تركهم الجميع وحدهم وظلت حنين جالسة تنظر للواقف أمامها ينظر لها نظرات عجزت عن تفسيرها
سليم: انتى ازاى تعملى كدة
حنين(بدموع): انت مصدق الكلام اللى قالوه علية
سليم (بحدة): كلام ايه، شيفانى عبيط قدامك هصدق الهبل والتمثيلية السخيفة اللى اتعملت عليكى دى
حنين( باستغراب): اومال عملت ايه
سليم (بعد أن اقترب منها): ازاى يخوفوكى كدة، ازاى تقفى ضعيفة قدامهم، ازاى أشكال زى دى يرعبوكى
حنين( وهى تنظر أمامها وببكاء) :مقدرتش مقدرتش
ثم نظرت له واكملت بصوت حزين متألم
حنين: مقدرتش يا سليم، وانا لوحدى وسطهم حسيت اد ايه انى ضعيفة وحيدة ، زعقت وحاولت ابعدهم عنى واخوفهم بس عيونهم كلها كانت غل وكره وشماتة ، عيونهم كانت بتنطق وتواجهنى بالحقيقة اللى دايما انا بهرب منها
سليم( بعد أن جلس بجوارها): حقيقة ايه
حنين( بصراخ وبكاء): انى ضعيفة، مقدرش اعملهم حاجة، انى ماليش حد يقف معايا ، لازم أواجه اى مشكلة لوحدى، افتكرت بنتى خوفت اكتر وفكرت هتعمل ايه من غيرى لو حصلى حاجة هتروح فين ومين هيربيها ، ابوها اللى عمره ماحسيت بحبه ليها ودائما خارج حساباته ولا هتروح لاختى اللى لما احتاجتها ملقتهاش
واكملت بعد أن انخفاض حدة صوتها
حنين: طول عمرى بشيل و ومبينش انى ضعيفة لحد ، كل الناس شايفنى قوية اقدر اتحمل واواجه ودائما بضحك، بس محدش بيحس باللى جوايا، عارف يا سليم انا ساعات بقوم من عز نومى مفزوعة ومتهيألى ان فى حد فالبيت واخاف أخرج اشوف فى حد برا ولا لأ ,بس خلاص تعبت تعبت
سليم: (برقة فهو لم يتخيل أنها تعانى لهذا الحد): واحنا روحنا فين يا حنين
حنين: وانتم ذنبكم ايه
سليم (بعتاب زائف): مش احنا اهلك، انتى متعرفيش غلاوتك عندنا ولا ايه، ده احنا بنحبك اوى
حنين: وانتوا والله غاليين عندى خالص خالص
سليم مد يده يمسح دموعها وعلى اثر ذلك اخفضت رأسها لاسفل فأمسك ذقنها ليرفع وجهها ويجعلها تنظر له
سليم (ببسمة): انا مش عايز اشوف دموعك دى ابدا ، انتى متعرفيش قلبى وجعنى ازاى لما شوفت منظرك قدامهم كدة، عايزك دايما تفضلى القوية اللى بتواجه اى حد وبتاثر عليا انا شخصيا، اتفقنا
حنين( وقد عادت البسمة على وجهها): اتفقنا
سليم(بغمزة): بس تعرفى حتى وانتى زعلانة وبتعيطى زى القمر
حنين(بكسوف ومغيرة للموضوع بعد ملاحظتها لارتفاع دقات قلبها): انت مقولتليش هنحل الموضوع ازاى
سليم: متشليش هم المحامى هيحلها، بس انتى متأكدة انك متعرفيش اى حد من الناس دى
حنين: لا، معرفش حد خالص خالص
سليم: طب اطلعى استريحى شوية ، كفاية اللى شوفتيه النهاردة
اومأت له وخرجت أما هو فظل يفكر في دافع هؤلاء الأشخاص بافتعال هذه المشكلة وقاطع تفكيره رنين هاتفه وعندما علم هوية المتصل أخذ نفسا عميقا وهم بالرد
سليم: الو، ازى حضرتك يا جدى
البنا ( بهدوء فهو يحب سليم ويذكره بمحمود ولده): ازيك انت يا بنى ،اخبارك ايه
سليم: الحمد لله ، يارب تكون حضرتك بخير
البنا: بخير، طمنى سهير جاتلك وفهمتك الحكاية
سليم( محاولا أن يكون هادئ): وانت برده صدقت الكلام الاهبل اللى بيقولوه ده، ضحكوا عليك يا جدى
البنا(بحدة): عيب يا ولد انت شايفنى عيل صغير عشان يضحكوا عليه
سليم: لما تصدق كدب الحرباية دى وبنتها، يبقى بيستغفلوك وبتديهم الفرصة يعملوا اكتر من كدة
البنا: لآخر مرة بحذرك يا سليم الزم ادبك، انت ناسى بتتكلم مع مين
سليم: يا جدى افهمنى دول كدابين، وانا مستحيل ادخلهم فى حياتى تانى ابدا
البنا( فهو يعلم أن حفيده عنيد للغاية مثل والده) : ع العموم انا راجع انا وبنت عمك الاسبوع الجى وان شاءالله نتفاهم سوا ، مع السلامة
اغلق الهاتف وصعد للأعلى فهو يعلم أن المشاكل ستزيد بعودة جده
ف الصباح استيقظت حنين على لمسات خفيفة على وجنتها
حنين( بابتسامة): صباح الخير يا حبيبتي وطبعت قبلة على جبين ابنتها
ليلى : صباح النور يا مامتى، انتى كنت فين امبارح واتاخرتى ليه علية
حنين: معلش يا حبيبتى وبعدين مش انا بعت سها ليكى
ليلى(بفرحة): اه و سها جابتنى عن تيتا نجوى وقعدت تحكيلى حواديت، وورتلى صور المزرعة اللى هنروحها يوم الجمعة
حنين: ممكن يا لولتى نأجل موضوع المزرعة ده شوية
ليلى(بحزن): ليه يا مامى مش انتى كنتى موافقة وقولتى هنروح
وكادت حنين أن تتحدث فقطعها طرقات على الباب يتبعها دخول نجوى وسها
نجوى: صباح الخير يا حلوين، عاملة ايه النهاردة يا نونا
حنين(بخجل): الحمد لله بخير، معلش يا طنط انا مش عارفة اعتذر لحضرتك ازاى على اللى حصل امبارح
نجوى(بمزاح ): ايه طنط دى انا يا نوجا يا ماما، اوعى تقوليلى طنط دى تانى
حنين(بضحكة هادئة): حبيبتي يا نوجا
سها: اقعدوا انتوا اضحكوا وسيبونى افرقع
حنين: هتفرقعى ليه ياقلبي
سها: اصلى وانتى بتتصلى امبارح فرحت وقلت انتى اللى هتساعدينى وتقنعى سليم بالفرح لاقيتك بتقوليلى( مقلدة صوت حنين) الحقينى انا ف القسم، جبتك يا عبد المعين
نجوى(بضحك): عشان تصدقوا انكم وش فقر وله حق سليم ميوافقش ع الجوازة دى
حنين(بضحك): ولا تزعلى يا سوسو انا هكلملك سليم
سها : حبيبتى يا نونا ، مال ليلى صحيح مش سامعة صوتها
ليلى (بحزن وتزم شفتها للامام): شفتى يا تيتا ، مامى مش راضية تخلينا نروح المزرعة يوم الجمعة وغيرت رأيها
نجوى: ليه كدة يا حنين
حنين: عشان مشكلة امبارح أن شاءالله احلها وبعدين نروح
نجوى: لا مفيش كلام من ده، هنروح زى ما اتفقنا ومتقلقيش أن شاء الله عقبال يوم الجمعة يكون المحامى عرف يحل المشكلة
حنين: يارب يا نوجا يارب
نجوى: وايه رأيك يا لولا تفضلوا هنا كمان لحد يوم الجمعة
حنين(باعتراض): لا طبعا يا نوجا مينفعش احنا هنمشى دلوقتى
نجوى : اللى مينفعش انك تمشى واحنا مش عارفين مين الناس دول وتفضل انتى وبنتك لوحدكم
اعترضت حنين كثيرا ولكن تحت إلحاح نجوى وافقت
حنين: خلاص اللى حضرتك تشوفيه
ليلى: هيييييه
نجوى: يلا بينا بقى عشان نفطر
اتجهوا جميعا للاسفل لتناول الافطار، وعندما سمع أصواتهم سليم نظر إلى والدته فأومأت له فاطمئن قلبه بقبولها للبقاء معهم ف المنزل فهو كان مرعوبا عليها من عودتها لمنزلها تحسبا لهؤلاء الأشخاص أو أن يضايقها اد سكان المنطقة بعد ما حدث أمام العلن
إلى أن جاء يوم الجمعة واتجهوا جميعا إلى المزرعة وكانت ليلى فرحة للغاية وحنين سعيدة واكتملت فرحتها بعد مخاطبة المحامى لهم واعلامهم أنه تم التنازل عن المحضر ف النيابة وحل المشكلة نهائيا ، اما سليم كان قلقا واثار فضوله ما أخبره به المحامى بأنهم تنازلوا بسهولة لا تتناسب مع اعتراضهم الشديد ف اول مرة وإصرارهم على الحصول على نسخة كاملة من الأوراق هذا ما يؤكد له أن الموضوع لم ينتهى، قطع تفكيره رنين هاتف حنين
حنين: ألو ، ازيك عاملة ايه يا حنان
حنان: ازيك انتى ، حليتى المشكلة بتاعة القسم
حنين (بسعادة): اه الحمد لله تمام
حنان(بخبث): مش هاين علية اكسر فرحتك اللى سمعتها ف صوتك دى ، بس اعمل ايه لازم اقولك
حنين( بقلق): تقوليلى ايه يا حنان، انتى كويسة والولاد كويسين
حنان: اه بس عادل
حنين( وهى تنظر لابنتها): ماله
حنان( بغل وكره) : رفع قضية حضانة
حنين : نعم قضية حضانة
حنان: اه منهم لله ولاد الحرام ، قالوله ع الموضوع بتاعك وان سمعتك وحشةوهو صمم أنه ميسبش بنته مع واحدة زيك لاتؤتمن
حنين(بغضب مما لفت الجميع لها): الحيوان انا ، بلغيه أنه عمره ما هياخد بنتى منى ولو هموته بايدى
حنان: قلبى معاكى يا حبيبتي، وأنهت المكالمة
حنين(بشرود وحزن): الحقير عايز ياخد بنتى منى
سليم : انا عندى الحل..........
يتبع....
أنت تقرأ
تائهة بين الماضى والمستقبل
Romansaرومانسى اجتماعى عاطفى هى تائهة بين الماضى والمستقبل تحاول حل مشاكل الماضى وتتمنى الحياة الهادئة