تِراجيديّة الحُب|العُقْدة

31 6 15
                                    

"هل يمكن أن نحب بعضنا؟" 

فقط هكذا بدون مقدمات قلتها
طاطات الفتاة راسها خجلا وابتسمت بشكل مبهم ونظرت لي

حينها فقط لم أكن أعلم ماذا يعني أن تحب أحدا، همهمت لي ونظرت بترقب للتالي، ارتبكت ونظرت حولي أحاول خطف الأنظار هنا وهناك للحظات اعتراف كهذه بالأرجاء تكون أكثر دراسة من لعنتي وأكثر خبرة، لكني تعيس حظ فلم يكن بالجوار سوا بعض
من الكلاب وعجوزتين احداهما تثرثر عن بعض النميمة بكل تأكيد للاخرى، في مثل هذه اللحظات والأفلام يميل البطل براسه موازيا لمحبوبته لينال أكبر قدر ممكن من شفاهها  ولتكون القبلة أكثر درامية، القبلة! نعم.

الفكرة لمعت بعقلي فجأة وهكذا ارتطمت شفاهي بجزء من ذقنها وحاولت  تسلق وجهها بشفتاي أبحث عن هدفي وأنا في غمرة تركيزي وجدتها!.

هكذا خسرت قبلتي الأولى بموقف عقيم خال من الشكليات والسيناريوهات الدرامية وحققت مرادي فابتعدت ونظرت لها أنتظر أن أرى أعين عاشقة مغمورة بالعاطفة والحب، لكنها بكت فجأه وأخذت تخفي وجهها بين كفيها وتشهق ببكاء.

هنا وحينما تدرك حقيقة الواقع وتدرك أن حياتك ستبنى دائما على ردود أفعال تراجيدية ستشعر بالخسارة، هل علي مواساتها؟ ولكني أحتاج وقتا لاواسي نفسي قبل ذلك، فهربت وتركتها خلفي.
أتذكر ذلك الموقف الآن بعد رؤيتي لتلك الفتاة تظهر من العدم بقصة شعرها الغربية تتحدث مع فتا ما يبدو وكأنه خليلها، لقد مرت خمس أعوام على ماحدث ولكني أتخيل أنها مازالت تتذكر سذاجتي تلك مثلما اتذكرها الآن، اخفضت راسي وزحفت بجسدي على الكرسي للأسفل لتقصر قامتي، أتمنى أن لا تراني، صليت بداخلي وأنا استمع لصوت خطواتها كما لو كانت جميع الضحكات والأحاديث تشلات بصالة الطعام الكبيرة عدا قرع حذائها

"هل أنت معجب؟"

أدركت أنني مازلت مرئيا، عدلت جلستي وحمحمت ونظرت لميلين

"كلا، فقط بعض الراحة من الجلوس"

حتى في الأعذار كنت الأسوء نظرا لصراحتي المعتادة فذلك يجعلني أفتقر لبراعة كيث في رمي الحجج والأعذار

" اتحب أن نسير قليلا بالأرجاء؟"

ميلين تسائلت بغرابة ونظرت بالأرجاء حولها  كما لو كانت تبحث عن شخص ما.

"هل نخرج من_"

"هي أنت! فتى القبلة!"

أوه، كلا... إنها تتذكرني.

.

.

.

_ 24 تموز _

"سننتقل للعيش بنيويورك"

في غمرة السكون صوتها الحزين ظهر فجأة، تجنبنا النظر لبعضنا و أحسست بالرغبة بالصمت لوقت طويل أكثر

"لم يكن لدي خيار آخر، فقط أمي بدأت برسم حياة جديدة لها وأبي أراد أن يصبح مسؤولا فجأة في يوم وليلة ووجد عملا ومنزلا هناك"

أستطيع الإحساس برعشة صوتها وكم بدا الحديث صعبا بموقف كهذا لها.

"الن تنظر لي؟ الن تقول شيئا؟ هل أنت غاضب؟"

زحفت بيدها نحو يدي وامسكت بها بحرارة تشدها نحو اتجاهها

" حظ موفق لك "

هذا كل مايمكن قوله في موقف كهذا

" هذا كل شيء؟ "

تمتمت ونظرت لها أخيراً بجدية وبقليل من اللوم

"لا أعتقد أنك كنت تنتظرين بعض الدموع"

قلت ساخرا فعضت شفاهها

" أنت فظ!"

اطلقتها بحنق وهي تنظر لي بغيظ

" لاداعي لتذكيري"

تماسكت أمامها أحاول أن أوقف عقلي من تلك الذكريات

"حسنا، هذا ما أتيت لقوله فقط، شكرا لوقتك"

نهضت وسحبت حقيبتها من جانبي واعادت الكرسي للخلف ليصدر صوت مزعجا أثناء احتكاك أقدامه بالأرضية الخشبية..

أسمع خطواتها المتعجلة نحو الباب لربما لم يكن هناك الكثير من الكلمات التعبيرية عندي بموقف كهذا ولكن الألم الذي أحس به كان مؤذي..

" كايلي.... "
" ستكون الأمور بخير أنا أعدك"

همست بذلك دون شعور وأنا اوقفها عن فتح الباب
اخذ الأمر برهه حتى التفت لي وغلغلت ذراعيها بين يداي تغلقها بإحكام علي.. وها هي ذا تبكي.

الأمر الوحيد الذي لم أستطع نسيانه مع مرور وقت طويل هو مشاعري نحوها، لطالما كانت كايلي شخص رقيق المشاعر مرهفة الإحساس ولكنها مفعمة بالحيوية، علاقتنا قد لا تأخذ منحنى عميق لكنها تلجئ لي بمواقف كهذه

"يكون الأمر صعب دائما، أعتقد أنني مرهقة، لكنك هنا دائما شكرا لذلك".

.

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن