عادت من شرودها على خروج اطفال من المدرسة واستلمت ابنتها واتجهتا سويا للمنزل
فهى طوال هذه المدة كانت جالسة تتذكر احداث الماضى وختامهم ما حدث بالأمس فبعد ما قالته سهير اخذ سليم مفاتيحه وخرج من المنزل وظلت تنظر فى أثره غير مستوعبة ما يحدث هل صدق ، هل يظن أنها خانته وان ما فى احشائها ليس منه ، عادت ببصرها تنظر إلى الموجودين نجوى التى استندت على ابنتها لتجلس على المقعد لأن رجليها لم تعد تحملها، نظرات الشماتة التى كانت تعلو وجه سهير وابنتها ، اما الجد لم تفهم نظراته لها ، تركت الجميع وغادرت إلى غرفتها تفكر، بعد مرور بعض الوقت جاءت لها سها واخبرتها أن والدتها نجوى تطلب منها الرحيل والعودة الى منزلها القديم لأنها لا تضمن رد فعل سليم عند عودته ، اقتنعت واخذت ابنتها ورحلت خافت أن تخسر بلحظة اندفاع منه كل شئ ، عادت الى منزلها الصغير تفكر كيف حدث هذا ، كيف لا يستطيع سليم الإنجاب، إذا هذا هو سبب طلاقه من ابنة عمه الذى طالما أخفاه عنها، كيف كيف سؤال ظل يهاجمها ولم تجد له ايجابة
وصلت الى المنزل وتناولت هى وابنتها الطعام، وتركتها مع المربية وقررت الذهاب الى سليم للتحدث معه، ولكن لا تعلم اين هو الآن، فقامت بالاتصال على سها
حنين: هاااه يا سها رجع البيت
سها(بحزن): ايوة يا حنين لسة راجع حالا، فضل فى المكتب شوية وبعدين خرج منه وف أيده ورق وطلع على اوضته حالته صعبة أوى
حنين(بإصرار): طيب انا هاجى دلوقتى، لازم اتكلم معاه
سها: بلاش يا حبيبتي، سليم صعب ف غضبه ممكن يأذيكى وبعدين ترجعوا تندموا ، استنى لما الموضوع يهدى شوية، حتى ماما شايفة كدة
حنين: هى طنط مصدقة انى خنت سليم
سها: لا طبعا احنا عارفين اخلاقك كويس، بس محدش فاهم حاجة ازاى سليم مبيخلفش وانتى حامل، مش يمكن الدكتور غلطان
حنين: لا انا عملت تحاليل فى كذا معمل وكلهم أكدوا انى حامل، لازم اتكلم معاه يا سها، مسافة السكة وهكون عندك
سها: اللى تشوفيه، ربنا يستر
فى الاعلى، كان سليم ينظر للأوراق التى فى يده، أعاد قرائتها مئات المرات بل آلاف المرات لعل الأمور تتضح له لكنه يعود إلى نقطة البداية فى كل مرة ، قطع عليه تفكيره فتح باب الغرفة ووجدها تدلف اليه واغلقت الباب خلفها
حنين (وهى تركع لتجلس أسفل مقعده، تضع كف يدها على يده): سليم ممكن نتكلم بهدوء
لم يرد سليم ورفع نظره ينظر أمامه بشرود، فوضعت يدها على وجهه لكى ينظر
حنين: طب تعالى نفكر سوا فى اللى حصل
سليم (هب واقفا وهو يلقى لها الأوراق): نفكر فى ايه، اهو انتى دكتورة بصى بنفسك للورق اللى فى ايدك ده وفهمينى ازاى
حنين: طب ما يمكن تكون خفيت
سليم(بسخرية): خفيت ازاى يا دكتورة، بصى للورق كويس، التقارير بتقول عيب خلفى يعنى هفضل طول عمرى عقيم
حنين: قصدك ايه يا سليم، انت بتشك فيا
سليم(ممسكا ذراعيها ويهزها بقوة): طب فهمينى انتى ، انا هتجنن هتجنن
حنين (بهدوء عكس الالم الذى تشعر به): ايه رأيك نروح لدكتور تانى ، يمكن فيه غلط
سليم (وهو يتذكر صدمته عندما أخبره الطبيب): انا مستحيل اهين نفسى تانى
حنين: انت تقصد ايه، وعايزنى انا اعمل ايه
سليم(وهو يتركها،ويبعد عنها): مش عايز ، سبينى لوحدى، اطلعى برا
حنين: مضيعش كل حاجة بينا يا سليم و
سليم( مقاطعا بغضب ونبرة عالية): قولتلك سبينى لوحدى
ظلت تهز رأسها نفيا وركضت لتخرج من هذا المنزل، كانت تنزل درجات الدرج متعثرة وسها بانتظارها ف الاسفل وكانت دموع حنين كافية للإجابة عن تساؤلها بما حدث فى الاعلى، اتجهت لتغادر فأوقفها صوت سهير
سهير: استنى عندك هنا
التفتت حنين لها ، ماذا تريد منها هذه المرأة
سهير (بغل): انا عايزة حق بنتى يا عمى
البنا: حق ايه يا سهير
سهير: انت وافقت أن سليم يطلق بنتى لما بس كان شاكك فيها ، ودلوقتي سايبين الهانم دى تخرج من هنا بعد الفضيحة اللى عملتها
حنين(بصدمة): اخرسى، انتى بتقولى ايه
سهير: ده انتى صحيح بجحة، حامل من واحد مبيخلفش وليكى عين تتكلمى
رفعت حنين نظرها للأعلى تنظر إلى الواقف ، فهو لم يسمح له قلبه بأن يتركها تغادر وجعله يركض ليلحقها، قطع نظراتهم كلام الجد الذى نظر هو أيضاً لما تنظر له حنين وأمر سليم أن ينزل للاسفل
البنا: متهيألى أن من العدل انك تتطلقها زى ما عملت مع بنت عمك
سليم(بإصرار): وانا مستحيل أطلقها يا جدى
ابتسمت حنين وبدأت تمسح دموعها فأخيرا حبها سينتصر ولكن تحطمت آمالها عندما استطرد سليم فى كلامه
سليم(وهو ينظر لها نظرة ذات مغزى): مستحيل أطلقها الا لما اعرف مين ابو اللى ف بطنها
عند هذه اللحظة لم تستطيع أن تتحمل المزيد من الإهانات يكفيها ، وقعت أمام الجميع فاقدة وعيها تخبرهم بمدى الظلم الموجه لها، اندفع لها سليم يحملها واتجه إلى غرفتهم وخلفه سها ونجوى أما طارق ذهب للاتصال بالطبيب
بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب فاتجه له سليم مسرعا فهو ينهشه القلق والخوف عليها
سليم(بقلق): طمنى يا دكتور
الطبيب: الحمد لله، هى اعصابها تعبانة شوية وياريت تبعد عن اى ضغط عصبى الفترة دى
سليم: أن شاءالله شكرا لحضرتك
غادر الطبيب ونظرا سها وطارق لسليم بلوم، اما نجوى فقلبها يؤلمها بشدة على حال ولدها، هى متأكدة بداخلها من براءة حنين ولكن كيف وابنها لا ينجب
سليم(بحدة): انتوا بتبصولى كدة ليه
سها(بغضب): يعنى مش عارف، تفتكر كنت هتندم اد ايه لو حصلها حاجة
سليم (بتوتر): انا ماليش ذنب ، قوليلى اعمل ايه
نجوى (بهدوء): ادخلى يا سها خليكى معاها، وتعالوا نتكلم احنا فى مكان تانى
بالفعل ذهبت نجوى بصحبة طارق وسليم للتحدث فى غرفتها
نجوى (بتأكيد): صدقنى دى اكيد لعبة معمولة عليك
طارق: ايوة صح، واللى وراها السحلية مرات عمك وبنتها
سليم: ازاى بس انتوا هتجنونى، إذا كان الدكتور اللى كشفت عنده كان بعتنى له دكتور محسن وصاحبه جدا وبيقول عليه شاطر ومن أكبر الدكاترة المتخصصين فى مجاله، والتقارير كلها لسة معايا
نجوى: بص يا بنى انا تاخد الورق وتروح لدكتور محسن وهو يقولك تعمل ايه، صدقنى انا قلبى بيقولى أن فى حاجة غلط
سليم: ماشى يا أمى هروحله حالا، ابقى طمنينى على حنين، وافق بسهولة فهو يريد أن يتمسك بهذا الأمل
أومأت له بحب فهى تعلم كم يحبها ابنها بشدة، وخرج سليم متوجها للمستشفى بصحبة طارق الذى أصر على مرافقته
اما عند سهير كانت ترتسم على ملامحها السعادة فما كانت تريده تحقق، فهى أملت بشدة أن تحمل حنين حتى تستطيع أن توقع بينهما
ندى: طب افرضى بقى راح كشف عند حد تانى
سهير: مش سليم، كرامته هتجرحه، وبعدين عمره ما هيعرف اللى عملناه، دلوقتى الدور والباقى عليكى
ندى(مشيرة لنفسها): انا، ازاى
سهير: اضغطى على جدك وخليه يضغط عليه يطلقها من باب أنه كدة بيردلك حقك
ندى(بلامبالاة): ماشى هحاول
سهير: لا لازم تزنى وتقدرى قبل ما سليم يعرف الحقيقة، انا متأكدة أن لو سليم طلق اللى اسمها حنين دى عمرها ما هترجعله
وبعدها قررت سهير أن تهاتف حنان وتطلعها على الاخبار وتجعلها تستغل الفرصة هى أيضا وتبعد حنين عن سليم
سهير: زى ما بقولك كدة، لازم انتى بقى تيجى تعملى انك ندمانة وعايزة تصلحيها وبعدين تصممى أنها متقعدش فى البيت اللى اتهانت فيه
حنان (بفرحة): متعرفيش انا مبسوطة ازاى
سهير: صحيح عملتى ايه مع عادل، انا عايزة شوية من الفلوس اللى أخدها عقبال ما اضبط أمورى وهردهملك الضعف
حنان: متقلقيش هيرجع، وانا موصية كام حد اول ما هيعتب باب بيته هيتصلوا بيه
سهير: شوفى بقى هتعملى ايه، ومتتأخريش ، سلام
أغلقت الهاتف وهى فى قمة سعادتها، مخططاتها بدأت من جديد وهذه المرة سيكون فوزها اكيد
وصل سليم وطارق إلى المستشفى واتجهوا إلى مكتب دكتور محسن وكان جالس مع أحد أصدقائه الاطباء، فكان سليم قد مهد له الموضوع وهو فى طريقه إلى المستشفى
محسن: زى ما قولتلك يا سليم ، التقارير واضحة ومفيهاش جدال، بص كدة يا دكتور حاتم
حاتم( وهو يأخذ منه الأوراق): عندك حق يا محسن التقارير بتقول أن الشخص ده عقيم مش ممكن يخلف.
محسن(بحزن): اكيد دكتور حاتم قالك الكلام ده المرة اللى فاتت، صح يا حاتم
سليم( باستغراب): دكتور حاتم مين
محسن (باستغراب): انت نسيت ولا ايه، ما ده دكتور حاتم اللى بعتك ليه تكشف عنده
سليم: انا اول مرة اشوف حضرته
حاتم ( بمزاح مؤكداً): وانا اول مرة اقابل الاستاذ، انت عارف انى دايما بفتكر المرضى بتوعى
محسن: اومال انت روحت لمين المرة اللى فاتت
سليم........
يتبع...........
![](https://img.wattpad.com/cover/299961460-288-k470807.jpg)
أنت تقرأ
تائهة بين الماضى والمستقبل
Любовные романыرومانسى اجتماعى عاطفى هى تائهة بين الماضى والمستقبل تحاول حل مشاكل الماضى وتتمنى الحياة الهادئة