
استفسرت منه وهي تقطب حاجبيها ... لم ترى هذا عيبا في بلو بل على العكس ...كل نظراته الشارده واساليبه اللطيفة واعتماده عليها في بعض الاشياء زاد من انجذابها نحوه...
- لا اقصد اي سوء ...ولكن بالاضافة الى ذلك ...انه يبدو اكبر سناً...قد تخطين خطوات لا يمكنك الرجوع عنها يا ماريا وقد تجدين نفسك تتوقين الى علاقة طبيعية في نهاية الامر...هل فكرتِ في هذا يوما؟...
- انت...تقصد؟
- هذا الرجل لن يشبع رغباتك يا ماريا...لن يعطيك الاهتمام لن تحصلي على علاقة طبيعية، ستجدين نفسكِ مقيدة ككلب اعانة لذوي الاحتياجات...
من هذا الرجل الذي امامها؟!
فكرت ماريا وهي تنظر الى حب مراهقتها والشخص الذي سكن قلبها للطفه وكرمه وطبيعته الهادئة وعدله بين الجميع ورفضه لكل من يتنمر على غيره...
الان هو يتحدث عن بلو كما لو كان يعرفه!...
- عزيزي توم...اذا كنت سأصبح ككلب إعانة لذوي الاحتياجات فأطمئن لأني سأكون سعيدا جداً بمساعدة رجل مثل مايكل تتمناه جميع فتيات البلدة...لذا لا تقلق علي حتى اذا لم ينجح الامر لن تراني اركض نحوك للعون.
ثم ابتسمت له وقالت الوداع واغلقت باب المنزل والغضب يتكون في قلبها وعينيها على هيئة دموع.
ابله...
قالت في نفسها وقد شعرت بالارتياح بأنها لم تعترف له من قبل...
حين عادت كان زاك يجلس برفقة بلو وهو يشرب الجعة الباردة ويتحدثان عن امور البلدة ولحسن حظها لم تكن مضطرة للجلوس ومواجهة بلو لوحدها فأخذت الزهور ووضعتها في إناء بالقرب من نافذة غرفتها وهرعت لتساعد والدتها في تحضير الغداء.
.
.
.
.
يتبع...

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن