مر أسبوعان على الجميع، منهم من كان يعيش سعيدا مثل حنين وسليم، فقد اغرقها سليم بحنيته وحبه ورأت فيه نعم الأب لابنتها ليلى وهى أيضا اكتشفت حبها الشديد له، وعادا عصفوران الحب بعد قضاء أسبوعان فى إحدى المدن الساحلية وقد صممت نجوى ان يبقيا معهما بعد عودتهما من السفر فهى تريد أن تستمتع بوجود أولادها حولها ، وقد وافق طارق على ذلك لأنه يعلم رغبة محبوبته فى ذلك، اما سهير كانت تتجنب اختلاق المشاكل فى هذه الفترة حتى تتضمن تواجدها بالمنزل وتحاول التخلص من مشكلتها مع كريم فهو يطلب المزيد من المال والا سيقوم بفضح أمرهما هى وابنتها
كان الجميع على السفرة يتناولون العشاء وسليم وحنين يتبادلون نظرات الحب تحت انظار نجوى السعيدة من أجل سعادة ابنها وانظار سهير الحاقدة عليه فهو ينظر لها مثلما كان ينظر محمود لنجوى طالما شعرت بالغيرة من حبهما وشخصية محمود التى كان يشبه بها والده البنا مما جعلت نجوى هى سيدة المنزل اما زوجها فكانت شخصيته ضعيفة ويعتبر تابع لأخيه ويستمع إلى كلامه فكانت تظن أنه بعد زواجها منه وتمثيل الحب عليه انها ستسيطر عليه وتأخذ منه ما تريد ولكن محمود كان يقف لها بالمرصاد وشخصيته القوية جذبتها وكانت دائما تحوم حوله وتحاول اغوائه ولكن لم تجد منه اى قبول أو اهتمام بالعكس بادلها حبها له بالكره وسقطت من نظره وكان سيفضح أمرها لأخيه ولكن تدخلت إرادة الله واسترد أمانته بعدها أصرت على زوجها أن يسافرا بعد أخذ المال من ابيه ووافق وخسر كل أمواله هناك بسبب تبزيرها وطمعها وكان والده يرسل له المال إلى أن اشتد عليه المرض وانتقل إلى رحمة الله وظلت تستدين سهير الأموال من الجميع ف الخارج حتى تراكمت الديون عليها وفرت هاربة إلى مصر بصحبة ابنتها
مر شريط حياتها امام عينيها وهى تسلط انظارها عليهم إلى أن انتبهت للحديث الدائر بينهم
سليم: بكرة الصبح الساعة 8 الاقيك واقف هنا واياك تتأخر
طارق (يرفع يده داعياً): يارب ريحنى منه بقى وخليه ينسانى ، انا اللى غلطان انى وافقت افضل معاه فى بيت واحد
نجوى: خلاص بقى يا سليم خف عليه شوية
سليم: هو أنا عملت فيه حاجة لسة، ما البيه بقالوا اسبوعين ف عسل واخد عروسته وسافر واتفسح
طارق (وهو يغيظه): قول بقى انك متغاظ عشان انا سافرت ومعايا عروستى وانت لا
سليم(بسخرية): خفيف اوى يلا ، طب ايه رأيك اخلص بس اللى ورايا واخد مراتى واسافر شهر واسيب الشغل فوق دماغك كله
طارق(باستفزاز): ساعتها هجيب درافها واسافر انا كمان
سليم: طب ابقى اعملها عشان اعلقك على بابها واخليك متنفعش ببصلة
ضحك الجميع عليهم ، فهما مثل طفلان صغيران سويا
نجوى: وانتوا يا حلوين هتنزلوا الشغل بكرة
سها وحنين: أن شاء الله يا نوجا
نجوى: انا ولولتى بقى هنقضى اليوم مع بعض
حنين: انا كلمت الدادة بتاعتها هتجيلها هنا عشان متتعبيش حضرتك، وبعدين يا نوجا اوعى تهملى الدوا بتاعك
نجوى: تعب ليلى راحة ، متقلقيش عليها
سليم: كدة احسن يا أمى ، وعشان خاطرى خدى الدوا بتاعك عشان متتعبيش تانى
البنا( ببسمة):: اكيد مش هتتعب طالما دكتورتنا الشاطرة معانا ف البيت، ده ان شخصيا بقيت اسمع كلامها فى كل حاجة
ابتسم سليم على حب جده لحنين فهى بالفعل صممت أن تتابع حالته الصحية هو ايضا واقتربت منه فى هذه المدة القصيرة
حنين(ببسمة): ربنا يخليك لينا ويبارك ف عمر حضرتك
استكلموا تناول الطعام وبعدها اتجه كل منهم إلى غرفته،
وقامت سهير بالاتصال بحنان لاطلاعها على المعلومات
سهير: بقولك كلهم نازلين الشغل من بكرة
حنان: طب والباشا الكبير هيكون موجود ولا رايح فى حته
سهير: مقلش أنه هيخرج بكرة ، بس انتى هتعملى ايه
حنان : هتسمعى بكرة لما اجيلك
وأغلقت معها وقامت بالاتصال على عادل الذى تأفف عندما رأى اسمها على الهاتف فهى طوال الاسبوعين الماضيين لم تتصل عليه
عادل(بتزمر): خير يا حنان، انا قولت الحمد لله نستينى
حنان(بسخرية): ينساك الموت يا عينية، خلصت ورق التنازل عن القضية ولا ايه
عادل: اه لسة المحامى جايبه ليا النهاردة
حنان: حلو اوى، جهزهولى وهاجى اخده منك بكرة الصبح
عادل: نعم ياختى ليه بقى أن شاءالله، انا لازم اوديه للبيه جوز اختك عشان يكتب التاريخ ع الشيك
حنان: خلاص يا متخلف ، صورهولى وانا هاخد صورة منه، وياريت تخلص حكايتك معاه الصبح لأن ع اخر اليوم مضمنلكش أنه يبقى لسه عند وعده
عادل(بقلق): ليه انتى هتعملى ايه بالضبط
حنان: ملكش دعوة هعمل بيه ايه، وياريت تبعتلى صورة الشيك قبل ما تصرفه، عشان متضحكش علية
عادل: ماليش دعوة ازاى ، ما انتى اكيد هتدخلينى ف المصيبة اللى هتعمليها
حنان: هااا، لا انا هعمل نمرة بعيد عنك، هقابلك بكرة عشان اخد الورق. سلام
عادل( لنفسه): شكلك هتلبسينى مصيبة يا حنان الزفت بس على ايه انا أضمن نفسى واولعى انتى بقى
فى الصباح اتجه كل من حنان وسها الى المستشفى وطارق وسليم إلى عملهم وهم يتشاكسون كالعاده قاطعهم رنين هاتف سليم.
سليم: ايه الاخبار جبت الورق ولا ايه
عادل: تمام يا باشا، الورق معايا ، وياريت نخلص الموضوع دلوقتى
سليم(باستغراب): معنديش مشكلة ، انا اصلا عايز اخلص، بس انت مستعجل ليه كدة
عادل (بتوتر): لا ابدا، عشان اصرف الشيك وكنت مسافر شوية اليومين الجايين
سليم: شكل الحكاية فيها حاجة جديد وانت اكيد هتقولى، ومفيش مانع ازودلك المبلغ حبة من عندى، هبعتلك العنوان واستناك
عادل(بطمع): انا تحت أمرك يا باشا
وبعد مرور بعض الوقت كان عادل وصل وحكى له كل ما حدث مع حنان وأنه لا يعلم لماذا تريد هذا الورق وماذا ستفعل به وليثبت عادل حسن نيته أعطاه التسجيل الذى قام بتسجيله لحنان ، واعطى الشيك لعادل بعد أن قام بتأريخه ليستطيع الاخر صرفه
جلس يفكر ماذا ستفعل حنان بهذا الورق وما اللعبة الجديدة التى ستقوم بها وبعدها قرر مخاطبة حنين
سليم( بحب): دكتورتى العنادية عاملة ايه ف الشغل
حنين(بغضب زائف): مش هتبطل تقولى كدة ، وبعدين أنا بطلت العند على ايديك خالص خالص.
سليم: طالما فيها خالص خالص ، يبقى حبيبتى تؤمر، انا عندى ليكى مفاجأة حلوة اوى. اوى زيك كدة
حنين: مفاجأة ايه بقى ياترى
سليم: خلاص يا ستى بابا ليلى أتنازل عن قضية الحضانة وكمان خليت المحامى يمضيه على عقد نضمن بيه أن عمره ما هيطلب ليلى تانى ابدا
حنين(بفرحة): بجد يا سليم، يعنى ليلى عمرها ما هتبعد عن حضنى ابدا أبدا
سليم: ابدا يا حبيبتي
حنين: ربنا يخليك ليا يارب ، انا بحبك اوى اوى يا سولى
سليم: وانا بعشقك يا قلب سولى ، بقولك صحيح هى اختك متصلتش عليكى اليومين دول
حنين: لا خالص من ساعة آخر مرة مكلمتنيش، هبقى اتصل عليها
سليم(باندفاع): لا لا، قصدى يعنى يمكن تكون مكسوفة عشان عرسان وكدة ، سبيها لما تتصل هى احسن
حنين: اوك يا حبيبي، متتأخرش يا حبيبى
واغلقا الهاتف واتجه كلا منهم لاستكمال عملهم
اما حنان ذهبت لعادل لتأخذ منه الأوراق وقد انتظرته كثيرا فهو تأخر عليها بشدة وعطلها عن مشوارها، اخذت منه الأوراق وحمد الله انها نست أن تسأله عن ما فعل ما سليم بسبب استعجالها
طرقت باب المنزل وفتحت لها عزيزة وادخلتها لكى تنتظر حتى عودة حنين
سهير(وهى مندفعة لحنان): اتأخرتى ليه كل ده دول قربوا يرجعوا
حنان: الزفت اتاخر عليا ، اخلصى جده فين
سهير(مشيرة برأسها): اهو قاعد هناك ، تعالى ورايا
سهير(بتمثيل): اتفضلى اتفضلى ، حنين زمانها راجعة، دى حنان اخت حنين يا عمى
البنا(بضيق): اتفضلى يا بنتى، اهلا وسهلا
حنان: اهلا بحضرتك، انا كنت جاية اطمن على حنان وأسلم لها اوراق تخص ليلى
البنا: اوراق القضية ولا ايه
حنان (بتمثيل الحزن وهى تعطيه الاوراق): هو حضرتك عارف، انا مش فاهمة هى هتفضل كدة لحد امتى،
البنا( وهو ينظر للأوراق): ده تنازل عن القضية، طب ما كدة كويس
حنان ( بدموع كاذبة): كويس ازاى حضرتك، طب قضية حضانة وكنا هنقدر عليها، لكن قضية نسب دى هنعمل فيها ايه
البنا (بصدمة وهو ينظر خلفها): قضية نسب
حنان( وقد أتقنت دورها والدموع تنهمر من عيونها): ايوة عادل كان رافع القضية عشان يجبرها تعترف البنت بنته ولا لأ وف الاخر زهق واتنازل وعايز يرفع قضية نسب
البنا(باستفهام): يعنى البنت مش بنته
حنان: طول عمرها حنين ليها علاقات كتير، خليته يشك فيها عشان كدة طلقها وبعدين من الكلام اللى سمعه أن سمعتها زفت بقى يشك إن البنت مش بنته
حنين( بصدمة): ايه الكلام ده يا حنان
حنان: .......
![](https://img.wattpad.com/cover/299961460-288-k470807.jpg)
أنت تقرأ
تائهة بين الماضى والمستقبل
Romanceرومانسى اجتماعى عاطفى هى تائهة بين الماضى والمستقبل تحاول حل مشاكل الماضى وتتمنى الحياة الهادئة