Part : 14

1.6K 24 12
                                    

٨:٥٠ص
فتحت عيونها ببطئ وكسل ! رجعت غمضتها بأنزعاج من الضوء اللي فوقها علطول ! ترجع لها ذكرياتها شوي شوي وتتذكر أخر اللحظات! تذكر انها صارخت وبكت كثير تطلب من سطام يوقف عن سرعته !
رجف قلبها وهي تتذكر يدينه اللي مدها وثبتها بقوه لجل مايضرب راسها الزجاج ! وبعدها ؟
رجعت فتحت عينها وتتفحص المكان بغربه ! انتبهت لـ المغذي المستأصل بأيدها وتذكرت بـ هاللحظه صوت الاسعاف المزعج ! وفيه صوت ثاني مزعج يصارخ عند راسها ؟ كان خايف عليها وهو وضعه أحرج منها والدم ينزل من جسمه بقزاره !
تجمعت دموعها وخوفه عليها يتردد بذاكرتها ! هزت راسها بالنفي تمنع انه ممكن حصل له شي وضاع من يدها هالجوهره اللي ما ثمنتها !
ابعدت الابره عن يدها بعنف ووقفت وترنحت من حست بدوخه ، رفعت يدها لراسها وانصدمت من حست بالثقل وتحسست الشاش الملفوف براسها بيدين ترجف!
فتحت الستاره الممرضه تغير الـدرّب واتجهت لها بخطوات سريعه وبخوف عليها : اقعدي وين رايحه ؟
تمسكت فيها وببحه: زوجي وين ؟ سطام جاه شي ؟
الممرضه تطمنها: اهدي بخير ننتظره يصحى.
رنيم تقوست شفتها تمنع البكاء : وينه ؟
الممرضه مدت يدها بهدوء وفتحت الستاره اللي بينهم و رق قلبها من شافته متمدد وايده ملفوفه وصدره عاري والكدمات والتمشيخات مشوهته ! كأن هاجم عليه أحد الحيوانات الشرسه ومقطعته تقطيع!
ساعدتها الممرضه وتقدمت له قعدت عند راسه على الكرسي وتتفحصه ودموعها غارقه عيونها .
بعد دقايق لفت على الممرضه اللي واقفه وتعقم يدها اللي انجرحت من ابرة المغذي ومتفهمه موقفها وخوفها على زوجها .
رنيم : كيف حاله ؟
أردفت الممرضه بوسط انشغالها في التعقيم: كان صاحي من جيتو مع الاسعاف و واقف عند راسك يتطمن "رفعت نظرها لها" يخليكم لبعض واضح انه يعزك مره.
شتت نظرها عنها وهي تناظر بفراغ ، كملت الممرضه : انا مصدومه كيف واقف طول هالمده وعنده كسر ضلع بصدره .
شهقت رنيم ووقفت تتفحص صدره المغطى بشاش بجهة اليمين فقط و رجعت دموعها تتجمع.
الممرضه تهديها : اهدي مافيه شي بليغ ! حاولنا نتواصل مع أهلكم لكن ماحصلنا معكم اي اثباتات ؟
مالقت منها رد وانظارها على صدر سطام ، انتهت من التعقيم وطلعت بهدوء .

« نـاصـر »
قاعد ف مجلس "عـلي آل زايـد" وبحضنه نور وقباله عمه اللي يشوف وجهها بشوش وكأنه طاايـر عكس الشهور الماضيه وعرف عن صحوة رائد .
عـلي والفرحه تلمع بعينه: اللهم لك الحمد اهم شي انه بخير والله لو يقلعونه بأخر الدنيا ويمسحون فيه البلاط راضي دامه حي .
نـاصر : متى بيطلع ؟
علي : والله مدري يابوك "وبقسوه" ودك انهم يقلعونه للضباط مره وحده يتعدل ويتسنع ويصير رجال ولا عاد يتعودها ويصادق هالرخوم .
ناصر بصدق: والله ان رائد يشهد وينشد به الظهر لكن طاح فـ يدين ناس مايخافون الله.
قاطعتهم حور اللي شهقت من شافت ابوها وركضت له تحضنه بشوق وسط ضحكة ناصر على ردة فعلها! ماصارت تهابه كثر ماتحبه ، تغير وصار يهتم فيها أكثر واكتشف ذكاءها المبهر وشخصيتها أكثر .
وقف علي بأبتسامه: بنادي لك ملك.
حور قعدت بجمب أبوها اللي يسأل عن حالها : انا بخير الحمدالله ، بقولك شي .
نـاصر يلاعب بنته نور اللي تركض مبتعده عنه ولا هو حولها : وشهو ؟
حور مسكت وجهه نـاصر ولفته عليها بعصبيه : بابا اسمعني قاعد اقولك .
ضحك ومسك كفوفها اللي بوجهه وباسهم: آمري ؟ وشهو ؟
حور ابتسمت وبهمس: تدري ان ماما فيها بيبي ؟
اختفت ابتسامته وتصنم كأن حد كاب عليه ماي بارد ! حور عقدت حاجبها من ملامح وجهه اللي تغيرت بلحظه : انت ماتدري ؟
هز راسه بالنفي وشتت نظره لأخر نقطه بالمجلس تايه بأفكاره ولا يسمع حور اللي باقي تتكلم ومو منتبه لـ نور اللي تضرب رجله لجل يكمل لعب معها .
لف من شده لكلام حور "ماما بكت كثير وتهاوشت مع خالتي دنو ودنو ضربتها"
عقد حاجبه بأستغراب ! أكثر وحده متحمسه لخروج داريـن "ملك" وش صار وتهاوشو ؟
قاطعهم دخول ملك وبخطوات هاديه وبوجها ابتسامة شُوق .
ابتسم قبل يلف لها و ريحة عطرها سابقتها! داري بتضيع علومه و رغم عنه لف ووقف وهو يتفحصها ويناظر لبسها اللي عباره عن هودي وسروال رياضي ساده بلون الأسود ورافعه شعرها الاشقر بطرقه شينيون وبشرتها شاحبه وارهاقها محليها اكثر بعينه !
ملك وقفت قدامه: متى جيت ؟
سحبها من غير مقدمات وحضنها بقوه.
وسعت عيونها بصدمه وانربط لسانها ! قلبها يهبط من حاوطها بكل اياديه واختفت بحضنه .
ناصر بصوت خافت: ولهت عليك .
احمر وجها غصب من شافت بناتها كاتمين ضحكتهم وابعدت عنه بالقوه .
ابتسم بروقان من شاف حياها هل يُعقل لها معه ٥ سنين وللأن تستحي ! وجهه نظره لـ بطنها وعكر مزاجه من لبسها الوسيع ولا يقدر يشوف البروز.
سحبها وقعدها بجمبه وقريب منه : ماشبعتي من اهلك ؟
زحت وخلت بينهم مسافه : لا ماشبعت! افطرت ؟
نـاصر بابتسامه : ايه ، يلا قومي بنروح بيتنا.
زمت شفتها بأنزعاج وبرجاء : نصور تو جيت مامداني اشبع منهم ! خلني اليوم .
نـاصر احتدت ملامحه بأصرار : لا يعني لا !
مدت يدها ليده وبأبتسامه رجا : لا تردني خلني الليله.
شتت نظره بعيد عنها : عندك لين الليل وبجي اخذك .
قلبت عيونها وابعدت يدها عنه : طيب .
قاطعهم رنة جوال نـاصر فتحه ورد بهدوء : هلا ؟
اخته رفيف بأستلطاف : نـاصر حبيبي وينك ؟
نـاصر : عند بناتي ، وشفيك ؟
رفيف انزعجت وبنفسها "يعني عندها !" أودفت: طيب تعال صحباتي طالعين وابي اروح لهم.
نـاصر زفر وبحده : رفيف ! وبعدين معك تكلمنا بـ هالموضوع مافيه طلعه لوحدك .
رفيف تأففت وبنبره باكيه : كل شي لا ! ولـ ملك تم وحاضر !! فوق ان هالصيف مراح نسافر حابسنا فالبيت ؟ ودك ان البنات يعايروني بـ ان اخوها مبتلش فيها ؟ اصلا متى اهتميت فينا ؟ اربع وعشرين ساعه عند مرتك ولا عطيتنا وجهه ! صحباتي شغالين مدح بأن ابوهم مايقصر ومطلعهم ومونسهم ، وانا ؟ حتى انت تبي فرقاي.
صد عن ملك اللي تراقبه بصمت ولا هي سامعه ومتأكده انها كالعاده تحرضه عليه وتتمسكن وتجرحه بالكلام السم ! وساكتين عنها بحكم انها مراهقه !!
اما نـاصر اللي ذبحه ضميره أكثر وتضايق من معاتبتها ، ما وده يحسون بالنقص خاصاً فـ موضوع "الابوه" يحاول قد الامكان انه يغطي مكانه ! خايف عليهم مايبيهم يعيشون اللي عاشه ، أردف بجمود : جايك .
وقف ولف على ملك اللي وقفت : اللي ودك بكرا بجي اخذكم ، فمان الله .
مسكته قبل يمشي عنها وقربت وهي تشوف الحزن بعينه عكس مظهره الجامد وطبعت قُبله على خده وبصوت ناعم : انتبه لنفسك حبيبي.
طاب خاطره وتاه فـ قبلتها وعذب الكلام ، اتسعت ابتسامته و ودعهم وطلع بهدوء .

قلبي عليه ميال مثل ميلة عقاله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن