Part : 27

1.2K 23 17
                                    

بعيد وقريب في نفس الوقت .. ولكنه وجود نهائي !
الحياة مازالت مجرد عبور ! والعبارون في الخاتمه يحتاجون المقابر ،، هناك في الرياض تحديداً فـ أحدى المناطق العريقة! في "المقبره" كانت واقفه عند السور الخارجي وبجانبها عبدالله !
لا تستطيع كادي الدخول ولا عبدالله ، فهو ليس بعاقل .. ان دخل ضاع وتاه وأنجن حتى! المكان مُوحش بالنسبه للأحياه! هذا المكان يُقظ الغفله عن حقيقة الحياه ويصدح بحقيقة عبورنا هنا وكم علينا ان نحسن في العبور ليحسن بنا الوصول ! يعني لزوم الاستعداد بمعنى "الحياة تحت ظلال الموت"
قال أبو الدرداء : كفى بالموت واعظًا وكفى بالدهر مفرقا اليوم في الدور وغدًا في القبور

هذا ليس المره الأولى لهم بالزياره ، واقفين يناظرون قبر أختهم "نجلاء" من بعييد ! القلب تورّم بالشوق والوله! تتمتم كادي وتروي كل ماحفظت من آيات القران الكريم! وتكثر عليها بالدعاء رغم اتساع المسافه.
لف عبدالله بتزفيره لـ كادي الدامعه: وين تشوفين انتِ ؟ كثار وكلهم نفس الشي ! كيف اعرف وين نجوله ؟ خلينا ندخل.
كادي تنحنحت تبعد بحتها: ممنوع ياحبيبي ندخل "مدت اصبعها تأشر" شوف ثالث سطر على اليمين الطابوق اللي عليه الشال الأحمر ، شفته ؟
عبدالله بتركيز: ايوه ؟
كادي: هذي نجوله ، واللي بجمبها عمي عبدالعزيز.
عبدالله ابتسم بفرحه: أبوي ؟
كادي هزت راسها بالايجاب: اي.
عبدالله سرح لثانيه ببسمه: ياحظهم نايمين بجمب بعض ، ان شاءالله قريب انام بجمبهم! قولي لهم يخلون لي مكان.
كادي تمسكت بيده وطاحت دموع خوف: سمله عليك ! بتروح وتخليني لحالي ؟ مابقى لي الا انت!
عبدالله يناظر قبر أخته وأبوه بسرحاان لثواني طويله! مال ثغره: لا متي انتِ ابوك بياخذك للكويت ، مايمدي يخليك بجنبنا! ابوك اناني ماأحبه.
صدت تمسح دموعها اللي ماوقفت! غطت وجها و هالزياره توجع قلبها وترهق كل مافيها!
لف عبدالله على كادي وحضنها: بكايه انتِ ؟ ليه تبكين ؟
كادي تمسكت فيه تشاهق وبرجاء: خلينا نمشي من هنا ، امش نروح البيت تكفى.
ابعد ولف نظره للقبور: لا بجلس عندهم ، انتِ تبين تروحين روحي.
كادي ضربت رجلها بالارض غضب! كانت عارفه بيصير هالشي وبيعاند وبيطول بالجلسه ومحد ماكلها غير كادي! تموت من الخووف ، هالمكان يهلعها! كل مافيها يرجف ، خصوصاً لا ظلم الليل وراح نور النهار ! تقعد تبكي وتترجأ فيه لين ينتهي فيها المطاف بالمستشفى ، مغمى عليها أثر انهيار عصبي وهبوط بالدم والسبب -الخوف-.
" بـعـد سـاعـه بالضبط "
نزل عبدالله نظره على كادي الجالسه وجامعه ارجولها لصدرها سرحاانه لفراغ ودموعها بخدها!
رق قلبه ونزل لها بحنيه محاولة اسكاتها عن البكاء: تدرين انك حلوه ؟ وان احبك كثير ؟
شتت نظرها بعيد عنه بتجاهل وزعـل منه! مسحت دموعها بكم يدها: ان كانك تحبني امش نرجع للبيت.
وقف ورجع قريب للسور يناظر مكان قبر نجلاء وبضيق: لا بجلس هنا.
وقفت بمحاوله التأثر والاقناع: اسمع اذا رحنا بخليك تاكل كوكيز لين تقول آمين ، وبنسوي كل اللي تبي وبنلعب ونسهر .. !
هز راسه بالنفي بأنزعاج: خلاص يامزعجه مابي.
تأففت بصوت عالي وتكتفت بضجر والغصه بحلقها.
ثواني معدوده ولف عليها وبشك: اذا رحنا بتاخذيني معك لـ الكوفي ؟ واسوي اللي ابي ؟
كادي بلعت ريقها: عبود انا اشتغل هناك! ماهو مكاني.
رفع حاجبه: لا تكذبين يا كذابه!
كادي هزت راسها بالايجاب وبلا اهتمام! كل اهتماماتها تمشي من هنا ومعها عبدالله: اللي تبي بس خلينا نرجع.
عبدالله اتسعت ابتسامته بحماس: يعني راح اشوف رياض ؟ وباكل كل الكوكيز اللي هناك ؟
كادي مسكت يده من بدأ يقتنع: اي خلينا نمشي الله يخليك.
عبدالله ابعد يده: اصبري طيب بودع نجوله وابوي!

قلبي عليه ميال مثل ميلة عقاله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن