الفصل الثاني والعشرون

522 31 8
                                    

ظل الجميع ينظرون إلى الواقف أمامهم فهو غير معروف للعديد منهم ، اعتلى على وجه حنان وسهير نظرات الفرح والشماتة أما حنين مدت يدها لصغيرتها تضمها إليها وعندما لاحظ سليم ذلك فهم خوفها على طفلتها
سليم: اتفضل يا مولانا كمل الإجراءات
عادل(متجاهلا سليم واقترب بخطوات من حنين): مسمعتش ردك يا عروسة
وهنا هب سليم واقفا يجذبه من ذراعه ويبعده عنها
سليم(بغضب): انت ايه اللى جابك هنا وعايز ايه
عادل(ناظرا إلى يده الممسكة بذراعه): ايه يا عريس براحة على نفسك شوية، اعصابك محتاجها انت الليلة دى ولا المدام مقلتش لمعاليك عنى
دفعه سليم وقام بلكمه فى وجهه لكمة قوية اوقعته ارضا، ونظرت حنان غامزة لسهير بمعنى أن الأمور تسرى كما خططنا لها واندفعت هى وهشام زوجها يساعدان عادل على الوقوف ف حين اتجهت نجوى إلى ابنها تمنعه من الخوض في هذا الشجار أمام كل الأعين المسلطة عليهم
حنان (بخبث): مش معقول يا عادل الفضايح اللى بتعملها دى
سهير (بشماتة وهى تخطو لتقف بجانب البنا): ايه الهمجية دى، شايف حضرتك مستوى الناس اللي سليم رايح يتجوز منهم
رمقها البنا بنظرة جعلها تبتلع الباقى من كلامها وطلب من المأذون أن ينتظر قليلا واتجه بخطواته إلى سليم يخاطبه مشيرا على عادل الذى ما زال واضعا يده على وجهه مكان لكمة سليم
البنا(بحدة): خد الاستاذ واتكلموا ف المكتب وانا هحصلكم، وبالفعل انصاع سليم لكلام جده يتبعه عادل وحنان وهشام
أما حنين فأخذتها نجوى هى وليلى إلى الغرفة التى تتجهز بها سها بعد أن افهمت المعازيم أن كتب الكتاب سيكون بعد قليل وطلبت منهم استكمال الحفل
*فى الاعلى
سها(بعد دخول نجوى وحنين عليها): ايه يا ماما الدوشة اللى كانت تحت دى وايه اللى طلع حنين تانى
حنين (بدموع): طليقى جه يا سها وبهدل الدنيا
سها(بصدمة): يالهوى، انا مش فاهمة الحيوان ده عايز ايه
حنين: انا مستحيل اخليه ياخد بنتى منى
نجوى (مطمئنة): متقلقيش يا حبيبتي ، سليم مش هيخليه يعمل كدة ابدا، (واكملت بمزاح ) وبعدين متعيطيش وتبوظى الميكب بتاعك
ابتسمت حنين على كلام نجوى
نجوى( موجهة كلامها لسها): يلا يا هانم ، عشان جدك كمان خمس دقايق هيطلع ياخدك وتنزلوا سوا
سها (برومانسية): اخيرا ، حبيبي يا طاروقتى
نجوى (متذكرة بضحك): اهو طاروقتك ساب كل اللي حصل تحت وجى ف ودانى (مقلدة طارق) هو جوازى كدة باظ ولا ايه يا خالتى، كنت هخلى سليم يسلم ع وشه
سها: ابوس ايدك يا ماما ابعدى والنبى سليم عنده الليلة دى
ضحكت حنين ونجوى عليها وبعد قليل كانت تتأبط سها ذراع جدها ويتجهان للاسفل وكانت نظرات طارق عالقة بها بشدة وهى ترسم قلوبا حولها واخيرا حلمه سيتحقق وتكون له من عشقها منذ الصغر وعاشا طفولتهما سويا ،
ترعرعا معا وكبر معهما حبهما و اخيرا سيتوج هذا العشق بالزواج ، اما سها كانت تعد الخطوات لتقترب منه صديقها وابن خالتها وحبيبها وزوجها وعند هذه الكلمة نظرت له وتكلمت العيون بلغات لا يفهمها الا العاشقان
اما سليم فقد ترك عادل ف المكتب يفكر فى كلامه وقد تناسى الكلمات التى جمعته مع ذلك البغيض ،لم يستطع أن يفوت هذه اللحظه فهى ابنته قبل أن تكون أخته الصغيرة يحبها بشدة ، تنزل أمامه بالفستان الأبيض ، جميلة حقا ولو عليه لا يريد أن يتركها تغادر منزله ولكن ما يشفع لطارق ف اخذها حبه الشديد لها
وقفت أمامهم ومد طارق يده ليستلمها من جدها ولكن سبقه سليم وأخذها بحضنه
طارق (بمزاح): هى البت اتعمت ولا ايه، ايه يا سوسو انا العريس يا روحى
تجاهله سليم وأخرجها من حضنه بنظر لها وطبع قبلة على جبهتها
سليم(بحب): الف مبروك يا حبيبتي، اوعى الحيوان ده ينسيكى اخوكى ويبعدك عننا ، ربنا يسعد ايامك كلها يا قلبى
سها: كنت هزعل اوى لو ملقتش مستنينى هنا
سليم: مقدرش يا نور عيني، كان لازم ابقى هنا مستنيكى واشوف العروسه الحلوة بنت اخوها
طارق(بغيظ): احنا مش هنخلص من فيلم العشق الممنوع ده ولا ايه بقى، وبدأ يسحب سها ف اتجاهه
سليم(محذراً): عارف يا حيوان لو زعلتها هعمل فيك ايه
طارق: يا عم سبنا ف حالنا بقى، ده انا مش هخليك تلمح ضفرها
سليم( وهو يجذب سها مرة أخرى له): طب يلا يا حبيبتي نطلع فوق تانى
طارق(متوسلا): لا انا ف عرضك يا بيه، وحياة الغاليين عندك وبعدين ده انت عريس انت كمان ولا الجوازة باظت ولا ايه
سليم: انا مسيطر يلا هو انا زيك ولا ايه، خلى بالك من سها
طارق: فى عينيا والله
أومأ له سليم وبارك لهما مرة أخرى وغادرا عصفورا الحب لاستكمال الحفل، واتجه سليم عائدا للمكتب مرة أخرى وفتح الباب بقوة انتفض على دخوله عادل وهب واقفا ممسكا بيده الشيك الذى أعطاه له سليم قبل أن يغادر
سليم: هاااه فكرت ف المبلغ اللى هتكتبه ف الشيك
عادل : بفكر اهو وبحسبها
سليم (بسخرية): هى حسبة صعبة أوى كدة، طب انا هساعدك شوية، بص كدة كدة حنين عمرها ما هترجعلك والقضية اللى انت عملتها دى انا ممكن اقلبها عليك ف ثانية
عادل: هاااه، وهتقلبها ازاى
سليم: اقولك ، اولهم المشكلة بتاعة القسم أو المسلسل البايخ اللى عملته انا عرفت حقيقته كلها، ده غير انى عرفت ماضيك الاسود كله و فى كذا حد نفسهم يعملوا خير ويخلصوا منك، وضيف على كل ده الناس اللى انت مديون ليهم لو طالوك مقولكش يعملوا فيك ايه، وانا معنديش اى مشكلة انى اقولهم على مكانك
عادل(بخوف): لا وعلى ايه كل ده، نتفق يا باشا
سليم: ماشى نتفق، وانا هديك اللى انت عايزه بس طبعا بشروط
عادل: وانا تحت امرك ، وصدقنى هبعد عن حنين خالص
سليم: من هنا ورايح اسمها الدكتورة حنين، ويلا بقى زى الشاطر احكيلى على كل حاجة عقبال ما امضيلك الشيك

ف الخارج كانت تقف حنان وعيناها لا تفارق باب المكتب فسليم اغلق الباب بوجهها هى وزوجها بعد دخول عادل ، وحينما خرج حاولت الدخول ولكن كان مغلق بالمفتاح ، تخاف أن يخرب عادل أمورها أو يطلع سليم على اتفاقهم وحاولت أن تكلم سهير ولكن الأخرى رفضت وتحججت بأنه من الممكن أن يراهم أحد سويا وخاصة أن عيون البنا كانت عليهم، قطع شرودها خروج عادل وكادت تذهب إليه ولكن توقفت خطواتها عندما وجدت سليم مرافقا له وظل معه إلا أن أوصله إلى باب المنزل ليغادر وعاد سليم متجها إليها ومع كل خطوة لها كان يزيد توترها بشدة فهو ينظر لها نظرة غامضة لم تفهمها إلى أن وصل سليم على بعد خطوات منها فسبقته بالكلام
حنان: عادل طول عمره كداب اصل انا عارفاه من زمان كان صاحب جوزى، ياريت اللى عمله ده ميأثرش على جوازكم
سليم(بغموض): لما هو كدة، جوزتيه لأختك حبيبتك ليه
حنان (بتوتر): هاااه، اصله كان بيحبها وكدة
سليم(بسخرية): وكدة ااااه، طب بعد اذنك اطلعى لحنين بلغيها اننا هنكتب كتب الكتاب بعد شوية
أسرعت تتحرك من أمامه فهى لا تفهم نظراته ، ففضلت الرحيل حتى تستطيع مهاتفة عادل ومعرفة ما حدث بينهم بالداخل وصعدت إلى الأعلى منبهرة بجمال الفيلا واضافت إلى مشاعر الحقد والكره التى تكنها لأختها الحسد الذى ستنعم به حنين ولو لأيام قليلة وصممت بداخلها أن هذه الأيام لا يجب أن تطول، طرقت على الباب ودخلت إلى اختها
حنان (بغل): سليم بيبلغك أن كتب الكتاب بعد شوية
حنين( باستغراب): وعادل هو لسه تحت
حنان: لا مشى ، بعد ما خرج من المكتب مشى على طول
حنين (بقلق): اتخانق هو وسليم
حنان : بالعكس، ده وصله لحد الباب ولا كإن ف حاجة حصلت
حنين(بدهشة): معقول
حنان(بخبث): ااه، بس فى حاجة عرفتها وانا تحت ولازم اقولك عليها
حنين(بحيرة): عرفتى ايه
حنان: اقعدى وهقولك .......
يتبع............

تائهة بين الماضى والمستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن