الجزء السادس عشر

1K 68 2
                                    

استيقضت ماريا والابتسامة تعلو وجهها لوهلة، حتى تذكرت اليوم المشؤوم الذي ينتظرها...

الساعه السابعه ستكون اكثر الاوقات كرها بالنسبة لها في اي يوم من الان فصاعداً...

كالعادة نزلت السلالم برشاقة وسرعة حتى التقطت لائحة الاحتياجات التي كتبتها لها جولي لتجلبها ولم تغفل عن بعض الدولارات الاضافية التي وضعتها والدتها من اجلها حتى تشتري لنفسها شيئاً جميلا لليلة...
بالطبع لم تكن ستشتري اي شيء، لديها ما يكفي لألباسها هي واختها لمناسبات عدة، لذا قررت ان تدخرها ثم تنجز ما عليها بسرعة حتى تذهب لتجهيز نفسها وتنتهي من الامر كله...

ماريا بطبيعتها لم تكن فتاة ستهمل نفسها فقط من اجل شاب لا يروق لها، فأذا كانت ستذهب الى موعد، فيجب ان تفعل ذلك بالشكل الصحيح، لذا جلبت جميع اسلحتها من اجل هذه المعركة.

حين قاربت الساعه السادسة انتهت ماريا من تجهيز نفسها، فأرتدت قميصاً ضيقاً من الدانتيل الاسود الناعم وفوقه سترة سوداء حادة المظهر وعلى اكتافها خيوط من السلاسل الذهبية بالاضافة الى الجينز الضيق وحذاء ذا كعب عال ذهبي اللون وبعض الاقراط الذهبية ثم قامت بترك غرتها تنسدل على مكياج عينيها الداكن ورفعت شعرها الطويل بتسريحة ذيل حصان مرتفع ثم وضعت القليل من احمر الشفاه الاحمر واخذت نظرة اخيرة في المرآة..

لم تكن سعيده، لقد بدت جميلة بالفعل لكن، كل هذا لم يكن من اجل توم، فحينما كانت تجهز نفسها اخذتها افكارها في تخيلات لموعد جميل برفقة بلو في ذلك المطعم الفرنسي...حيث لم يكن هو صديق لوالديها ولم يكن اعمى، بل كان ينظر اليها بأبتسامة جذابة عكست في عينيه صورتها امامه...

* ماري؟ هل انتهيتِ؟*

سمعت صوت والدتها من خلف باب غرفتها فذهبت لفتحه ولتجعل والدتها تعلم بأنها بذلت جهداً في مظهرها ولن تتشرد من الموعد...

* تبدين رائعة عزيزتي...*

قالت والدتها وهي تتأملها ثم ناولتها المفاتيح الخاصة بسيارتها وقبلتها على خديها وتركتها...

بالرغم من ان ماريا لم تحب الخروج في المواعيد المدبره لكن لمحة السعادة والرضا في وجه والدتها جعل قلبها يرق قليلاً، ربما لم يكن اسعاد جولي بالامر الصعب، فهي ستخرج بأبهى حلتها وتتناول الطعام في المطعم الفرنسي الوحيد في البلدة وستعود بدون قيود او وعود...

خرجت الفتاة بعد ان ودعت كلا والديها ثم ركبت السيارة واخذت انفاساً طويله لتتحكم بخوفها وانطلقت نحو المطعم بالقرب من البحيرة، لقد كان مطعم فرنسي انيق يناسب البلدة ومالكه لويجي كان شخصا، محبوباً معروفاً في الارجاء، فالكل يعرف بأنه ليس فرنسي حقاً كما يدعي، لو كان كذلك اذاً لماذا كان يدير مطعم بيتزا ايطاليه في نهاية الشارع؟...

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن