Part : 15

1.4K 27 23
                                    

مشت بخطواتها الغاضبه لـ داخل المطبخ وفتحت الدرج العلوي وطلعت "حقيبة الاسعاف" وسكرت الدرج وتركته في الطاوله وهي تتنفس تهدي نفسها وناظرت بتردد كبير لـ الحقيبه توديه له وتداويه و لـه تتركه يموت وتوقف ورا كلامها اللي قالته بـ بلحظة غضب وقهر منه ومن أسلوبه ونظراته الحاده ، يجبرها ترد عليه وتقسى مثل قساوته.
شغلت نفسها بالمذاكره طول اليوم لجل ما تفكر فيه وفي ردة فعله بوقت الحادث وحمايته و كلام الممرضه وكل شي صار .
مسكت الحقيبه ومشت لـ فوق.
مرت دقيقه وهي واقفه قدام الباب ، تردد كبير ! استنكرت حالتها وحيرتها لوهله! الولد بيموت داخل وهي تعاند لعناده ! اخذت نفس تهدي نفسها ودخلت شافته متمدد وساند راسه على السرير ورافع نص التيشيرت يتفحص جرحه بألم.
رفع نظره عليها من شافها متقدمه له وقعدت على السرير بجمبه ومعقده حاجبها تناظر جرحه وكأنها تتألم!
تقشعرت وارتجف قلبها وهي تشوف الشاش تغير لونه و امتلى بالدم ، فتحت الشنطه تطلع المعقم وتغير الشاش و تتجاهل نظراته الحارقه ومستغربه ليه ما رفض وتركها ! توه سابها وحالف ما تلمسه !!
امـا سـطام ابعد يده وتركها تداويه بلا أعتراض ، هو يدري انها حاجه ما عاد يربح من خسرها لكنها تجبره بشكل مُزري ! ما عاد قهره في حياته الا ثنتين "هي وقلبه الضعيف" ، عايش في حيرة الـ انا بموت من حنيني لكنيّ درب المقفي ماتبعه ، نوع من انواع الحيره اللي يسبب كتمه.
تنظف جرحه بخفه خايفه يستوجع منها يكفي انها تحس بالذنب و اللوم بأنها ما تستاهل واحد مثل سطام ! تتنرفز من اسلوبه بأخر الايام لكن هذا أقل شي مقابل أفعالها وصدودها له .
اما سـطام اللي يتأمل ملامحها بتلهُف وحنين ، يتفحص كل نقطه لحواجبها المرتبه لين رقبتها الطويله وفكها المحدد .
ناسي ألمه وتايه فـ عيونها الوساع ولونه العسلي مخضر ، عقد حاجبه بتسأول لا امها ولا ابوها عيونهم ملونه ولا حتى تؤامها رائد ! من طالعه عليه رنيم ؟
تركزت عيونه على شفايفها الممتلئه ويحس فيها تتكلم من حركتها بس ما يسمع وش تقول .
اما رنيم اللي انتهت واخيراً و ثبتت الشاش لجل ما يطيح ولا يرجع وينزف ، بتموت من نظراته وتحس قلبها بيطلع ودها تفقع عيونه موترهاا لدرجة انها ترجف بمكانها .
أردفت وهي تشوف نظراته الغريبه : خلصت انتبه مره ثانيه لا تنفعل وتشغلنا .
حطت المعقمات والدوا بمكانها وسكرت الشنطه وهي للأن تنتظر منه رد قاسي ، تعمدت تستفزه ولا رد عليها وبهذلها ! رفعت نظرها لعينه تخفي دهشتها من اردف ببحه: شكراً .
بادلت معه النظرات لثواني وشتت نظرها وأردفت بلا مقدمات : يقول عمي أمير فـ حد أشعاره
" أحذر تقول أسباب حزنك لمغليك
ترى القريب اذا عرف سر دمعك
اليّا تردى يعرف شلون يبكيك "

ماقدر يخفي ابتسامته اللي مالت بخفه ، هو ابتسم وداري انها سبته ومدحته كلها ! قالت عنه غالي و قالت انه ردي ! بشكل مو مباشر ويمكن هو غلطان بتحليله ! لكن عارف قالت هالابيات بخصوص قضيتها وسالفتها المجهوله.
كتمت ابتسامتها من شافت ابتسامته وصدت بتمشي وحست بيده تلمس يدها ولفت مستنكره فعله ولا حست الا في شفايفه على شفايفها يقبلها!
اما سطام رفع نفسه متجاهل ان جروحه بترجع تتفتح وتنزف ومسك راسها بخفه و قبلها بـ لهفَه وحُب.
يتعمق في تقبيلها بلذه ، اما رنيم متجمده فـ مكانها فعلته ذي أكبر من الاستيعاب ! تحاول تبعد لكنه متمسك فيها ! مدت يدها لجرحه وضغطت عليه بقوه .
ابعد بسرعه ومسك جرحه بألم فضيع وطاح راسه وهو يتأوه ، توها تداويه و الحين زادت البلا !!
دمعت عيونها من فياض المشاعر اللي اختلطت فيها وابعدت عنه بسرعه وطلعت من الغرفه.
مشت بخطوات سريعه نازله ولا هي داريه وين تروح المهم تبعد كل البُعد عنه ! وصلتها رجولها لـ ورا البيت وقعدت على الكرسي وتنفسها بدأ ينقطع.
حطت يدها على قلبها وطاحت دموعها بضعف ! وين يهرب الشخص ان كان كل ما يهرب منه في داخله ؟ مرت دقايق طويله تبكي بصمت ، ترغب فالبكي وتبكيه مشاعرها حاست في داخلها واختلطت .
رفعت راسها للسما من حست بقطرات المطر الخفيفه وابتسمت وكفكفت دموعها وهي ترفع يدها وتدعي لـ الرب المجيب ، انتهت وبدا المطر يزداد ودخلت بسرعه لداخل.
صعدت لفوق وهي تشوف باب غرفتهم تجاهلته ومشت لـ غرفة شوق بتردد.
مستحيل ترجع وتدخل بعد اللي صار ، دقت الباب بتوتر وسمعت سماح الدخول ودخلت وهي تشوفها واقفه عند الشباك متكتفه وانظارها على المطر.
لفت لها شوق وابتسمت تخفي اندهاشها ونزلت يدها: هلا رنيم.
رنيم ضغطت على كفها بتوتر: تسمحين لي ؟
شوق مشت وسكرت الباب: اكيد تعالي.
ماخفى عنها ملامحها الباكيه وبعض من خصل شعرها وملابسها مُبلله والواضح انها كانت برا من رجفها الخفيف ، اتسعت ابتسامتها ومسكتها: يالبييه ست الحسن بتسهر معي الليله.
بادلتها الابتسامه وبالقوه طلعت منها ومشت قعدت: شخبارك ؟
شوق ميلت شفتها: بخير الحمدالله .
مشت شغلت الـ TV بحماس : تو نازل فيلم رعب ولا ابي اشوفه لحالي.
تتأمل رنيم حماسها وعفويتها بعجب! جايه بنص الليالي بوجها الأحمر اللي واضح عليه البكي وواضح وضوح الشمس انه صاير بينها وبين سطام شي ولا سألت ! ولا شدها الفضول ؟ ، عجبها عدم تدخلها وارتاحت.
مشت شوق وقعدت بجمبها و مدت لها من الكمبل وانظارها على الفيلم اللي بدأ بهدوء وياخذها فكرها لبعيد بعض الأحيان ولا انتبهت لـ رنيم اللي غفت.

قلبي عليه ميال مثل ميلة عقاله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن