دخلت حنين إلى الشقة وجدتها جالسة ف غرفة الصالون، نظرت لها نظرة متفحصة ترتدى فستان ضيق للغاية يكاد يصل إلى ركبتها وكعب عالى جدا وترفع شعرها القصير للأعلى وتضع كمية هائلة من المكياج
حنين: مين دى يا عادل؟
عادل: دى ناهد بنت خالتى لسة واصلة النهاردة من السفر وجت عشان تباركلنا
ناهد : معلش اصلى مستعجلة اوى فقلت اعدى ابارك مكنتش اعرف انك مش موجودة، ما هو مش معقول عروسة تخرج من بيتها لوحدها كدة
حنين (باستغراب وضيق): الله يبارك فيكى، اهلا وسهلا
ناهد: الف مبروك يا حبيبتي هستأذن انا بقى ، ممكن توصلنى يا عادل
عادل : اه طبعا اتفضلى
واتجهوا سويا للباب
عادل: ارتحتى انتى كدة، كان لازم يعنى تيجى النهاردة
ناهد وهى تلعب بأصابعها ف ازرار قميصه: ايه يابيبى كنت عايزة اسلم عليك وأشوف ست الحسن اللى كانت شغلتك بقالك فترة
عادل: طب ابوس ايدك امشى دلوقتى ونتكلم بعدين
ناهد(بمياعة): ايدى بس😉😉
عادل: باى يا ناهد ، وأغلق الباب وتوجه للداخل ليقابل مصيره
عادل: حمدالله على سلامتك يا روحى، طنط عاملة ايه
حنين: مين دى يا عادل
عادل: رفع يده يلامس وجنتها ، ما انا قولتلك بنت خالتى يا روحى
حنين: انت شايفنى هبلة قدامك، وحتى لو قريبتك زى ما بتقول ازاى تفضلوا لوحدكوا ف الشقة ومجبتش معاها مامتك ولا اختك ليه
عادل: كانت مستعجلة ومتوقعتش انى اكون لوحدى، ماهو مفيش عروسة تسيب عريسها لوحده بعد 4 ايام جواز، وبعدين ده بدل ما تشكرينى انى سمحتلك تنزلى ومكسفتكيش قدامها
حنين: متهيألى انت عارف الظروف من الاول وانت اللى كنت مصمم ع الجواز
عادل: لو كنت اعرف انك نكد كدة مكنتش اصريت ولا حاجة
(لنفسه): اوف كنت هلبس ف حيط، كويس ادينى قلبتها عليها ، ابقى اصالحها بليل بقى عشان الليلة متضعش علية
وخرج من الغرفة وتركها، جلست حنين بصدمة على السرير فهى لا تصدق قصة ابنة خالته ولكن لاتستطيع التفكير ف هذا الموضوع الان ، كل ما يشغل بالها حاليا هو والدتها، وبعد تغيير ملابسها حاولت أن تنال قسطا من الراحة
بعد فترة استيقظت على قبلات صغيرة تطبع على وجهها ، فتحت عيناها وجدت عادل أمامها
عادل: متزعليش منى يا روحى، مكانش قصدي ازعلك ، بس انا لاقيتها فوق دماغى قبل ما تيجى ع طول ، كنت هطردها يعنى
حنين: ماشى يا عادل ، انا بس كنت بتكلم ف الأصول
عادل: وانا اللى كنت فاكرك غيرانة علية وابتديتى تحبينى
حنين(متهربة من الرد عليه): ياريت حاجة زى كدة متتكررش تانى
عادل: طب قومى بقى نقعد مع بعض شوية
حنين: حاضر ، تحب تاكل او تشرب حاجة
عادل: اكل طبعا يا جميل، بس تعالى اقولك ع حاجة الاول😉😉
ف صباح اليوم الجديد تركته حنين وذهبت للمستشفى بمفردها فلن تدعوه أن يأتي معها وبعد أن وصلت ألقت نظرة ع والدتها ف الرعاية واتجهت لمكتب دكتور محسن
حنين : صباح الخير يا دكتور
محسن: اهلا يا بنتي تعالي انا كنت عايزك
حنين: خير يا دكتور طمني في جديد
محسن: الحمد لله قدرنا تقريبا نشيل كل الورم اللي في المخ بس للاسف بعد ما والدتك فاقت النهارده الصبح اكتشفنا ان الحركه اتاثرت شوية
حنين: انت قصد حضرتك ان ماما مش هتقدر تمشي ثاني
محسن: انت مؤمنه بالله يا بنتي واحنا كنا متوقعين أن النتيجة هتكون اسوا من كده
حنين: طب ودلوقتي خطة العلاج هتمشى ازاى
محسن: هتفضل في المستشفى حوالي شهر كمان هنعمل في كيماوي واشعاع وعلاج طبيعي وبعد كده نبقى نعمل تقييم وتقدر تروح البيت ونتابع وربنا معانا
حنين: أن شاءالله خير يا دكتور، عن إذن حضرتك
آمالها ف شفاء والدتها ضاعت وتحطمت هى من داخلها ، تشعر برغبة كبيرة ف الصراخ ولكن لا تسمع نفسها تصرخ، دموعها تنهمر من عيونها حتى أحست أنها نهر يتدفق ولا نهاية له ، تشعر بوجع يزلزل كيانها ولا يساندها احد ،
حنين (باستغاثة): يارب يارب 🤲🤲🤲🤲
مر الشهر سريعا وهى تظل بالمستشفى طول النهار وتذهب إلى بيتها ف الليل ،تخضع والدتها للعديد من العلاجات والجلسات وأصبحت هزيلة للغاية وتظهر بسمتها فقط لحنين حتى تهون عليها ولو قليلا مما تقاسيه بسببها كما تعتقد، اما عن اختها دائما تتقن سرد الحجج مرة أولادها و أخرى انها توفر هذا الوقت لتكون مع والدتها بعد خروجها من المستشفى، اما زوجها دائما يشتكى وبدأت تظهر عليه اشياء كثيرة مثل تحدثه الكثير ف التليفون مع نساء و كدبه وطلب المال منها غير مراعيا ظروف والدتها وحاجتها الشديدة لهذه الأموال
كتب الدكتور المعالج لوالدتها على الخروج مع المتابعة المستمرة لحالتها ومرافقة أحد الممرضين لها باستمرار
ف المنزل بعد أن عاونت الممرض واجلست والدتها بالسرير
حنين (بابتسامة): حمدالله على سلامتك يا حبيبتي ❤️❤️ نورتى بيتك وحياتى والدنيا كلها
الام (بوهن): تسلمى يا حبيبتي، يالا قومى روحى لجوزك ، كفاية كل ده معايا
حنين: جوز مين سيبك منه، من هنا ورايح هتلاقينى معاكى ع طول، ومش هسيبك لحد ما ترجعى زى الاول واحسن
الام: بس يا بنتى
حنين(وهى تحارب الدوار الذى أصابها): من غير بس يا أمى، متشليش هم حاجة، انا هرتبها والممرضات هتكون معاكى 24 ساعة ، يلا ارتاحى شوية
الام: ربنا يريح قلبك يا رب
تركتها وذهبت للخارج تحارب الدوخة التى أصابتها وجلست على الأريكة بالخارج تفكر فى القادم وترتب أمورها ولكنها شردت فجأة وقامت سريعا متجهة للخارج
بعد فترة وهى جالسة بالانتظار ذهبت اليها العاملة بالمعمل لكى تعطيها النتيجة
الف مبروك يا مدام حضرتك حامل
حامل ظل صدى الكلمة يتردد في اذانها وهى متمسكة بالنتيجة بيديها، نعم ستصبح أم ، ابتسمت ودموعها تتساقط ، هدية من الله تساندها ف هذه المحنة ، ضوء بسيط يلمع ف وسط عتمة حياتها ، شمعة تضئ بنورها عالمها المظلم
سعيدة نعم للغاية وتحمد الله كثيرا ، ستذهب لبيتها وتخبر زوجها ليشاركها فرحتها ولعلها تكون البداية الصحيحة لهما، اتجهت سريعا للبيت واتصلت به لكى يذهب هو كمان الى المنزل
ف المنزل فتحت الباب سريعا امسكته من يده وذهبت إلى غرفتهم واجلسته
عادل (هب واقفا): فى ايه يا حنين جيبانى على ملى وشى ليه لو هتكلمى ف الكلام بتاعك زى كل مرة يبقى سبينى انزل احسن
حنين: اقعد بس يا عادل وتعالى نتكلم شوية سوا بهدوء
عادل: (وهو يفك ازرار قميصه ويميل عليها): انا عندى حاجة نستغل بيها الوقت احسن من الكلام ده
حنين: لو سمحت يا عادل عايزة اتكلم معاك
عادل: انا عارف أنه يوم مالوش ملامح ، اتفضلى قولى
حنين:(أمسكت يده وتكلمت بهدوء) احنا ظروف جوازنا من أولها كانت متلخبطةشوية ويمكن اكون ظلمتك لما وافقت نجوز ف الوقت ده واحنا لسة منعرفش بعض كويس ، ايه رأيك ندى لنفسنا فرصة ونحاول نبدأ من الاول
عادل(بسخرية): احنا بقالنا حوالى شهرين متجوزين لو مش واخدة بالك يا ست الدكتورة ، مش متأخر الكلام ده
حنين: طب ومالوا نحاول نقرب أفكارنا من بعض ونتفق
عادل: ماشى بس انا عندى شوية طلبات كدة عشان نبقى واضحين
حنين: وانا سمعاك قول
عادل : اولا تسيبينى براحتى انا انسان مش بحب النكد وشيل الهم يعنى لا تعالى معايا وماما والمستشفيات وجو العيا ده مبحبوش، ثانيا : فلوسك لبيتك ووقت مااعوز اخد منها زى ما انا عايز ولو مش عايزة تقعدى ف البيت تخدمينى وتبقى ليا، ثالثا متدخليش ف اى حاجة تخصنى لا برجع امتى ولا كنت مع مين ولا الجو ده
حنين (بصدمة): انت بتقول ايه، انا ازاى مكنتش شايفاك كدة
عادل: هو ده اللى عندى وياريت شوية كدة وتخليكى زى اختك وامك يتولاها ربنا بقى
حنين (بصدمة وهى تحاول أن تتمسك باخر امل): انا حامل يا عادل
عادل: 😳😳 حامل، اه قولى بقى عشان كدة عايزة تشكلينى ع مزاجك ، لا انا بقى مش عايز الحمل ده
حنين: يعنى ايه
عادل: يعنى تنزليه
حنين : لا مستحيل اعمل كدة
تركها وخرج وغلق الباب خلفه بعنف ، تأكدت الان من شعورها هو لا يحبها ولا تعلم لماذا تزوجها ولكن الأكيد أن حياتهم بدأت تنسج الخيوط لنهايتها
يتبع.......
![](https://img.wattpad.com/cover/299961460-288-k470807.jpg)
أنت تقرأ
تائهة بين الماضى والمستقبل
Romanceرومانسى اجتماعى عاطفى هى تائهة بين الماضى والمستقبل تحاول حل مشاكل الماضى وتتمنى الحياة الهادئة