الفصل السادس

413 26 2
                                    

انتهت من تليفونها بخيبة أمل ودموعها تكاد تسقط من عينيها ، ذهبت تغسل وجهها ورسمت الابتسامة ودخلت لوالدتها
حنين: هاه يا ست الكل كنتى عايزة تقوليلى ايه
الام: قوليلى انتى الأول دكتور محسن كان عايزك ليه
حنين: ابدا كان بيقولى ع نتائج التحاليل وزى الفل
الام: من امتى وانتى بتكدبى يا حبيبتي
حنين: ابدا يا ماما ، هى بس التحاليل ملغبطة شوية وهناخد شوية أدوية كدة وهنأجل العملية، بس يا ستى
الأم: طب وده يزعلك وبعدين أنا راضية بكل اللى كاتبه ربنا لية وأبوكى وحشنى اوى وعايزة اروحله
حنين (بدموع): متقوليش كدة يا ماما، اهون عليكى تسيبينى لوحدى ده انا ماليش غيرك
الام: ربنا يسعدك يا بنتى ، عشان كدة بقى عايزاكى تسمعى كلامى وتطمنينى عليكى قبل ما أواجه رب كريم
حنين (بابتسامة): ربنا يخليكى وبعدين انتى زى الفل وشكلك اصغر مني، قوليلى صحيح كنتى عايزة تقوليلى ايه
الام: بصى انا كنت عايزة اكلمك ف حاجة ، ايه رأيك تعملى فرحك انتى وعادل
حنين(بصدمة): قوليلى يا مامتى ده رأيك انتى ولا رأى الست حنان
الام (بعيون زائغة): هااه ، لا ده رأيى واهى جت من عند ربنا والعملية اتأجلت وبعدين شقة عادل قريبة اوى مننا يعنى هتبقوا معايا ع طول
حنين: يا ماما انا اصلا مكنتش عايزة نعمل اى حاجة الا بعد ما نطمن عليكى وبعدين مش كفاية اللى هو عملوا وخلانا نكتب الكتاب كمان تجوز ، لا مش ممكن ابدا
الام: عشان خاطرى يا حبيبتي وبعدين أنا عارفة أن اللى جى هيبقى صعب عليكى ومش عايزاكى تكونى لوحدك
حنين: طب قومى استريحى شوية عشان لازم نروح المستشفى بكرة وبعدين نبقى نشوف
الام: تصبحى ع خير يا حبيبتي
حنين: وانتى من أهله يا ست الكل
ذهبت والدتها للنوم وهى تحاول النوم ولكن مازال كلام دكتور محسن يشغلها فقد بلغها أن التحاليل سيئة للغاية ووالدتها ستكثف جلسات الكيماوى و تاخد كورسات مكثفة من المضاد الحيوي لثلاثة اشهر للتغلب ع العدوى الشديدة ويلزم مع ذلك دخولها المستشفى ولا يمكن عمل ذلك بالمنزل واجهدها التفكير فاستلسمت للنوم وهى تدعو الله أن يدبر الأمور وييسرها وتمر هذه المحنة بسلام
فى صباح اليوم الجديد
ذهبت هى ووالدتها إلى المستشفى وطوال الطريق تمهد لها وتفهمها ما سيحدث ف الفترة القادمة من الجلسات والعلاج ووالدتها تقبلت الأمر وفوضت أمرها إلى الله وطلبت منها إطلاع اختها حنان وطلب مساندتها ولم يخلو الأمر من التطرق إلى أمر عادل وقد هربت حنين من التحدث ف الموضوع
بعد مرور شهر
بدأت تستجيب والدتها للعلاج بنسبة بسيطة جدا مما أعطاها الامل وطوال هذه المدة لم تفارق المستشفى وتذهب للمنزل الا لفترات صغيرة جدا لتنال قسط من الراحة أو تقوم بتغيير ملابسها واما عن اختها لم تأتى لزيارة والدتها غير مرة واحدة وكان السبب الرئيسي فى هذه الزيارة هى لومها ع أفعالها مع عادل وتحاول أن تقوم بالزن ع والدتها لاتمام الزواج
اثناء وجودها مع والدتها رن هاتفها وكان المتصل عادل فهو دائم الاتصال عليها ولا تخلو مكالماته من التغزل بها وأنه يريد أن تكون ف بيته
حنين: ألو
عادل: صباح الخير يا احلى دكتورة ف حياتى
حنين: صباح الخير
عادل: طنط عاملة ايه النهاردة
حنين: الحمد لله فى تحسن، إن شاءالله خير
عادل: طب ايه رأيك نتقابل النهاردة شوية وبعدين انا مش بشوفك خالص يا روحى
حنين: معلش يا عادل انت عارف الظروف ومفيش وقت خالص
عادل: عشان كدة بقولك يا حبيبتي نتجوز والشقة جاهزة من كل حاجة يعنى مش هتتعبى ف حاجة واهو نكون مع بعض
حنين: هو كل يوم يا عادل نفس الكلام،طب انت شايف الظروف، ازاى يعنى وماما ف المستشفى
عادل (بحدة): انتى بتتحججى بمامتك يا حنين وهى نفسها تتمنى كدة بس انتى اللى مش راضية
حنين (بغضب): انا مش هتجوز طول ما ماما ف المستشفى وبعدين احنا اصلا لسة منعرفش بعض كويس
عادل(بعد أن لاحظ غضبها): يا حبيبتي انا بحبك اوى ونفسى تبقى ف حضنى ومعايا ، ولما نتجوز هنتعود ع بعض
حنين ( بملل): أن شاءالله بعدين يا عادل، سلام بقى دلوقتى
عادل : مع السلامه يا حبيبتي، واغلق الخط
عادل فتح صورة كتب كتابهم ع هاتفه
(لنفسه): امتى بقى اتجوزك وتبقى ف بيتى ، ده مفيش واحدة من اللى عرفتهم عملت معايا كدة بس هانت والصبر طيب يا جميل
مر شهران آخران وقد تحسنت والدتها قليلا وجاهزة لإجراء العملية
فى مكتب الدكتور محسن
حنين: يعنى حضرتك دلوقتى مطمن اننا نقدر نعمل العملية
محسن: زى ما انتى عارفةاحنا لازم نشيل الورم اللى ف المخ لانه ضاغط على مراكز كتير وهيخلى الحالة تسوء بسرعة بس برده ده مش معناه أن الحالة هتتحسن بعد العملية لأن الورم منتشر بصورة كبيرة فى أعضاء تانية
حنين: انا عارفة يا دكتور بس خايفة تأثير العملية يبقى عكسى ونفتح ع نفسنا مشاكل تانية
محسن: العملية لا بد منها واحنا قررنا ده من زمان، بس اهم حاجة نفسية المريض لانها مش نهاية العلاج، قولى يارب
حنين: يارب يارب 🤲🤲🤲
محسن: انا كنت عند والدتك النهاردة الصبح وطبعا الفترة الكبيرة اللى قاعدتها ف المستشفى اثرت كتير ع نفسيتها وبعدين هى اتكلمت معايا وعايزانى اقنعك تعملى فرحك وبتقول تخرج تحضر الفرح وترجع ع طول للعملية
حنين: بصراحة يا دكتور ، انا مش مستريحة للجوازة دى خالص وقبلت بيها من الاول عشان ماما، ازاى بس اكملها وانا مش مقتنعة
محسن: انا هكلمك زى والدك دلوقتى ، بصى يا بنتى انتى دلوقتى مكتوب كتابكم وبعدين الانفصال يعنى معناه طلاق مش مجرد فسخ خطوبة، الولد باين عليه شاريكى وكان عايز يبقى جنبك
حنين: ده كان بيقول كدة بس عشان نكتب الكتاب ، وفين اللى هبقى معاكى اهو من ساعة ماما ما دخلت المستشفى مجاش ولا مرة
محسن: يمكن عشان عارف أنه مش هيعمل حاجة وهى هنا، ووالدتك مش هترضى تعمل العملية وبتقول عايزة تفرح بيكى، هى ام يا بنتى و نفسها تتطمن عليكى
حنين: يعنى رأى حضرتك زيها برده
محسن: فرحيها يا بنتى وانتى كمان افرحى، الاعمار بيد الله
حنين : أن شاءالله، عن إذن حضرتك
ذهبت حنين لغرفة والدتها وهى تفكر بكلام دكتور محسن، فهى تستطيع أن تضغط ع والدتها لكى تقوم بالعملية ولكن قلبها يقول لها ماذا أن فارقت الحياة هل ستكون غاضبة منها
ماذا تفعل؟ تلبى رغبة والدتها وتريحها!!!؟؟ تتزوج من شخص لا تعرفه جيدا ؟؟؟ هى لا تحبه ولكن يقال أنه يحبها!! لا تشعر معه الامان و كلامه عكس ما تراه ف عينيه؟؟؟ ماذا والى أين
أمسكت المقبض لغرفة والدتها وقد أخذت قرارها ولن ترجع فى هذا القرار، رسمت البسمة ع وجهها وفتحت باب الغرفة ،😳😳😳😳

يتبع ......

تائهة بين الماضى والمستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن