١٢:٤٠م
تفتح عينها ببطئ و نعاس مدت يدها تحجب الشمس اللي تسلللت لـ الكوخ وأشرقته بأشعتها الذهبيه اللطيفه .
مالت ابتسامتها وتتذكر عظمة الخالق وكيف انه يولج النهار بالليل ويولج الليل بالنهار ، فـ سبحان الله العظيم.
التفت لـ الجهه الثانيه واختفت ابتسامتها من شافت مكان سطام فاضي ! رفعت نفسها تدور بعيونها عليه بأنحاء الكوخ ولا لقته وشافت الساعه اللي على الحائط وفزت مشت بخطواتها لـ دورة المياه.
تنهدت وابتسامتها كل مالها تخرق ثغرها ، ولأول مره من سنين طويله تنام بـ هالعمق ، بـ هالطمائنية ، صحت اليوم بلا كابوس ! هذا يشهد بالتاريخ !!
طلعت و مشت لـ البيت الكبير ، دخلت وهي تشوف الفوضى والكل صاحي ! اللي توهم صاحين يفطرون ، وملك اللي تصارخ على حور ، و رائد اللي يلاعب نور ، و أمجد اللي قاعد قبال التلفزيون يلعب بلاستيشن وبجمبه فهد ، وجيهان اللي مشغوله تكلم أحد منظمين التقديم بمناسبة "عشاء رائد لسلامته" ، و حسناء اللي تمشي مع العامله تركن بوكيهات الورود ، و دارين اللي قاعده قبال جدها صقر غارقين بالسوالف ، و علي و أمير يشربون قهوه بروقان رغم ان الصاله تلج من الأصوات و الازعاج الا ان الكل مروق و فرحان لـ هاليوم وكأنهم بـ "عيد" فعلاً !
أرقت لـ فوق ودخلت غرف البنات ولبست جلال الصلاه تصلي الصلاوات اللي فاتتها.
وشوي شوي بدو البنات يدخلون يتجهزون لـ هالمناسبه.نـقـدم الـوقـت - الـعـصـر .
تحديداً في مجلس الرجاجيل ، دخلت داريـن مدرعمه بكامل زينتها وبيدها البخور والفرح متوسط وجها : وين العريس ؟
الكل التفت علي الصوت الناعم وتنحو يتفحصون شكلها المبهر من فوق لـ تحت بأعجاب واضح !
الفستان الأخضر مصفر بأكمام طويله ومزين من الصدر بالؤلؤ وضيق للخصر ومنسدل براحه وطرحه شفافه مزينه باللؤلؤ على شعرها المسرح على ظهرها بنعومته ولمعته الملفته .
تقدم رائد ماسك بيده العقال وعلى راسه شماغه و وقف قدامها تبخره بحُب : جعلني ابخرك عريس .
أردف رائد بتنهيده: الله يعجلها وتجي بالحلال قولي آمين.
اطلقت ضحكتها : آمين.
ابعدت واتسعت ابتسامتها من شافت جدها على الكرسي والابتسامه بوجهه : لفي اشوف.
لفت داريـن حول نفسها ، لمعت عينه بلا سيطره: وش ذا الحلا ! بقيتي لـ خواتك شي ؟
ماقدرت تمنع ضحكتها وصدت بخجل ، أمير ابتسم لـ خجلها : قمريةٍ متبختره فالقماري.
تقدم علي ودخلها تحت ذراعه بأبتسامه ، الجد: ياملح هالوجه سمله عليك اي والله انها قُمر.
طارت عيون رائد بصدمه وانظاره على جده اللي ابتسامته واصله لأذنه ويتردد بـ هالمدح !! أردف بعدم استيعاب: ياعرب جدي شارب شي ؟ ماني خابره يعرف يمدح !
داريـن مشت قعدت بجمب جدها بغرور: أنا غير ياحلو.
صغر عيونه بشك: اكيد ساحرته! وله مهددته بشي.
رفع الجد عصاته بتهديد: فارق فالسعه اقول.
ابعد بسرعه لصوب الباب بضحكه وبعبط: من زين الوجيهه عشان اقعد !
طلع وصدم بـ شخص ورجع على ورا بعدم استيعاب ورفع نظره على اللي واقف قدامه.
بلع ريقه زهير ورجع خطوه على ورا وشتت نظره بخوف وندم ! هو اللي بلغ عليه ذاك اليوم ، وهو نفسه اللي هرب يوم اقتحمو الشرطه الاستراحه المشبوهه وترك رائد ومسكوه الشرطه و زهير هرب وانقذ نفسه بلا اهتمام لـ ولد خاله رائد وصديقه !
تجمد بمكانه زهير من حضنه رائد وأردف: لك وحشه ياورع!
اطلق نفسه براحه وبادله الحضن بضحكه وفرح! كان حاسب حساب بأنه بيسفل فيه رائد و يمسح فيه بقاع الأرض لكن ؟ ، الواضح ان رائد نسى وفتح صفحه جديده بحياته.
ابعد رائد وضرب كتف زهير بخفه وفرح: كيف الحال ! عمتي وش حالها ؟ وش صار وش ماصار علمني.
يناظره بدهشه غير مصدق تماماً هالولد هو نفسه اللي كان يتعاطى وحالته مُرزيه قبل شهور ؟