فَراغُ العُطْلة | الكَثِير مِن الحُجج

64 4 1
                                    


ضاع مني هذا اليوم شيء ما لا أعلم ماهو ولكن شعور الفقد بي إستمر طيلة اليوم بكل عذابات الفقد وأتراحه

جلست على زاوية مطبخي وأثناء محاولتي لإعداد شطيرة فمعدتي تكاد تأكل هوامش أحشائي  شعرت وكأنها أطول مرة اعد فيها شطيرة بينما هي في الحقيقة تكاد لا تحمل بداخلها سوى مكون واحد ألا وهو الجبن، يستمر الأمر لأن يكون ساخرا

أكثر حيث أنني أحرقت اصبعي متعجلا بإخراج تلك الشطيرة من الفرن، لدي نظرة تشاؤمية حول كل الأمور التي لا تسير كما يُخيل لي لذا صفارات الإنذار بحاستي المعتمدة على كل شيء عدا المنطقية بدأت بإخباري أن اليوم هو يومك السيء وستصادف مواقف أخرى أكثر سوء من الآن، شعور الجُبن بداخلي تضاعف وفكرت بأكثر الطرق إحتمالية لحدوث شيء فظيع أكثر من إحراق اصبعي، ربما شجار مع آرثر؟

ولكن هذا بدا إعتياديا جدا، فمؤخرا  اقتنعت بأن الصين وتايوان ستحل مشاكلهم السياسية قبل أن نصلح أنا وارثر أحد خلافاتنا المتراكمة، بعد موت والدته أصبح أكثر عدائيه، أنا أعلم أنه تخطى
رحيلها

أدرك ذلك تماما لكنه أصبح محاطا بالسخط، حانقا كما لو أن العالم ملام على سلبه تلك الروح، كنت عكسه بهذا، أؤمن أن فكرة الفناء شيء مُسلم به وأن الفقد يكاد يكون أكثر مصداقية من الأبدية، ينعتني كيث بأنني أعاني من عطب بمشاعري فقد كان شاهدا على آخر مرة صرخت فيها بوجه آرثر أن يكف عن دور الضحية، فالجميع بالفعل يعاني بما فيه الكفاية

وإن كان تصرفي ذلك يحتمل بعضا من الأنانية ولكنني شعرت كما لو أن علي فعل شيء لإنقاذه من السقوط عميقا، لربما لم أواجه لحظة وداع أبدية تشبه موت والدة آرثر، ولكني تذوقت الرحيل وتلاشي الوصال بعد علاقة وطيدة دامت لسنوات وأعلم كيف أن التجاوز هو الخيار الصحيح.

لاشيء يذكر حدث بعد ذلك، حينما أنهيت شطيرتي وهممت بإنهاء واجباتي، شعرت بلسعات الكسل تحرق عيناي مجددا، فتحججت بشعور الخطر صباحا وقررت أن أمضي يومي محاطا بوسائدي وغطاء سريري، لاشيء يدعوني للنهوض ومواجهة إنذارات الخطر، ليس اليوم تحديدا فأنا غارق بالعتمة والكسل.

منذ مرور شهرين أو ثلاثة وأنا لا أكلف نفسي عناء إتخاذ قرارات جادة، كل مافي الأمر أن علي التفكير يوميا ما إذا كنت أود النهوض من سريري ومواجهة يوم كامل أو لا أملك طاقة لفعل شيء؟
وحسنا، على إثر ذلك خرجت حوالي ثلاث مرات بالشهر الواحد فقط، وكانت كلها تتضمن أعمال يصعب تأجيلها قد تسبب خطرا
لو تجاهلتها  - العائلة -

لا أعتقد أنني مستعد لتجاهل أحد دعوات عائلتي للعشاء، فنحن نجتمع أسبوعيا تحت قاعدة العائلة السعيدة التي تساهم في لم الشمل أسبوعيا كل سبت، ولولا أن والدتي تحارب للحصول على موعد مع والدي بالأسبوع الرابع من كل شهر لكانت عدد زياراتي لعائلتي تساوي أربعه مرات شهريا، ولاشك أن كرهي ليوم السبت اصبح واضحا أكثر من بقعة المربى الصغيرة على قميصي حيث اكتشفتها قبل ثواني من تحديقي بشاشة هاتفي  السوداء وانا انتظر الفيلم أن يبدأ، هكذا قضيت مؤخرا أيامي، سكون دائم وفراغ والكثير من الكسل والحجج وبكل مرة ينتهي اليوم اخاطب أعمالي المتراكمة بأنني سانجزها غدا.

.

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن