الفصل الثامن عشر

504 31 8
                                    

وصلا الجميع إلى المزرعة وطوال الطريق الجميع منتظر الحل الذى وجده سليم للتخلص من مشكلتها مع طليقها فهو رفض البوح به وتم تأجيل الكلام حتى الوصول للمزرعة، دلفوا إلى الداخل بعد أن تركوا ليلى مع إحدى العاملات
حنين ( بلهفة): هاااه يا سليم حل ايه اللى بتقول عليه
سليم( بهدوء): هقولك بس الاول عايز أسألك ع شوية حاجات كدة، انتى فى مشاكل بين طليقك
حنين: كل اللى بينى وبينه بيتعلق بليلى وبس
سليم: يعنى انتى حرماه من بنته، مش بتخليه يزورها ويلعب معاها ، ليلى وباباها علاقتهم ايه بالضبط
حنين: بالعكس هو اصلا عمره ما طلب يشوفها حتى أنا دايما كنت بكلمه عشان يزورها وكنت بقوله إن البنت لازم تبقى عرفاك بس هو كان بيعتذر دايما وبيتهرب من اى مسئوليه ناحيتها
سليم: مطلبش يرجعلك طول المدة دى
طارق(مقاطعا): ايه يا سليم انت قلبت ع وكيل نيابة اوى كدة ليه
سليم ( بعد أن القى لطارق نظرة حارقة جعلته يبتلع باقى كلماته): كملى يا حنين
حنين (بتوتر): بصراحة كان بيتحايل عليا كتير بس انا كنت برفض، هو اصلا اتجوز بعد طلاقنا ع طول ومكنش عايز ليلى اصلا يبقى ازاى دلوقتى عايز ياخدها منى
سليم: طليقك اكيد هو اللى ورا موضوع مشكلتك ف القسم
حنين (بصدمة): معقول ، طب هو ليه يعمل كدة
سليم: مش عشان ليلى المقصود من قضية الحضانة أنه يقدر يضغط عليكى ببنتك
طارق: وانت عرفت الكلام ده منين
سليم( بثقةوغرور): عشان بشغل دماغى مش زيك حمار
طارق( ببسمة): الله يكرمك والله دايما رافع معنوياتى كدة للسما
سها(مستفسرة): بس يا سليم البنت كدة كدة سنها يخليها ف حضانة حنين، ده غير أنه متجوز وهى لا
حنين (بتذكر): هو زمان مكنش عايزنى اتجوز عشان البنت ، مش يمكن مالوش دعوة بحكاية القسم دى ولما سمع الكلام اللى اتقال انى هتجوز فعايز البنت عشان يمنعنى من الجواز
سليم(بضحكة سخرية): ساذجة انتى اوى يا دكتورة
حنين (بغضب): تقصد ايه
سليم: يعنى زى ما قالت سها البنت كدة كدة ف حضانتك، فكان لازم يلاقى حاجة يقدر بيه يرفع الدعوة ضدك، عشان كدة التمثيلية اللى اتعملت كدة
حنين: انا مش فاهمة حاجة
سليم: افهمك انا ، المحامى قاللى أن الناس اللى اتنازلوا عن المحضر صمموا ياخدوا نسخة من كل الورق وطبعا عشان يوصلوه للبيه
طارق: وهو هيستفيد ايه يا بو العريف
سليم: افهمك يا غبى ، لما يثبت أن طليقته اتعمل فيها محضر عشان عايزة تخطف جوز واحدة يبقى سمعتها وحشة، ده غير أنها بلطجية كمان عشان كدة الست كانت مصممة تعمل تقرير طبى، ويقول انها لا تؤتمن على رعاية البنت
حنين: انت صح، حنان كانت قالتلى ف مكالمتها ع حكاية لا تؤتمن دى بس مكنتش فاهمة قصدها ساعتها
نجوى: يا ساتر معقول فى كدة، حد يفترى ويشوه سمعة ام بنته بالشكل ده
حنين: انا مكنتش متخيلة أنه بالحقارة دى
سليم: هو بيصرف ع البنت
حنين: لا عمره ما دفع مليم للبنت، وكنا متفقين انى اتولى كل ما يخص البنت وعمره ما هيفكر ياخدها منى
سها: فاكرة يا حنين لما جيتى تدفعى مصاريف المدرسة وهو صمم يدفعها هو
حنين: ايوة يا سها صح، وانا لما سألت ف المدرسة قالولى أن محدش اتصل بيه ولا بلغه حاجة
سليم: ده شكله كان بيخطط للموضوع من زمان اوى
حنين (بقلق): طب والحل يا سليم، هو ممكن فعلا ياخد ليلى منى
سليم: انا مستحيل اخليه يعمل كدة ابدا ، متقلقيش انا معاكى
طارق(بغمزة): خلاص يا نونا سولى معاكى متخافيش
سليم(بإحراج): قصدى يعنى كلنا جنبك
حنين: طب حل ايه اللى كنت بتقول عليه
سليم: الجواز يا حنين
حنين(بصدمة): نعاااااام، جواز مين
سليم: جوازك انتى
طارق(بسخرية): انتى متقدملك عريس يا نونا واحنا منعرفش
سليم: اخرس يا زفت
سها: طب وهتجوز مين بقى أن شاء الله
لم يرد سليم وهو يتابع حنين محاولا فهم أثر كلامه عليها والتى بدت متوترة غير مصدقة لما سمعته
حنين: انت بتتكلم جد يا سليم
سليم: ايوة يا حنين، ده اللى هيقدر ينفى اى كلام سئ ممكن يقوله عليكى، ده غير ان
حنين ( مقاطعة بحدة وغضب ودموع ف عينيها): انت عايزنى ادلل على نفسى وأروح اشوف حد أقوله والنبى تعالى اتجوزنى عشان انا سمعتى وحشة وهياخدوا منى بنتى
سليم: ممكن بس تهدى وتفكرى كويس ف كلامى ، العصبية اللى انتى فيها دى مش مخلياكى تشوفى الدنيا صح ، فكرى وانا هكلملك المحامى وبعدين نشوف ، أن شاءالله خير
قاطع كلامهم دخول ليلى بركض الى سليم، يلا يا سولى بقى اليوم هيخلص ومش هنلحق نركب الحصان
سليم ( وقف وحمل الصغيرة وطبع قبلة على وجهتها) : يلا يا حبيبتي، مش هتقولى لمامى تيجى معانا
ليلى: هتيجى معانا يا مامى
حنين: روحى يا حبيبتي مع سليم وانا هاجيلك
صمت الجميع فحال حنين لا يسمح بالمزيد من الكلام فى هذا الامر، كل منهم ذهب لاستكمال باقى اليوم ، نجوى اتجهت إلى المطبخ وسليم أخذ ليلى لاسطبل الخيل بعد وعد حنين باللحاق بهم، وعصفورا الحب يجلسان فى حديقة المزرعة
ظلت حنين تفكر فى كلام سليم ، هو عنده كل الحق، زاد كرهها للمسمى طليقها فهو سقط من نظرها لأكثر من مرة، ولكن هذه المرة تخطى كل الحدود
بعد مرور بعض الوقت فاقت على نداء نجوى تطلب منها أن تنادى الجميع لتناول الغداء وبالفعل خرجت وجدت سها وطارق فأبلغتهم، وذهبت لتحضر ابنتها وسليم
وعندما دخلت الاسطبل ارتسمت بسمة على شفاها عندما رأت سليم يركب الحصان وأمامه ليلى ويرقص بالحصان بحركات خفيفة جعلت الصغيرة تضحك بشدة ورنات ضحكاتها تملأ المكان، وجدت نفسها تنظر لهم وخطواتها تشدها إليهم وتتمنى أن يستمر الوضع هكذا وعندما رأها سليم ابتسم لها ابتسامة ساحرة ودون وعى منها شردت ف ملامحه فكم هو وسيم وجذاب لو اختلفت الظروف لتمنت أن يكون فارسها ، ظلت تتبعه بنظراتها وهو ينزل من الحصان حاملا ابنتها ومتوجها لها إلى أن وصل على بعد سنتيمترات صغيرة منها
سليم (وهو ينزل الصغيرة ومقترب من أذن حنين هامسا): مكنتش اعرف انى حلو اوى كدة ، بس برده مش احلى من اجمل عيون شوفتها ف حياتى
دق قلبها بعنف وفاقت من الحالة التى ادخلها بها سليم بجذب صغيرتها ليدها تخبرها أنها جائعة
حنين: يلا يا حبيبتي ، انا اصلا كنت جاية اناديكى عشان الاكل
ليلى فرحت واتجهت تركض للخارج والتفتت حنين لتتبعها فأمسك معصمها سليم لكى تعاود النظر إليه
سليم: اوعى تقلقى من اى حاجة، وانا جنبك
حنين ابتسمت له فقط ولم ترد فمشاعرها تجاهه لا تفهمها ولكنها تحس بإحساس غريب عليها فى وجوده ولكن دائما تقنع نفسها أنه الوقت الخطأ ويجب عليها أن لا تنجذب له اكثر من ذلك
مر اليوم على الجميع على خير و عادوا وأصرت حنين على العودة الى منزلها تحسبا لإرسال اى اعلان متعلق بالقضية
بعد مرور أسبوع واستلام حنين لإعلان قضية الحضانة ، اتفق أن يمر سليم عليهم (سها وحنين وليلى) ف المستشفى لاخذهم والذهاب إلى نجوى فهى اشتاقت لليلى بشدة وايضا لمتابعة حالة نجوى الصحية
دخلوا المنزل بضحك على مشاكسات ليلى وسليم مع حنين فالصغيرة تحبه بشدة وتنصره دائما على امها ، ركضت الصغيرة إلى نجوى اما سليم فغادرت ضحكته وحلت محلها نظرات الغضب ووقف ثلاثتهم ينظرون إلى الجالسين أمامهم
الجد: مش هتسلم عليه يا ولد ولا ايه
سبقته سها واخذت يد جدها تقبلها واحتضنته وسلمت على الجالسة بجانبه ، اما سليم وحنين بقيا بمكانهما
سليم: حمد الله على سلامتك يا جدى
ندى: ومفيش حمد الله على السلامة ليا ولا ايه
لم يرد سليم وأطلق زفيرا وعيناه لا تبشر بخير، نظرت ندى إلى الواقفة بجانبه نظرة متفحصة واردفت
ندى : مش هتعرفنا ولاايه
سليم( بخبث وهو يضع ذراعه على كتف حنين ويضمها إليه) : دكتورة حنين مراتى

يتبع......

تائهة بين الماضى والمستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن