استمرت الصدمة على وجه الجميع عدا سليم الذي أسعده بشدة نظرة الغضب والتوتر التى رأها فى عين ندى والتى يعلم أن سببها فشل جميع خططها المستقبلية ولكن سر سعادته الحقيقى إعلامهم بأنها له وتخصه وحده
الجد: وانت اتجوزت امتى أن شاءالله
سليم ( بابتسامة وهو يمسك بيد حنين ويقتربا من الجد): لسة متمناش الجواز يا جدى ، كنا ف انتظار رجوع حضرتك بالسلامة
الجد: يعنى لسة مش مراتك ولا حاجة
سليم : مدام حضرتك رجعت يبقى خير البر عاجله وكتب الكتاب بكرة
الجد (بنظرة ذات مغزى): ده انت مستعجل اوى بقى
سليم: جدا يا جدى
الجد: يعنى مسمعناش صوت العروسة ، ولا حتى رحبت بينا ولا حاجة
سليم وهو ينظر لحنين التى مازالت تعلو الصدمة ملامح وجهها ولا ترد وحينما أطال النظر لها ومشيرا لجده بعينيه
حنين(بصوت خافت): اهلا وسهلا، حمد الله على سلامة حضرتك
الجد: الله يسلمك يا بنتى ، وربنا يتمم لكم ع خير
ندى (باندفاع وحدة): ايه ده يا جدو حضرتك موافق على الكلام الفارغ ده
سليم ( بكل برود): عقبالك يا مدام
جاءت لتتحدث مرة أخرى ولكن سبقها كلام الجد طالبا من سليم أن يتحدثوا سويا ف المكتب، اما سها اخذت يد حنين واتجهوا للأعلى واتجهت ليلى مع نجوى للمطبخ، ذهب الجميع تاركين خلفهم من يحترق بناره وحيدا ، واتصلت بوالدتها لكى تخبرها بما حدث
ندى: ايوة يا ماما الحقينى
سهير (بقلق): ايه اللى حصل ، سليم رفض يرجعك
ندى: سليم هيتجوز
سهير: يتجوز مين، هو لحق ما انا كنت عندهم الأسبوع اللى فات ومكنش فى حاجة
ندى : مش عارفة واحدة كدة بيقول عليها دكتورة واسمها حنين
سهير: دى صاحبة سها
ندى: معرفش انا ملحقتش اعرف حاجة خالص، اعمل ايه دلوقتى أجى ولا ايه
سهير: لا طبعا خليكى عندك لحد ما تعرفيلى كل حاجة عن اللى اسمها حنين دى
ندى: واقعد هنا ازاى اكيد جدو هيقولى اروح عندك طالما الموضوع كدة
سهير: قوليله انى مش ف القاهرة وهرجع بعد كام يوم ومش هينفع تفضلى لوحدك وهو هيخليكى تقعدى هناك
ندى: ماشى يا ماما، سلام
فى الاعلى عند حنين وسها التى منذ صعودها وهى تكلم نفسها
سها: اقعدى بس يا حنين واكيد سليم هيفهمك كل حاجة
حنين: حاجة ايه يا سها، انتى فاهمة اللى اخوكى عمله ده عمله ليه
سها: بصراحة لا، بس هو اكيد هيكلمك
حنين: يكلمنى يقولى ايه بقى أن شاءالله سورى انى قولتلك انك مراتى، ولا انى صعبت عليه وهيتجوزنى عشان يحل مشكلتي
سها: مش يمكن بيحبك
حنين(بتوهان): تفتكرى، لا لا لا مش عارفة وبعدين اللى تحت شوفتى كانت بتبصلى ازاى
سها( بحزن): دى تبقى ندى بنت عمى وطليقة سليم اللى كنت بحكيلك عليها
حنين (بصوت حزين وهى تجلس): طب مش يمكن قال كدة عشان يغيظها
سها(بتأكيد): لا طبعا ، هيغيظها ليه وهو اصلا مش طايقها
حنين: هو انتى تعرفى هما انفصلوا ليه
سها: معرفش ، مش انا كنت بحكيلك كل حاجة وعن مشاكله معاها، بصى بقى احنا نهدى خالص لحد ما يخلص كلام مع جدو وبعدين تتكلمى معاه
ف الاسفل فى المكتب
الجد: يعنى وانا بكلمك ف التليفون مقولتليش عن حكاية جوازك
سليم(بتوتر): ابدا محبتش نتجادل وقتها فقلت استنى لرجوع حضرتك
الجد: فعلا، بتكدب عليا يا ابن محمود
سليم (مقتربا منه): جدى انا بحب حنين، انا سمعت كلام حضرتك المرة اللى فاتت وشفت بنفسك كانت حياتى عاملة ازاى، من فضلك ادينى فرصة المرة دى وانا متأكد أن سعادتى مع حنين
الجد: طب وهى ظروفها ايه ، واهلها فين
سليم: أهلها متوفيين ، وهى مطلقة وعندها بنت وطيبة ومحترمة جدا والله
الجد: اااه عشان كدة عايز تجوزها عشان.
سليم(مقاطعا) : لا يا جدى مش عشان اللى حضرتك افتكرته انا فعلا بحب حنين وليلى بنتها، ارجوك وافق وبارك جوازى منها
الجد ( بعد أن لاحظ نظرات الحب فى عين حفيده): وانا موافق يا سليم كتب كتابكم هيكون بعد اسبوع من النهاردة، بس برده مرات عمك وبنتها هيكونوا تحت رعايتك
سليم(بغضب): تانى يا جدى ، الحرباية وبنتها
الجد( بحدة): سليم
سليم: ماشى يا جدى هيبقوا تحت رعايتنا بس قسما بالله لو حد منهم أتدخل ف حياتى مش هرحمه
الجد: انا شخصيا مش هسمح بده، مبروك يا سليم
سليم( محتضنا جده): الله يبارك ف عمر حضرتك
واتجهوا للخارج وجدوا سها تجلس وعلى قدمها ليلى وعندما سألوا عن حنين أخبرته أنها مع نجوى فى غرفتها تقوم بفحصها والاطمئنان عليها وبعد مرور بعض الوقت نزلت من الاعلى بمرافقة حنين التى توترت للغاية عند ملاحظتها انتظار الجميع لهم
الجد: هاااه يا نجوى يا بنتى ، صحتك عاملة ايه دلوقتى
نجوى: الحمد لله بخير مكنش ناقصنا غير رجوع حضرتك لينا بألف سلامة
الجد(مبتسما وينظر لحنين): على كدة عروسة سليم دكتورة شاطرة
نجوى (بحب): جدا يا بابا ، حنين شاطرة وبنت حلال اوى
الجد: طالما فيها بابا بقى، يبقى انا كمان هكون تحت إشرافها
حنين (ببسمة): انا تحت امر حضرتك، ده يشرفنا
الجد: الف مبروك يا بنتى
حنين: الله يبارك فى عمر حضرتك
ابتسم الجميع بسعادة ، اما حنين فكان بداخلها العديد من الأسئلة وقد قررت أن تجارى سليم فى كلامه إلى أن يوضح لها الأمور
وبعد مرور بعض الوقت استأذن سليم ليقوم بإيصال حنين وابنتها و فى الطريق كانت ليلى نائمة على المقعد الخلفي بالسيارة وسليم ملتزم الصمت مما أثار غضب حنين فقررت أن تبدأ هى بالكلام
حنين: ممكن بقى توقف العربية وتفهمنى اللى حصل من شوية ده.
سليم(بعد أن أوقف السيارة ونظر لها): عايزة تفهمى ايه يا حنين
حنين: انت مش شايف أن فى حاجة المفروض تفهمانى، انا مراتك ازاى بقى أن شاء الله
سليم (باستفزاز) : انتى زعلانة انك هتبقى مراتى
حنين (بحدة): ممكن افهم انت قولت ليه كدة، وقررت مع نفسك انتا نتجوز كدة وانا ايه هوا بالنسبة لك
سليم(بهدوء): ممكن براحة ونتفاهم سوا
حنين(محاولة أن تكون هادئة): اتفضل انا سامعاك
سليم: بصى يا ستى، احنا الاتنين محتاجين الجواز ده، انتى عشان تحلى مشكلتك مع طليقك وانا عشان احل مشكلتى مع جدى
حنين(بفضول): طب قصتى مع عادل واحنا عارفينها، لكن انت ايه مشكلتك مع جدى
سليم: أنه عايزنى ارجع طليقتى تانى
حنين: وانت مش بتحبها
سليم: انا عمرى ما حبيت ولا هحب ندى
حنين(بفرحة واندفاع): بجد
سليم(بسعادة ): بجد، بس جدى مش هيبطل يتكلم ويحاول يقنعنى بالموضوع ده الا بجوازى وف الفترة دى اكون عرفت ابعدهم عن حياتى وف نفس الوقت أقف جنبك ونحل مشكلة ليلى ايه رأيك
حنين : يعنى جواز قدامهم بس
ظل سليم ينظر لها يفكر هل يغامر ويطلعها على حقيقة شعوره نحوها ام يؤكد لها حتى يضمن موافقتها وبعد ذلك لن يجعلها تفارقه أما حنين تمنت لو يكون يحبها حقا وليس مجرد اتفاق وحتى إن كان فستوافق على هذا الاتفاق
سليم: بالضبط جواز قدامهم ايه رأيك
حنين: وانا موافقة يا سليم
سليم: يبقى هنكتب الكتاب أن شاءالله بعد اسبوع من النهاردة
اومأت له حنين، أكمل الطريق الى منزلها واخذت ابنتها واتجهت للأعلى دون المزيد من الكلام فهى لاتعلم كيف وافقته ولكن وجدت نفسها تقبل بوجوده معه ف حياتها ولو مجرد تمثيل أمام الجميع
وفى الصباح ذهبت حنين الى المستشفى وبارك لها دكتور محسن على خبر زواجها من سليم وأخبرها أنه سيكون وكيلها واتصلت حنين بأختها لتخبرها بأمر زواجها
حنين: ازيك يا حنان عاملة ايه
حنان(بخبث): عاملة ايه يا حبيبتي، معلش مسألتش عليكى بس قولت لازم اتكلم مع عادل واحاول احل مشكلتكم مش معقول هسيبك كدة لوحدك
حنين(بسخرية) : ويا ترى حلتيها معاه بقى
حنان: اه طبعا ووصلت لحل كويس معاه
حنين: وايه هو الحل ده بقى
حنان: بصى بقى اتفقت أنه يتنازل عن قضية الحضانة دى وترجعوا لبعض وتفضلى ف شقتك وهو يبقى يجى يشوف بنته وانك يعنى تديله مبلغ كدة من مرتبك
حنين: وانتى شايفة ده حل كويس
حنان: طبعا حل كويس، بدل الفضايح والمحاكم وبعدين ده بيقول انك كنتى هتخطفى واحد من مراته وضربتى مراته عشان ضبطكم مع بعض
حنين: ده حيوان وسافر ،انا مش هرجعله لو السما انطبقت على الأرض
حنان(بغل): اومال هتعملى ايه
حنين: ما هو ده اللى بكلمك عشانه، انا كتب كتابى كمان اسبوع
حنان (بصدمة): اييه
يتبع........
![](https://img.wattpad.com/cover/299961460-288-k470807.jpg)
أنت تقرأ
تائهة بين الماضى والمستقبل
Romansaرومانسى اجتماعى عاطفى هى تائهة بين الماضى والمستقبل تحاول حل مشاكل الماضى وتتمنى الحياة الهادئة