{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }
•
فـي المملكه العربيه السعوديه
تحديداً ف مدينة " ابها " عام 1991م .
-
بغرفة الولاده
فـي لحظة كرب فرجت ليلى بصرخات طفلها سطام تفاصيل تسعة الاشهر والتعب والارق انتهت بصوته العذب .
ابتسمت وجبينها عرق نزلت دمعتها من مسكته بين أحضانها ، ودها تعلم وتبشر كل العالم ان ربي رزقها ب ضناها ب ولدها " سطام " .
الطفل اللي راح يكون أول حفيد لأهل ليلى واهل ابوه سلطان ، الكل كان منتظر سطام على احر من الجمر ، عماته ، خالاته ، وأولهم جده " ابو ابوه " سميه .
-
نـقـدم الاحداث تحديداً سـ 3:44pm .
فتحت عيونها ب الورود والهدايا وزحمة زوار ، تسمع أصوات اهلها وكل من تغليه حولها ، الكل متحمس ومتشفق لـ شوفة سطام .
بعد دقايق طويله وجهت نظرها لـ الباب اللي انفتح بدخلة الممرضه وبيدها سطام .
أخذه سلطان بين يده بلهفه باس راسه وصار يأذن بأذنه .
اخذته ليلى بعد ما انتهى ورجف قلبها وهي تناظر ب حجمه الصصغير جداً ، حضنته وغمضت عيونها وهي تستنشق ريحته وشعورها ماينوصف .
اخذه جده وصار يتنقل بين عماته وخالاته ، وكل ماينتقل من حضن شخص للأخر تنطق بخوف " شوي شوي عليه | امسكوه عدل | انتبهو " كانت تخاف عليه حتى من الهواء ، ومع ذلك تحس بـ سعاده وهي تشوفهم كلن يبي يشيله ويحضنه !
" طفل من ولادته محبوب "
من اول يوم بحياته الكل متشوق له ، حتماً بيكون مستقبله مميز و مختلف .
-
" عام 1995م "
مضت السنوات والايام وما أحد اخذ منزلة سطام في أهله وأقاربه ، غير امه وابوه اللي حنونين عليه بشكل !!
اما سطام وصل لـ عمر ٤ سنين و زاد دلعه وعناده وكان ذكي جداً لكنه طويل لسان .
-
" فـ السياره "
وقف سلطان « الابو » قدام استراحة والتفت على ولده سطام قبل لا ينزل ، رفع اصبعه السبابه كـ تهديد : اسمع سطام اي مشكله والله ما نمر البقاله واحنا راجعين سامع ؟
هز راسه بأستجابه: طيب .
نزل ودخل لـ المجلس اطلق التحيه على اصحابه وجلس وبجمبه ولده سطام .
صار يسولف مع ربعه وناسي وجود سطام.
تنهد بملل وهمس لأبوه : يبا ابي مفتاح سيارتك بروح اقعد هناك.
سلطان : لا .
سطام تأفف بعصبيه : يبا عطني.
ناظره بحده : قلت لا ! اعقل واقعد مكانك .
تكتف بزعل وبهدوء : طيب .
انتظر لدقايق وشاف سرعة اندماج ابوه ب اصحابه ، طلع بدون محد ينتبه وقعد يمشي بين السيارات المركونه قدام الاستراحه ابتسم للفكره وبلا تردد او خوف " كسر قزاز ٤ سيارات تقريباً " !!
ترك أبوه بموقف لا يحسد عليه ، محرج جداً والصدمه انه كان بأول ابتدائي صغير على حركاته حتى الكبير مايسويها .
الملفت فـ سطام انه كان عدائي و حقود ، واحياناً يتعمد يحرج ابوه وامه لو زعلوه بس ! الكل يتضايق من تصرفاته وعدائيته و وجوده بينهم ،، الكبير والصغير !!
كان الحل الوحيد هو انهم يحبسونه ومعاد يطلع بين الناس .
-
" عام 1998 "
مرت السنين وكمل سطام فترة دراسته الي ثالث ابتدائي ، ماقدر يكون اي صداقه لا مع زملائه في الفصل ولا مع عيال الجيران ولا حتى مع اخوانه اللي جو بعده " رياض + شوق " ! كان مُتعب اهله بشكل كبير .
-
نروح لـ ليلى اللي قاعده بـ صالة شقتها وقدامها بنتها شوق اللي عمرها ٣ شهور تقريباً .
تنهدت وبأذنها التلفون تكلم اختها أبرار وتسولف لها عن سطام وشغاوته .
أبرار بصراحه : كثرة دلع ليلى انتم مدلعينه اكثر من اللازم ! غير انه اول حفيد واول ولد كلن مدلعه وتلبونه كل شي يبيه .
ليلى كتمت تنهيدتها بهم : ابد والله نعاقبه انا وابوه ومانمشي له لكن الولد اطباعه غريبه ومزريه !
أبرار بمواساه: معليه اصبري عليه اغلب الاطفال كذا لا كبر عقل ، الله يهديه لك ..
-
« فـ بيت الجد »
العائله كلها متجمعه من اعمام وعمات سطام والاطفال حوالينهم يلعبون الا سطام كان يتحارش بين عماته ويخرب عليهم التصوير .
وحده من عماته بأنزعاج: سطام خلاص يا بزر!
الجد بحده : سطام اترك عماتك.
سطام يمثل البراءه : جدي هم يحاشرون.
الجد حط ايده على شفته بمعنى يسكت : عيب عليك هذول عماتك .
تأفف وتكتف بزعل ، رفع راسه لـ رياض اخوه اللي واقف فوقه بأبتسامه : نروح نلعب ؟
سطام بغضب دزه من كتفه: انقلع ماني فاضي لك .
طاح على الارض من خفته قوس شفايفه استعداد للبكاء وسرعان ما بكى من شاف الانظار كلها عليه .
وقف سلطان وتوجهه لـ سطام ومسكه من اذنه قدام الكل وبحده : ليه تضرب اخوك الصغير ؟ عيب عليك .
تركه و شال رياض من على الارض لحضنه.
طلع سطام لـ برا الصاله و صار يمشي ويرد بعصبيه يبي يطلع اللي بخاطره من زعل ، وقف وهو يناظر ف حذيانهم | تكرمون | وابتسم للفكره واخذ كل الحذيان بسرعه وبسريه وركض لـ خزان المويه وحذفها فيها وراح قعد بهدوء ولا كأنه سوا شي .
-
ف اليوم التالي ،، سمعو صوت دق باب الشقه ووقف سلطان اللي كان قاعد يلاعب شوق و رياض قبال الـ TV .
توجهه للباب وابتسم بدهشه من شاف ابوه : يبه ! كان قلت لي اجيك لتحت تعب عليك تصعد لـ فوق ، حياك .
ابو سلطان بسرعان مسكه : لا خلك " تنهد تنهيده طويله وتنحنح " يابوك اخوك بيتزوج قريب وانت عارف خاطري نساعده يرتاح ويسكن عندنا وانت ظروفك زينه روح استأجر .
انخطف لونه ونزل راسه بثواني ثم رجع رفعه بأبتسامه يالله بينت: تامر مايصير خاطرك الا طيب .
ربت الجد على كتفه بأبتسامه ومشى .
دخل وسكر الباب وتوجهه للغرفه بضيق لان عارف ابوه يصرفه يبغاه يطلع من شقاوة سطام ومشاكله وكل يوم مصيبه يا في البيت او عند الجيران .
دخلت ليلى وانتبهت لـ سلطان وتغيره من دخل تقدمت قعدت قباله : شفيك ؟
سلطان اخذ نفس : ابوي يبينا نطلع من البيت لان اخوي بيتزوج قريب ونحنا نستأجر .
ليلى ابتسمت بفرح : الله يبشرك ، زين نفتك من مشاكل واحراجات سطام .
..
تمت الامور واستأجرو بيت قريب ونقلو سطام واخواته من مدارسهم واستقرو تماماً ، الا سطام اللي ظل عائق للطلعات والجمعات من الاهل .
طفل منبوذ من الجميع ! ماعاد حد يحبه ويتحمله الا امه وابوه .
خصوصاً امه لان حتى ابوه صار يتهرب منه ولا ياخذه معه لا طلعات ولا حتى لـ " صلاة الجمعه " !!
-
" عام 2000 "
وصل سطام لـ خامس ابتدائي وكان عمره ٩ سنوات .
. في أحد الاعياد .
اجتمعت ليلى وعيالها مع اهلها ،، طول الوقت ليلى منشغله مع خواتها سوالف وشغل وجمعات .
ماتدري بالمصيبه اللي بتطيح على راسها !
ناظرت ف اختها اللي متوجهه لها و وجهه احمر من الغضب : امشي بكلمك .
ليلى عقدت حواجبها بخوف وتدعي بداخلها ان اللي صاير سطام مو وراه ، مشت معها : وشفيك ؟
ابرار بجمود وبلا مقدمات : لقيت سطام يتحرش في البنات والعيال اكبرهم !
لو ذبحتها اهون ! وكأن ماي بارد منكب عليها ناظرت ف الكل اللي ينتظرون تبريرها ويتحاشون بنظراتهم لها .
عمره ٩ سنوات !!! وقفت الغصه بداخلها واخذت سطام وعيالها ومشت بهدوء .
ماعاد ينفع لا اعتذار ولا ضرب ولا تأديب .
وصلو للبيت وقالت لـ سلطان كل شي .
اما سلطان مشى اخذ سطام بهدوء ودخله الغرفه وكانت ليلى منزله راسها تمسح دموعها .
رفعت راسها لـ سطام وبهدوء وبحه : سطام ليش سويت كذا ؟
سطام قعد يتنقل نظراته بينهم لـ ثواني وبأنكار : وش سويت ؟
سلطان كاتم غضبه بقوه وبحنيه : سطام ! قول لنا يا بابا مراح نسوي بك شي .
شافو طال سكوته ويناظرهم بأنكار ، ليلى مسكت يده وبرجاء : سطام قولنا ليش ؟
سطام اردف بجمود : عادي ربعي بالمدرسه يسوون كذا .
التفتو على بعضهم بصدمه .
وقعدو يعلمونه انه مو عادي ولازم مايسوي هالشي وهددوه لو سواه بيحرمونه من كل شي يحبه .
تركتهم ومشت لـ تلفونها وراسلت خواتها تتعذر منهم ، وكان كلامهم جبر خاطر لها .
-
ومرت الايام وصارو خوات ليلى يتجنبون جمعات تكون فيها ، وسلطان رافض ياخذ سطام معه لأي مكان .
واذا راحت ليلى لأهلها كل وحده تصرف نفسها وتكتشف انهم تجمعو من وراها ! نظرتهم لها كانت عدم ثقه لها ولتربيتها ، ومين يلومهم ! الموقف صعب .
تحس سطام عذاب نفسي لها ، صارت تكرهه وهو طفلها ! قست عليه ماعاد ترحمه والادهى ان سطام قابلها بنفس الاسلوب ! شخصيته قويه ما ينهزم ابداً .
-
" عام 2002 "
تخرج سطام من سادس ابتدائي .
وسلطان داومه صعب و ماخذ كل وقته ، يطول على ليلى وعياله الوقت في البيت .
كان عند أهل سلطان سواق ، وليلى تطلب من سلطان اكثر من مره انها تطلع هي وعيالها مع السواق لكن كان يرفض تماماً !
اللي قاهر ليلى انها تشوف كل خوات سلطان السواق يخلص مشاويرهم ، كانت هذي المشكله اللي اتعبتها !
"علاقة ليلى مع أهل سلطان تهبل ، تحبهم ويحبونها"
..
أقدم شهر الخير ، شهر رمضان .
وضاقت في ليلى الوسيعه من قعدتها فالبيت ، سلطان للأن رافض فكرة يجيب سواق بما ان اشغاله كثرت ولا يقدر يوديها ويجيبها ويخلص اشغالها واحتياجاتها .
كبرت بين ليلى وسلطان المشكله وهو لازال معاند .
. في يوم من الايام من " العـشـر الأواخـر " .
بـ السياره متجهين لـ بيت أهل سلطان ، وقفو قدام البيت وانتبهت ليلى لـ اخت سلطان نازله من سيارة السواق ومعها غرض وضح لها انها كانت فالسوق .
تكلمت وهي غرضها تستفز سلطان : شوف اختك ، وين كانت ؟ ليش تعطونها الثقه وهي فالجامعه طالعه مع السواق لوحدها ! الله العالم وين كانت فيه !!
قالت هالشي علشان تستفزه فقط ! ما كان غرضها تتهم بـ شرف البنت وعرضها وهي عارفه انها محترمه بس زلت لسان !
احمر وجهه سلطان وكلمات ليلى تتردد بأذنه .
ناظرها وبعيونه الزعل والغضب انطق وهو راس على اسنانه : حسابك بعدين .
نزلو ودخلو البيت وسلمو على الجميع ، وحضرت ليلى معهم الفطور وانبسطت وقضوها سوالف .
بعد صلاة التراويح الكل تجمع على القهوه .
قعد سطام وناظر بـ عمته وبعدم احترام : هيه صبي لي القهوه .
جدته بزعل : سطام ! عمتك هذي تقول لها هيه ! مو عيب ؟
سطام طنشها وتأفف وهو يناظر ف عمته : اقول صبي لي لا اعطيك كف الحين اخلصي .
ليلى بعصبيه وبتهديد : سطام !! قم اطلع لا ادق على ابوك الحين .
سطام يمثل القوه : دقي يعني بأخاف .
ماعاد فيها حيل تتفاهم معه ويحرجها اكثر دقت على سلطان وحكت له يجي ياخذه للبيت ، سكرت وهي تشوف للأن يعاند عماته ويقل ادبه .
تقدمت وامسكته من اذنه قدامهم بغضب ، ابعد سطام بقوه وصارخ بعصبيه : خخخير ؟؟ تسوين نفسك تحبينهم وانتِ فالسياره تقولين الله العالم وين كانت اختك تاركينها على كيفها !!
تصنمت بصدمه وتمنت الارض بلعتها ، صارت الدنيا تدور فيها مااوصف لكم الموقف قدام عماته وسلايفها وجدته .
تقدمت جدته مسكت سطام بصدمه : وش قالت ؟
سطام جلس يقول لها بالتفصيل وكل اللي صار بالسياره وكلامها ، ليلى تحاول تمنعه وتسكته ولا قدرت ، هزت راسها بالنفي وبدموع : كذاب عمه لا تصدقينه .
سطام ناظر ب جدته : والله العظيم قالت كذا ، حتى اسألو ابوي والله انها قالت .
تناظر سطام مصدومه غطت فمها وايدها ورا خصرها بعدم استيعاب كيف ولدها وضناها يسوي بها كذا !!
دقت الجده على سلطان ونادته ، وصل وقالت له امه كلشي وناظرته بحده : احلفك بالله يـ سلطان قالت كذا ؟
سلطان ناظر فـ ليلى بـ هم وضيق ماوده يكذب على امه وان قال معاد له تبرير وبتكبر المشكله وتنهدم بيوت ، تنهد وناظر ف امه : ايه قالت بس والله ماهو بقصدها انا داري يما ..
قاطعته وبعيونها الدموع : خذ زوجتك وطلعها من بيتي ولا عاد اعرفها ولو انت ولدي طلقها .
اما اخت سلطان " اللي انقال عنها الكلام " منهاره بكي ، ناظرت ف ليلى بخيبه وصدمه : ليش يا مرت اخوي ؟ مااعتبرتك الا اختي حاسبه عليك هدايا العيد ماقد جبت طاريك بـ سوء .
حاولت ليلى تفهمهم حاولت تبرر انها مشكله بينها وبين زوجها سلطان ماكانت تقصد تضرهم بس خلاص الموضوع طلع من يدها .
-
" بـ السياره "
من حركو والصمت سيد الموقف .
اما ليلى تبكي بصمت خسرت علاقتها مع اهلها وجيرانها والحين اهل زوجها ، و ورا كل هذا مين ؟ " سطام !! " .
سلطان ضايقه به الوسيعه ولا هو عارف وش يسوي ، يحب زوجته ليلى وعارف نيتها وقصدها ومحتار مع زعل امه ، تكلم بدون لا يناظرها ماهو متحمل بكيها وبنفس الوقت ماهو قادر يحضنها ويهديها وبهدوء وجمود : انسي الموضوع شهر .. شهرين اجلسي فالبيت لين ربي يفرجها .
وصلو البيت وليلى ماوقفت بكي تركتهم ودخلت للغرفه وجلست لحالها .
ماهي مستوعبه حتى العيد راح تقضيه وحيده ، اهلها لو راحت لهم ماراح يجتمعون ، واهل زوجها انتهت علاقتها معهم ، وزوجها سلطان ساحب عليها مثل كل مره يحب يطلع مع ربعه .
رفعت راسها تاخذ نفس ومسحت دموعها ومشت تتوضا وفرشت سجادتها تصلي الوتر .
﴿ إنّ الله وترٌ يُحب الوتر ، فأوتروا ﴾
خلصت وجلست على سجادتها تقرأ قرآن.
دخل سطام وجلس قدام امه وحط ايده على خده يسولف : يما متى تبدي المدرسه ؟
شاف امه مو معطيته اي اهتمام تأفف بقوه لجل تشوفه : يما متى يجي العيد ؟
ليلى بهدوء وحده : سطام قاعده اقرأ قران ابعد عن وجهي .
سطام ابعد بزعل وراح لـ عند اخوانه رياض و شوق .
ناظر فـ شوق وابتسم وهو يبعثر شعرها .
بوزت بأنزعاج وابعدت شعرها ، ضحك وصار يخرب شعرها اكثر بعناد .
رياض دزه واخذ شوق بدفاع : وخر ماهي ولد تلعب معها كذا تراها باقي صغيره .
سطام قرب بعصبيه وضرب شوق بعمد وناظر ف رياض : اختي صح ؟ اسوي بها اللي ابي مالك دخل .
رياض ابعد واخذ شوق اللي بدت تبكي : لا تسوي كبير علينا .
قرب سطام واخذ شوق منه غصب وشايلها بطريقه غلط ..
قاطعته امه اللي انطقت بعصبيه " حسيبك ربي الله يشل اطرافك قل امين لا عاد تشيل اختك "